ضروة غرس القيم والاخلاق النبيلة في الابناء

[abdelmalik]

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اتذكر عندما كنت استاذا في محو الامية للرجال في اول تخرجي، عندما تم استدعاؤنا لاحد المراكز من اجل ما يسمى بالتكوين المستمر في ايام محددة، بحضور اساتذة مختصين في المجال من اجل تلقيننا الاسس الحديثة في تلقين وتكوين الامي، كانت الغرفة التي اجتمعنا فيها للاستفادة من المحاضرات العلمية تعج بمكونين ومكونات في مجال محاربة الامية، وكانت تتم بيننا وبين الاساتذة سلسلة من المحاورات والحديث عن تجربة التكوين، لكن مما لفت انتباهي فتاة محتجبة في نفس التخصص، كانت في مداخلاتها تتكلم بصوت مرتفع يصم الآذان لان صوتها كان جهوريا، الشيء الذي صراحة جعلني اشعر كما لو انه صوت رجل لا صوت فتاة. علاوة على اننا في بعض الاحيان عندما نحضر عرسا او فرحا بصفة عامة، نفاجا باشخاص يتصرفون بطريقة بدائية في طريقة اكلهم. لهذا اخواني الافاضل، الا ترون بان التربية على السلوكيات تبدا من الصغر، وانه كما يجب على الابوين ان يغرسا في الابناء القيم الصالحة وضرورة تشجيعهم على اداء العبادات والفرائض على احسن وجه، حري بهما تعليمهم كيف يأكلون وكيف يتكلمون، وكيف عليهم ان يسكتوا في حضور الكبار احتراما لهم وقس على ذلك. وديننا العظيم لم يتجاهل هذه المسالة المهمة ولا تغافل عنها صلى الله عليه وسلم، يكفي ما جاء في وصية لقمان لابنه كما جاء في القرآن: (واقصد في مشيك واغضض من صوتك ان انكر الاصوات لصوت الحمير)، وايضا بعض الاحاديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وسانقل لكم بعضها لا كلها :

فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : أخذ الحسن بن علي رضي الله عنهما تمرة من تمر الصدقة فجعلها في فيه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( كخ كخ ، أرم بها ، أما علمت أنا لا نأكل الصدقة ؟ )

وعن أبي حفص عمر بن أبي سلمة عبد الله بن عبد الأسد ربيب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : كنت غلاماً في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت يدي تطيش في الصحفة فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم (( يا غلام ، سمّ الله تعالى ، وكل بيمينك ، وكل مما يليك )) فما زالت تلك طعمتي بعد

فلماذا ينسى او يتغافل كثير من الاباء عن تلك الامور، لهذا نجد طفلا يتكلم بصوت مرتفع، او مراهقا يتكلم في مجالس الكبار والعلماء دون اخذ اذن منهم، او شابا متدينا لكنه طائش ومتهور، يقوم بسب ولعن شيخ على الفايسبوك وعلى التويتر وعلى المنتديات، او ربما عندما يقابله وجها لوجه، فقط لانه عارض شيخه الذي يحبه واختلف معه في امور ومسائل فقهية او سياسية او شخصية، والامثلة كثيرة، بناء عليه فيا حبذا لو تم ترسيخ الاخلاق الحميدة في الابن منذ نعومة اظافره.