كيف تختار للــــزواج ؟؟؟

[زارع المحبة]

بسم الله الرحمن الرحيم.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

هذه الفكرة كنتُ قد طرحتها من قبل بأسلوب آخر وعنوان آخر , ولا أرى مانعا من تكرار بعض المواضيع ـ وإن انتقد ذلك البعض علي ـ فقد كرر القرآن الكريم بعض المعاني في صُــوَرٍ وسُــوَرٍ مختلفة ؛ مثل خلق آدم وسجود الملائكة له .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لأَرْبَعٍ لِمَالِهَا وَلِحَسَبِهَا وَجَمَالِهَا وَلِدِينِهَا فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ" صحيح البخاري رقم 5090 .


فالدين عنصر مهم أو هو العنصر الأهم عند البحث على شريك الحياة ؛ ولكن لا يعني ذلك إلغاء الجوانب الأخرى .

فقد لاحظتُ أن البعض تطرفوا في هذا الأمر(الجانب الديني) فجعلوا بحثهم مقتصرا على المتدينة والمتدينة والمتشددة في الدين , تلك التي تصوم الاثنين والخميس وتضيف الجمعة والسبت ’ وإن زادت الأحد والأربعاء فجميل , وإن أكملت الثلاثاء فجميل جدا ؛ تلك التي تلبس الحجاب وتضع فوقه الجلباب بعد أن تضع الخمار والقفاز والجوارب والنقاب وقبل ذلك وبعده لا تخرج من البيت أصلا ولا تقترب من نافذة أو باب .

فهي ممتثله قوله تعالى : "وقرن في بيوتكن "

وقول عائشة أو فاطمة رضي الله عنهما :

" خير النساء من لا ترى الرجال ولا يراها الرجال "
تلك وجهة نظر.

لكن وجهة نظري أن الحياة دين ودنيا معا ؛ أعني أن المطلوب من المرأة ـ وكذلك الرجل ـ أن تكون متوازنة لا تغلب جانبا على جانب ولا تهتم بجانب على حساب جانب آخر.

ولو كان المراد منا العبادة[1] فقط (صوم صلاة... ) لجعلنا الله ملائكة , ولكن الله جعلنا بشرا لأمرين :

ـ الأول : العبادة .

ـ الثاني : الاستخلاف وعمارة الأرض .

فأما العبادة فمعلومة ومحددة وثابتة لا يزاد فيها ولا ينقص منها .

وأما عمارة الأرض فمتغيرة ومتطورة وتحتاج للكثير من العلوم والفنون والمعاملات .

"وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا"


ولو كان المطلوب من المرأة العبادة فقط لما نهاها المولى عز وجل أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه .

ولو كان المطلوب منا نحن البشر العبادة فقط (صوم صلاة ذكر ...) لما نهى النبي صلى الله عليه وسلم الرهط عما قرروه حين قال أحدهم : أنا أصوم ولا أفطر, وقال الأخر أنا أقوم الليل ولا أرقد , وقال ألآخر أنا لا أتزوج النساء .

فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم :


"أما والله أتي لأخشاكم لله وأتقاكم له لكني أصوم وأفطر وأصلي وأرقد وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني"متفق عليه.


وقصة الرجل (أبي الدرداء) الذي كان طول ليله يصلى ولا يلتفت إلى زوجته (أم الدرداء) فقال له النبي صلى الله عليه وسلم :


" أن لربك عليك حقاً وإن لنفسك عليك حقاً ولزوجك عليك حقاً فأعط كل ذي حقٍّ حقه" صحيح البخاري رقم 5788

ثم إن الزوجة عندما تنتقل إلى بيت زوجها فلن تأتي فقط للصوم والصلاة والذكر والقراءة وإنما تنتظرها مهام عظيمة وأعمال جسيمة فلا بد أن يكون لديها من المعلومات والإمكانيات ما تستطيع به مواجهة تلك المصاعب والتغلب على تلك المتاعب .

سوف أضرب لكم مثالا لو احتجنا إلى رئيس دولة هل نأتي برجل زاهد وعابد أم نأتي برجل عالم بأحوال الدنيا وتقلباتها ؟

ولو احتجنا إلى قائد سيارة أو طائرة هل نأتي برجل يحفظ كتاب رياض الصالحين أم رجل يحفظ قانون المرور ولديه رخصة قيادة ؟

ما أود قوله باختصار هو إياكم والغلو في بعض الجوانب وإهمال جوانب أخرى ضرورية للحياة .
فإن الذي قال" اظفر بذات الدين تربت يداك "هو نفسه الذي قال :

"أنكحوا الودود الولود "

ولو كان الجمال غير مهم عند الزواج فلماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم للمغيرة :

" اذهب فأنظر إليها "؟

ولو كان المال غير مهم فلماذا نصح النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة بنت قيس بعدم الزواج من معاوية وقال لها :

"إنه صعلوك لا مال له "


هذه وجهة نظري فما رأيكم أنتم ؟

دمتم في رعاية الله وحفظه .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

أمضاء : الزارع (كركور)

[1] ـ نعم قال تعالى : وما خلقت الحن والانس إلا ليعبدون " ولكن هنا العبادة بمفهومها الواسع