الغنى والفقــــــــــــــر

[زارع المحبة]

بسم الله الرحمن الرحيم.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

هذه مجرد نظرية لم تطبق عمليا , ولا أظن أن تطبيقها ممكن , ومع ذلك أنا أومن بها .

تقول هذه النظرية :
لو جمعنا كل خيرات الأرض وكنوزها : كل ما على ظهرها وما في بطنها , وقمنا بتوزيعه على جميع الناس أغنياء وفقراء , بحيث نجعلهم جميعا في نفس المستوى , كل واحد يملك بالضبط مثل ما يملك الأخر , ثم رجعنا بعد مدة نتفقد أحوالهم فإننا سنجد الغني رجع غنيا كما كان وأن الفقير رجع فقيرا كما كان .

فليس من نريد نحن إغناءه نستطيع أن نجعله غنيا , ولا من نريد إفقاره نستطيع أن نجعله فقيرا[1] .
فالغنى والفقر يرجع إلى عدة أمور :
1ـ إن الله هو الرزاق , وقد قال :{ وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ } سورة النحل .
وإذا كان الله قد فضل بيننا وجعلنا درجات , فهل يستطيع أحد ولو كان سيد السادات أن يجعلنا متساوين في درجة واحدة ويلغي باقي الدرجات ؟
2ـ حسن أو سوء التدبير فبعضٌ منا لو أوتي مثل مال " قارون " لبذره وبدّده ورجع عاجلا إلى فقره كما كان , ومنهم من لو أعطِـي فأسا[2] لجلب به الغنى لنفسه ولأسرته .
وفي السيرة أن فقيرا أتى يسأل أي(يشحت) , فأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم فأسا ليعمل به , وبعد مدة كسب مالا كثيرا[3] .
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:
{لأن يأخذ أحدكم حبله ويحتطب خيرا له من أن يسأل الناس أعطوه أم منعوه } البخاري رقم 1402.
3ـ كما يعود الغنى والفقر إلى طبيعة الشخص وحالته النفسية فمنهم القـَــنوع الذي لو ملك قوت يومه لقال الحمد لله على نعمته , ولأصبح وأمسى من الشاكرين .
ومنهم من لو ملك من الأموال ما يكفيه لحياته وحياة ابنائه وابناء ابنائه من بعده , لبقي يدعي أنه فقير يلعن الجميع بدأ من رئيس البلدية إلى رئيس الجمهورية , فهم الذين تركوه ولم يقدموا له المساعدات والاعانات والتسهيلات , ولو سمع أن هناك مظاهرة أو مسيرة لكان أول الخارجين وإلى الميدان من السابقين .
ألا لعنة الله على الأفاكين والكذابين والفتانين .
المناقشة :هل تؤيد ما ذكرته في النقاط الثلاثة السابقة ؟
وهل هناك نقاط أخرى هي أيضا سبب في غنى بعض وفقر آخرين ؟

[1]



[3] ) مسند الحارث !!!

[زارع المحبة]

أما أن يعتقد شخص أن أحدا ما يمكنه أن يحول البلد إلى جنة الفردوس على الأرض فهذا اعتقاد خاطئ . لأن الدنيا بطبيعتها فيها الخير وفيها الشر , فيها الحلو وفيها المر, فيها الصالح وفيها الفاسد ..
فكن أنت صالحا , وحاول أن تكون مصلحا , واقرأ قوله تعالى:ـ

" مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا "

وبعد ذلك فلا تـُذهب نفسَك عليهم حسرات .

دمتم في رعاية الله وحفظه .

والســـــــــــــــــــــــــلام عليكم ورحمة الله

[ورد جوري]

للرفع.......

[زارع المحبة]

بارك الله فيك الأخت ورد جوري .

[ورد جوري]

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزيتَ خيراً اخونا الفاضل على الطرح
..
شخصياً , اتفق معك فيما تفضلت به.
ففي النقطة الاولى , طالما ان الله تعالى هو القائل ( وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ ) فلن يستطيع احد ان يغير ذلك الحال ويجعل الناس سواسية في الرزق ,
(لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) يونس 64

اما عن النقطة الثانية فأقول ( نعم) , اعرف كثيراً من الفقراء
تجدهم عائلة كبيرة جداً تعيش في غرفة عبارة عن اربعة حيطان وليس فيها شئ آخر وتجد ابنهم الصغير او ابنتهم لايحملون الا اغلى اجهزة الاتصالات ولايلبسون الا اغلى الملابس ومن اغلى المحلات ! فهل ذلك يُعقل؟! أين حسن التدبير؟!

اما النقطة الثالثة , فذلك هو الطمع والتذمر والجحود ..

ثم بعد هذا وذاك لنعد قليلا الى القرآن الكريم
نجد ان الله تعالى قد ذكر في كتابه العزيز ( الغني والفقير)

(كُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ ) الحج 28


(مَن كَانَ غَنِيّاً فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَن كَانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُواْ عَلَيْهِمْ وَكَفَى بِاللّهِ حَسِيباً ) النساء6


(إِن يَكُنْ غَنِيّاً أَوْ فَقَيراً) النساء 135


اذن ’ فكلاهما ذُكِر في كتاب الله
فلابد ان يكونا موجودَين , ولن يستطيع احد ان يُخفي احدهما.

[زارع المحبة]

جزاك الله خيرا , لقد أجدتِ وأفدت ؛ وكنت بارعة في الاحجاج لما قلتِ.

[زارع المحبة]

اللهم اغننا بحلالك عن حرامك وبفضلك عمن سواك .