الأمة الإسلامية بين الغثائية والوعد القادم (منقول) - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 859 - عددالزوار : 118804 )           »          شرح كتاب الحج من صحيح مسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 56 - عددالزوار : 40192 )           »          التكبير لسجود التلاوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          زكاة التمر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          صيام التطوع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          كيف تترك التدخين؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          حين تربت الآيات على القلوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3096 - عددالزوار : 366974 )           »          تحريم الاستعانة بغير الله تعالى فيما لا يقدر عليه إلا الله جل وعلا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          فوائد ترك التنشيف بعد الغسل والوضوء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 06-09-2013, 12:19 AM
الصورة الرمزية أبو الشيماء
أبو الشيماء أبو الشيماء غير متصل
مراقب الملتقيات
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
مكان الإقامة: أينما شاء الله
الجنس :
المشاركات: 6,416
الدولة : Morocco
افتراضي الأمة الإسلامية بين الغثائية والوعد القادم (منقول)

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


الأمة الإسلامية بين الغثائية والوعد
القادم
لم تكن الأمة على ما هي عليه اليوم، بل كان تاريخها حافلاً بالأمجاد والعزة والكرامة، فهي أمة جعلها الله سبحانه خير أمة أخرجت للناس، قال سبحانه.. كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ)( آل عمران-110).

لم تكن الأمة على ما هي عليه اليوم، بل كان تاريخها حافلاً بالأمجاد والعزة والكرامة، فهي أمة جعلها الله سبحانه خير أمة أخرجت للناس، قال سبحانه.. كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ)( آل عمران-110).

وحتماً لم تكن تلك الخيرية آتية إلا من خلال تحقق ما أنيط بالأمة من أعمال عظيمة في الأمة دل عليها سياق الآية ذاتها، وهذا ما يجب أن تعيه الأمة، فما كان لها من مجد ورقي إنما مرجعه إلى تجسد أعمال الخير في كل فرد من أفراد الأمة، أو في معظمها ليكون ذلك الواقع السائد فيها، على خلاف واقعها الحالي فقد ساده الذل والصغار وأصبحت الأمة تعاني مما أشار إليه الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم فيما يرويه ثوبان رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.. يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها. فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ؟ قال: بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن في قلوبكم الوهن. فقال قائل : يا رسول الله وما الوهن؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت ).(أخرجه أبو داود في سننه)

ولا يشك عاقل من كون الأمة في هذا الزمان تعاني مما أشار إليه الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الصحيح، فتلك الأمم على اختلاف عقائدها وتصوراتها وألوانها وأطيافها تداعى على هذه الأمة الممزقة حتى كاد لا يرفع لها رأس، ولا يحسب لها حساب إلا بقايا ممن أيدهم الله سبحانه بنصره وتوفيقه لا يزالون على المنهج الحق رافعين به رؤوسهم ثابتين عليه كثبوت الجبال الراسية مصداق لقوله صلى الله عليه وسلم
...
لن يزال قوم من أمتي ظاهرين على الناس حتى يأتيهم أمر اللّه وهم ظاهرون).(متفق عليه).

ولم تكن هذه الغثائية إلا نتيجة ترسبات متداخلة تراكمت عبر أمد بعيد، كانت نتيجة بُعد المسلمين عن منهجهم الحق شيئاً فشيئاً، وما وصلت إليه الأمة كان منطلقاً لتطلعات المخلصين نحو رجعة حقيقية لما كانت عليه الأمة، إلا أن هذه التطلعات صحبتها تصورات متباينة أدت إلى تشتيت الجهود والحيلولة دون العمل المتكامل مما جعل الوصول إلى تطلعات المخلصين أمراً بالغ الصعوبة، والمتأمل في سياق الحديث الذي رواه ثوبان رضي الله تعالى عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، يجد أن ما وصلت إليه الأمة كان نتيجة لحرصها على الدنيا وزهدها في الآخرة، وهذا ما نزع من قلوب أعدائها الخوف منها، مما أدى بها إلى تكالبهم عليها دون أدنى رحمة أو شفقة ، وقد أخفقت الأمة رغم كثرتها وتعدد أحزابها وحركاتها في تحقيق أي نتائج واقعية على خلاف الأصل الذي يجب أن تكون عليه، قال سبحانه: (إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكِّلِ الْمُؤْمِنُونَ
)( آل عمران:160)

والمعنى العام للآية الكريمة أن الله سبحانه إن كتب النصر للمؤمنين لا يضرهم كيد أعدائهم ولو اجتمعوا ضدهم على قلب أعدى رجل منهم، والمتدبر لآي الكتاب الحكيم يدرك إدراكاً لا يرتاب فيه أن الله سبحانه جعل نصره لعباده المؤمنين قال سبحانه: (إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ )( غافر:51).

وقال سبحانه: (وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ

* وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ )( الصافات: 171-172-173 ).

وقول الله سبحانه قول حق ووعده وعد صدق، وسنته سبحانه في عباده لا تتبدل ولا تتحول قال سبحانه: (فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلاً )( فاطر: 43).

ومع ذلك يعيش المسلمون ذلاً وهواناً وهزيمة نكراء باتت تتداخل في شؤونهم كافة، ولم يكن هذا الأمر لقلة عددهم أو ضعف إمكانياتهم، فهم كما أشار الحديث كثيرون، ومن المسلم به أن هذه الكثرة تكون حتماً من أسباب النصر والتمكين، على خلافها القلة، قال سبحانه: (وَاذْكُرُواْ إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون)( الأنفال: 26)

ففي هذه الآية الكريمة وصف الله سبحانه المسلمين بثلاث صفات، القلة، والاستضعاف، والخوف، وهذه الصفات الثلاث ينبني بعضها على بعض، فالخوف سببه الاستضعاف، ونقيده القوة، وإلا لو كانوا غير مستضعفين لما خافوا، والاستضعاف سببه القلة، لأنها تدل على ذل، قال سبحانه: (وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ )( آل عمران:123). ومعنى أذلة، أي قلة، فاجتمع في المسلمين أسباب الهزيمة ومع ذلك أيدهم الله بنصره ووسع عليهم عيشهم، ذلك بما قام فيهم من إيمان وعمل صالح، قال سبحانه: (وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ)( آل عمران:120).

على خلاف المسلمين اليوم فهم كثرة كثيرة ومع ذلك يعانون مرارة الهزيمة، والأصل في كثرتهم أن تقودهم إلى النصر والتمكين، فإذا كان الله سبحانه أيدهم بنصره مع قلتهم، فكيف بهم إذا كانوا كثيرين؟ وهذا الأمر ما استبعده الصحابة رضي الله تعالى عنهم استبعاداً كاملاً، فانظر إلى قولهم: (ومن قلة نحن يومئذ؟). وقد جاء السياق بصيغة الاستفهام الدال على التعجب، أي هل نرجع بعد ما صرنا إليه من كثرة إلى قلة؟ فكان الجواب منافياً لفهمهم فثبت صلى الله عليه وسلم المعنى الذي نفوه تضمناً بقوله: (بل أنتم يومئذ كثير) ثم ذكر السبب الذي يوصل الأمة إلى هذا الذل والصغار ، وهو حب الدنيا والتكالب عليها، وإلا فالأمة لن تنهزم بسبب قلتها أو قوة أعدائها بل بما وقعت فيها من انحرافات عقيدة ومنهجية، وفي الحديث عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ...خير الصحابة أربعة، وخير السرايا أربعمائة، وخير الجيوش أربعة آلاف، ولا تغلب اثنا عشر ألفا من قلة ). رواه أحمد وأبو داود والترمذي وقال : حديث حسن .

وقد أثر عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه كتب إلى سعد بن أبي وقاص فقال
إنما يغلب المسلمون عدوهم بتقواهم لله ومعصية عدوهم له، فإذا استوينا نحن وهم في المعصية كان لهم الفضل علينا في القوة ).


ومن سنن الله الشرعية أنه رتب الهلاك على المسلمين إذا كثر فيهم الفساد فقد صح عن أم المؤمنين زينب بنت جحش رضي الله تعالى عنها أنها قالت: أن النبي صلى الله عليه وسلم استيقظ من نومه وهو يقول: (لا إله إلا الله ويل للعرب من شر قد اقترب فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه. قلت يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: نعم إذا كثر الخبث) .

وهذا أمر لا مناص عنه، وواقع الأمة يثبت ذلك، فقد وقعت الأمة في الذل والصغار، وتداعت عليها الأمم رغم وجود الصالحين فيها، وهذا ما أرشد إليه صلى الله عليه وسلم بحديثه، وإلا فالأمة لن تفقد خيريتها بإطلاق، بل سيبقى فيها من يقوم لله بالحجة والبرهان والعمل الصالح، إلا أن قلة العاملين الصالحين، وكثرة الفاسدين المنحرفين يوقع الأمة جميعها في الذل والصغار كما قال سبحانه: (وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)( الأنفال: 25)

فالذل الذي تعيشه الأمة كما ذكرت ليس بقوة أعدائها بل بما قام في الأمة من فساد وإفساد فالكافرون عاجزون عن التسلط على المسلمين مع قيام المسلمين على أمر الله سبحانه، ويتجلى هذا المعنى بما رواه ثوبان رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

إن الله زوى لي الأرض، فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زُوي لي منها. وأُعطيت الكنزين الأحمر والأسود. وإني سألت ربي لأمتي أن لا يهلكها بسنة عامة، وألا يسلط عليهم عدواً من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم. وإن ربي قال: يا محمد! إني إذا قضيت قضاء فإنه لا يُرد، وإني أعطيتك لأمتك أن لا أهلكهم بسنة عامة، وأن لا أسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم يستبيح بيضتهم، ولو اجتمع عليهم من بأقطارها ( أو قال: من بين أقطارها )، حتى يكون بعضهم يهلك بعضا، ويسبي بعضهم بعضا). رواه مسلم وأصحاب والسنن وغيرهم.

وكذلك ما رواه ابن عمر رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا ضن الناس بالدينار والدرهم، وتبايعوا بالعينة، واتبعوا أذناب البقر، وتركوا الجهاد في سبيل الله؛ أنزل الله بهم بلاء فلا يرفعه حتى يراجعوا دينهم). رواه أحمد، وأبو داود ولفظه.. إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد؛ سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم). الحديث أخرجه أيضاً الطبراني وابن القطان وصححه، قال الحافظ في بلوغ المرام: ورجاله ثقات.

وعليه فإن تلك الغثائية التي وصفت بها الأمة إنما مرجعها إلى ترك ما أوجب الله سبحانه عليها، والوقوع فيما نهاها عنه،إلا من رحم ربي سبحانه ممن استثناهم الرسول صلى الله عليه وسلم من الطائفة المنصورة.

ولكن الأمة رغم ما أصابها من ذل وصغار لا بد لها من رجعة لسابق عزها ومجدها شاء من شاء، وأبى من أبى فما أرسل الله سبحانه رسوله صلى الله عليه وسلم، وما أنزل كتابه الكريم إلا لإظهار دينه على كل دين ولو كره الكافرون والمشركون، ومهما تآمر المتآمرون وتخاذل المتخاذلون قال سبحانه: ( يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ) ( التوبة : 32-33).

وقال سبحانه: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ)( الأنفال-36) .

وقد بين صلى الله عليه وسلم أن الخلافة الراشدة ستعود من جديد وتمتلئ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً، وأنها ستظهر حتى يدخل خيرها بإذن الله كل بيت وبر ومدر بعز عزيز أو بذل ذليل فعن المقداد بن الأسود رضي الله تعالى عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( لا يبقى على ظهر الأرض بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله كلمة الإسلام بعز عزيز أو ذل ذليل إما يعزهم الله عز وجل فيجعلهم من أهلها أو يذلهم فيدينون لها ). ( رواه الإمام أحمد ) وفي رواية ثانية عن تيميم الداري رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.. ليبلغن هذا الأمر مبلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله هذا الدين بعزعزيز،أو بذل ذليل، يعز بعز الله في الإسلام، ويذل به في الكفر). قال الإمام الحاكم في كلا الحديثين :هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه.

وعن حذيفة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوة فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون ملكا عاضا فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج نبوة ثم سكت) . رواه أحمد وحسنه الألباني رحمه الله تعالى .

فهذه الأحاديث الصحيحة تبين أن الأمة ستعود إلى معترك الحياة من جديد، وأن الإسلام سيظهر حتى يدخل كل بيت مدر ووبر، إلا أن في الحديث إشارة صريحة بأن الخلافة القادمة هي خلافة على منهاج النبوة، وهذا يعني أن هنالك توافقاً تاماً بين الخلافة الأولى والخلافة الأخيرة، فالخلافة الأولى كانت على منهاج النبوة، وكذلك الأمر في الخلافة القادمة فهي على منهاج النبوة أيضاً، مما يظهر جلياً التوافق التام بين الخلافتين، وعليه فإن أصحاب الخلافة القادمة متوافقون مع أصحاب الخلافة الأولى توافقاً تاماً، وهذا ما دل عليه الحديث الشريف فعن عبد الله بن عمر أنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم... ليأتينَّ علىأمتي ما آتى على بني إسرائيل حَذْوَ النعل بالنعل، حتى إنْ كان فيهم من أتى أمة علانية لكان في أمتي من يصنع ذلك، وإن بني إسرائيل تفرقت على اثنتين وسبعين مِلة، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين مِلة، كلهم في النار إلا ملة واحدة، قالوا من هي يا رسول الله‏؟‏ قال ما أنا عليه وأصحابي). رواه الترمذي وغيره .

وهذا هو أصل ما ندعو إليه: أن يكون المسلمون على منهج الصحابة رضي الله تعالى عنهم أصحاب الخلافة الأولى فإنه من البديهي أن يكون العاملون للخلافة القادمة متوافقين مع أصحاب الخلافة الأولى عقيدة ومنهاجاً وسمتاً، وهذا ما لم يتحقق عليه كثير من العاملين، ذلك بسبب البعد عن المنهج الحق واختلاط الحابل بالنابل والغث بالسمين، فسادت البدع واندثرت السنن، وأحجم أهل الحق، وأقبل أهل الزيغ والهوى فحل بالأمة ما حل، وعليه لا بدن من رجعة قوية صادقة لأهل الحق، لترتفع راية التوحيد خفاقة، وتعود خلافة منهاج النبوة كما أخبر صلى الله عليه وسلم فتملئ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً، نسأل الله العلي العظيم أن يجعلنا من العاملين لإعادتها بحق إنه سميع مجيب والحمد لله رب العالمين.

__________________
الحمد لله الذي أمـر بالجهاد دفاعـاً عن الدين، وحرمة المسلمين، وجعله ذروة السنام، وأعظـم الإسلام، ورفعـةً لأمّـة خيـرِ الأنـام.
والصلاة والسلام على نبيّنا محمّد ، وعلى آلـه ، وصحبه أجمعيـن ، لاسيما أمّهـات المؤمنين ، والخلفاء الراشدين،الصديق الأعظم والفاروق الأفخم وذي النورين وأبو السبطين...رضي الله عنهم أجمعين.


رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 104.08 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 102.36 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (1.65%)]