|
ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() ![]() خلف أسوار الحب خلف أسوار الحب إن الحمد للهِ.. نحمده ونستعينه.. ونستغفره ونتوب إليه.. ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا.. من يهده الله فلا مضل له.. ومن يضلل فلا هادي له.. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.. صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين.. أما بعد: مما لا شك فيه أيها الأخوة والأخوات.. أن منبع غدير الحب في النفس لا يجف.. وعطاء بحره في القلب لا ينضب.. وأصول منابت زرعه رغم ألوان التغيرات لا تخدر.. قد تتغير القيمة من آن لآخر نعم.. تصعد تارة وتهوي تارة.. لكن أن تنفك عن الفؤاد دون أن تخلف ورائها جذرا ضاربا في أعماقه فلا.. فالحب جبلة.. والميل السوي فطرة.. نعم.. فطرة فطر الله عليها العباد.. الحب نغمة دافئة وسط ضجيج الحياة.. وردة حالمة بين قسوة الأشواك.. ينبوع أمل متدفق يضفي على المروج بهجة.. ترياق مجرب يبقي القلوب حية.. كسوة ربيع في قلب خريف هادر.. سراج مضيء في جوف ليل حالك.. لولا الحب ما حنت لوليدها الأم الرؤوم.. لولاه ما التفت إلى الضعيف حنون.. بل ولما تآلفت أرواح المحبين.. ولما تلاقت عيون المتيمين.. الحياة دون حب حياة باهتة.. وأي قلب خلى منه فهو قاس جامد.. الحديث عن الحب.. حديث شجي.. ونغم شهي.. ألذ من ماء بارد.. يشتهيه ظامئ.. في يوم شديد الحر قائظ.. وأين هذه التعابيرُ.. وروعةُ التصاوير.. عندما نتحدث عن كلمة الحب ومفهومها.. أين هذا كله من مفهوم الحب عند أهل الغرب ومن سلك جحرهم من أبناء الإسلام والعروبة.. آه.. آه.. ظلموكِ يا كلمة الحب.. مسخوكِ يا دفئ القلب.. نكسوا عاليَك وهدموا أركانك.. وشوهوا سمعتك وسودوا أبيضك.. فإذا سمواْ لك الحب فإنما قصدوا.. رسائل الجنس الفاضحة.. ومكالمات الهاتف الساقطة.. الحب عندهم قبلات حارة.. لمسات فاجرة.. ضحكات عابثة وشهوة ثائرة.. وقد جعلوا له عيدا أسموه عيد الحب.. والذي يرجع أصله إلى الرومان القدماء.. فقد كانوا يحتفلون بعيد يسمى (لوبركيليا) في الــ 15 فبراير كل عام يقدمون فيه القرابين لإلههم المزعوم (لركس) ليحمي مواشيهم ونحوها من الذئاب كي لا تعدو عليها فتفترسها. وكان هذا العيد يوافق عطلة الربيع بحسابهم المعمول به آنذاك.. وقد تغير هذا العيد ليوافق الـ 14 فبراير.. وكان ذلك في القرن الثالث الميلادي.. وفي تلك الفترة كان حكم الإمبراطورية الرومانية (لكلايديس) الثاني الذي قام بتحريم الزواج على جنوده.. بحجة أن الزواج يربطهم بعائلاتهم فيشغلهم ذلك عن خوض الحروب وعن مهامهم القتالية. فقام (فالنتين) بالتصدي لهذا الأمر.. وكان يقوم بإبرام عقود الزوج سراً.. ولكن افتضح أمره وقبض عليه.. وحكم عليه بالإعدام.. وفي سجنه وقع في حب ابنة السجان.. وقد نفذ فيه حكم الإعدام في الـ 14 فبراير عام 270 ميلادي.. ومن هذا اليوم أطلق عليه لقب قديس وكان قسيساً قبل ذلك.. لأنهم يزعمون أنه فدى النصرانية بروحه وقام برعاية المحبين.. ويقوم الشبان والشابات في هذا اليوم بتبادل الورود.. ورسائل الحب.. وبطاقات المعايدة وغير ذلك.. مما يعد مظهراً من مظاهر الاحتفال بهذا اليوم.. بل إن الغربيين من الأمريكيين والأوربيين يجعلون من هذا العيد مناسبة نادرة لممارسة الجنس على أوسع نطاق.. وتتهيأ المدارس الثانوية والجامعات لهذا اليوم بتأمين الأكياس الواقية.. التي تستعمل عادة للوقاية من العدوى بين الجنسين عند ممارسة الجنس.. وتجعل هذه الأكياس في دورات المياه وغيرها.. فهو مناسبة جنسية مقدسة عند أهل الكفر.. فكيف سمح المسلمون لأنفسهم أن يتسرب إلى عوائدهم أو أن يلقى رواجا بينهم عيد هو من أقذر أعياد النصارى ؟!. ثم برز دور العلمانيين وفسقة المسلمين فزينوا ذلك كله وصوروه للمسلمين في كم رهيب من الأشعار والروايات.. والأغاني والمسلسلات.. ناهيك عن أفلام تحرك الغرائز.. وتثير الكوامن.. تؤجج الشهوة وتذهب الغيرة.. ووالذي نفسي بيده إن الحب في ديننا لبريء من كل هذا براءة الذئب من دم يوسف.. ثم قالوا إنه البراءة والعفة.. وخير سبيل لكبح جماح الشهوة.. قل لي أخي وقولي لي يا أخية: لم تنتهي إذاً أكثرُ قَصَصِ الحب بكبيرة الزنا ؟! قد يقول قائل مدافعا: ما ذكرته هو حب بين قوسين (ليالي حمراء).. وتالله مالي في ذلك من إرب.. وفرق بين هذا الحب وحب المتيمين الرومانسيين.. فارفق بالمحبين يرفق بك.. وارحم ترحم.. يقول متابعا: أما أنا فقد جربت الحب العذري العفيف فكان راحة القلب.. واحة الصب.. يطرد الملل.. ويدفع العلل.. وهل الحب إلا مطيةُ الزواج.. ووالله ما عرفنا سوى الإخلاصِ لبعضنا والوفاء.. ثم ما هي إلا أشهرٌ أو سنوات.. ويجتمع الشمل.. أقول لك أيها العاشق ذكرا كنت أم أنثى: قل لي بربك " أما أبصرت نفسك في المرآة.. وقد نحل جسدك.. واصفر لونك.. نهشك الهم.. غزاك الغم.. أضناك الفكر وضاق الصدر.. وما عدت تطيق صبرا بفراق الحبيب ". أيها الأحبة.. أنا لا أدين كل الحب.. فما كل ألوانه تدان.. بل للحب قنواته النظيفة.. ودروبه العفيفة.. وطرقه الشريفة.. ولربما أذكر طرفا منها خلال محاضرتي هذه.. والتي عنونتها بـ (خلف أسوار الحب).. أذكر فيها.. أضرار الحب المحرم على الدين بل وحتى على الدنيا.. مرورا ببعض صور واقع الأبناء والبنات ممن افتتنوا به وما آلت إليه أحوالهم.. إلى غير ذلك من أمور مهمة.. يجدر بنا أن نذكرها في هذا المقام ولو على سبيل الاختصار لطول الموضوع. فأقول: إن الهوى محنة امتحن الله به خلقه.. تأتي الدّلالة من خلاله على طاعته.. فالهوى أظهر من أن يخفى.. وأخفى من أن يرى.. كامن كمون النار في الحجر.. إن قدحته أورى.. وإن تركته توارى.. أما أوله فهو: العلاقة وهو الشيء يحدثه النظر والسمع فيخطر بالبال.. ثم ينمو فيقوى فيصير محبة.. والحب اسم مشترك يجمع ضروباً من ميل النفس كحب الولد والمال.. ثم الهوى ثم المودة ثم الصبابة.. ثم العشق ثم الوله والهِيَام والتتيم.. وهو أرفع درجات الحب.. والحب بهذا الوصف مرض من أمراض القلب.. مخالف لسائر الأمراض في ذاته وأسبابه وعلاجه.. متى تمكن واستحكم.. عز على الأطباء دواؤه.. وأعيى العليل داؤه.. لذلك لما قيل لرجل كان عنده ولد وقع في حب فتاة قيل له: إن ابنك قد عشق.. فقال الأب: عذب قلبه وأبكى عينه وأطال سُقْمَه ! وصفه بعض الفلاسفة فقال: لم أر حقاً أشبه بباطل من العشق.. هَزْلُهُ جِدٌ.. وَجِدُّهُ هَزْلٌ.. أوله لعب وآخره عطب. استمع لأحوال العشاق: أما هو فإن هي أعرضت: فكمْ عذبتْ قلبه بصدّها.. كمْ قرحتْ جفنيه بتمنعِها.. كمْ فتتْ كبده بهجرانِها.. وإن هي أقبلت: فنار مؤججة في بدنه.. وعبرة حراقة على خده.. طال سهره.. وطاش فكره.. وأما هي فإن أقبل: فمدلهة العقل.. مطربة العيش.. شاردة الذهن.. شاحبة الوجه.. لها دموع على المغاني كغروب السواني.. وإن هو أدبر: فجسمها مهدود.. وقلبها مثقوب.. نومها مكدر وطعامها منغص.. يا ناس.. يا ناس: كل شهوة تخطر فمداواتها سهلة ما خلا العشق.. عيشه ذليل.. وسهره طويل.. لا يدري ما يصنع.. إن غاب اشتاق.. وإن يلتقي فلا يشتفي.. يتجدد اللقاء فيزداد في الشقاء.. في قلبه حرقة من لوعة الفرقة.. عشقته فقادت نفسها للذل والأسر.. هويها فجلب لنفسه الأسى والضر.. مساكين والله.. لحقها الأذى خلف قضبان الهوى.. وعزل القلب خلف أسوار الحب.. أيها العاشق: يشحب لونك.. وتضعف قوتك ثم تقول لي بعد ذلك: حب عذري عفيف.. راحة للقلب.. وواحة للصب.. يطرد الملل.. ويدفع العلل ! أما والذي نفسي بيده هذه هي جناية الحب المحرم بأهله ! هل الحب إلا زفرةٌ بعد زفرةٌ = وَحَرٌّ على الأحشاء ليس له برد وفيض دموع العين يَهْمِيْ كُلَّمَا = بدا علم من أرضكم لم يكن يبدو أيتها العاشقة: أسلمت نفسك للهم.. واحتار لحالك الأب والأم.. ثم يختم الأمر.. بفضيحة حب.. وقد أوبقت نفسك وأذللتها.. ثم تقولين لي بحب.. إن الهوان هو الهوى جزم اسمه = فإذا لقيت هوى لقيت هوانا استمع لاعترافات أحد العشاق.. يندم على كل لحظة أهدرها على عتبات الحب قال: رحلوا فأية عبرةٍ لم تسكب = أسفاً وأي عزيمةٍ لم تغلب لو كنت شاهدنا وما صنع الهوى = بقلوبنا لحسدت من لم يحبب يا أخي هذا كلام من أدماه الحب.. يا أخيتي هذا حديث من ألهبه العشق.. بل لقد وصل والله حال أحدهم مما به من ذل العشق.. وصل به الحال أن تمنى لو كان ومن أحبها جملين أكلهما الجرب.. المهم أن يكون معها.. وفي هذا قال كثير عزة: ألا ليتنا يا عَزُّ من غَيْر رِيْبةٍ = بعيران نرعى في الخلاء وَنَعْزُبُ كلانا به عَرٌّ فمن يرنا يقل = على حسنها جرباء تُعْدِي وأجرب إذا ما وردنا منهلاً صاح أهله = علينا فلا ننفك نُرْمَى ونُضْرَبُ نكون بعيري ذي غنى فيضيعنا = فلا هو يرعانا ولا نحن نطلب فلما سمعت ذلك عزة قالت: لقد تمنى لي وله الشقاء الطويل. وأشقى منه قول القائل: ألا ليتنا كنا جميعين في الهوى = تضم علينا جنةٌ أو جهنم يقول يا ليت الحب يجمعني (بيكي) سواء أكان لقاؤنا في الجنة أو في النار يعني مو مشكلة.. ولا حول ولا قوة إلا بالله.. فما رأيكم أيها العشاق بما ما مضى ؟! يقول قائل: أنا أحبها فقط لأعلقها.. ولين تأتي اللحظة المناسبة أخطبها من أهلها.. يا أخي هذا أحبولة من حبائل الشيطان.. ومصيدة من مصائده فاحذر.. يا أختي لا تغتري.. يا مسكينة لا تصدقي.. احذري.. لا تلتفتي إلى هذا الكلام أبدا.. فقائله لا يخلو من أحد الأمرين.. إما أنه كاذب فقط يريد أن يستدرجك كما قال شوقي: نظرة فابتسامة فسلام = فكلام فموعد فلقاء ثم ماذا ؟!.. ثم الزنا.. فتحملين أنت العار.. ثم الفضيحة فيطاردك الشنار.. في يوم جاءني اتصال هاتفي.. وإذ بها فتاة تبكي بحرارة.. وتقول ألهفني بالله عليك.. قلت خير.. لم كل هذا النشيج ؟!.. قالت: أنا فتاة في الصف الثالث الثانوي.. (ثانوية عامة).. تعرفت على شاب مذ فترة.. سحرني بعذوبة كلماته.. أخذني برقيق عبارته.. أقمت علاقة بريئة معه على الهاتف مذ بداية العام الدراسي.. كنت مجتهدة جدا في الدراسة.. لكن بعد الحب ذهب كل شيء.. أقنعني بحبه لي.. قلت له: تعال واخطبني من أهلي.. قال: لين تفرغي من امتحانات الثانوية العامة.. والعلاقة تزداد يوم بعد يوم.. أضيق في اليوم الذي لا أسمع صوته على الهاتف.. في يوم اتصل بي.. طلب مني اللقاء.. خفت للوهلة الأولى.. ثم استجبت بعد وعده لي بأمر الخطوبة بعد الاختبارات.. وغررني بضرورة أن اجتهد في دراستي.. ثم كان اللقاء.. ظننته سيكون عابرا بريئا.. وفي الختام كان الزنا.. ثم بكت بحرارة.. وقالت: الأمر من ذلك يا أخي أنه لم يتبق سوى أسبوعين فقط على موعد بدء اختبارات الثانوية العامة.. وقد اكتشفت أول أمس أنني منذ شهرين أحمل في بطني جنينا بالحرام! يا الله.. يا الله.. جنين بالحرام في بطنها.. أين الأب.. أين الأم.. لا حول ولا قوة إلا بالله ! تقول متابعة: وما أتعب نفسيتي أكثر.. أنني حاولت أن أتواصل معه من خلال شريحة الهاتف النقال التي كان يتصل بي من خلالها.. لكن دون فائدة.. حاولت أن أبحث خفية عن مكان سكنه من خلال اسمه.. لأكتشف في الختام أنه أعطاني اسما وهميا. تعرفون أيها الأخوة.. تذكرت هذه الفتاة في اليوم الذي استلم في طلاب الثانوية العامة شهاداتهم.. تذكرت ورأيت أحوال الناجحين وقد جاءوا والفرحة ملأت وجوههم.. يرفعون شهاداتهم بأيديهم عاليا يلوحون بها لأن النتيجة كانت ترفع الرأس.. وفي المقابل تذكرتها هي كيف سيكون حالها.. عندما يدري أهلها بخبرها وقد جاءت إليهم وهي تحمل في بطنها جنينا بالحرام. وقد يكون هذا الشخص صادقا في حبه.. ولا نسوغ له هذا.. لكن على فرض أنه كذلك.. فمن يضمن لك يا أختي أن يوافق أهلك على زواجك منه.. بل من يكفل لك أن يوافق أهله على زواجك منه.. أو أن تحصل ظروف بخلاف ما تشتهين وبعكس ما تحبين.. ذكرت لي إحدى الأخوات برسالة بريد تقول: كنت على علاقة مع شاب منذ أربع سنوات.. أحببته حبا أسعد كياني.. وتغيرت معه حياتي.. تقول: كانت علاقة بريئة شريفة – طبعا سأرد على هذه الكلمة في طيات محاضراتي – تقول علاقة حب شريفة بريئة.. كان كلانا يدرس في الجامعة وقتها.. وقد وعدني بالزواج بعد تخرجه مباشرة.. مرت السنوات كأطول ما تكون.. تقسم الأخت أنها خلال السنوات الأربع رفضت أكثر من 13 شخصا على قدر من الدين والخلق والعلم.. ورفضتهم جميعا لأجل حبيبها.. كان آخر شخص منهم قد طلب يدها من أهلها أكثر من 3 مرات.. وهي ترفضه وأهلها لا يعرفون سبب الرفض.. لكنهم ما كانوا يرغمونها على شيء لا تريده.. وقد كانت آخر مرة طلب فيها يدها من أهلها قبل يوم واحد فقط من الموعد الذي حدده لها حبيبها ليأتي بصحبة أهله ويخطبها من أهلها.. وقد تخرج من الجامعة بمعدل 90 %.. تقول الأخت: وأخيرا جاء اليوم الذي انتظرته أربع سنوات بفارغ الصبر.. لكنه لم يأت.. تقسم أنه صادق في حبه.. لكن لماذا تأخر.. تقول: وفجأة إذ بهاتفي المحول يرن.. تابعت الرقم على شاشته.. وإذ به رقم حبيبي.. فتحت الخط.. وإذ بصوته على الجانب المقابل يتكلم ببطء شديد.. ولسانه منعقد.. ثم قال بأسف زفراته تسبق كلماته.. وقلبي يخفق بعنف.. قال: يا فلانة.. أرجو منك أن تسامحيني جدا.. أقسم بالله لقد حاولت مع أهلي مرارا.. حرصت أن أقنعهم تكرارا لكي نأتي ونخطبك من أهلك.. لكنهم رفضوا لأنهم سيجبروني على الزواج من فلانة ابنة عمي.. تقول: اسودت الدنيا في وجهي.. وحرت جوابا.. انعقد لساني.. ثم صرت أهذي.. وثقل السنوات الأربع التي مضت تعصف بي.. ومما زاد حسرتي.. وأجج أسفي.. رفضي لـ 13 شابا طرقوا باب منزلنا بالحلال.. لأجل من تعلق به بطريق غير شرعي.. رغم أنه والله كان صادقا.. وها أنا نادمة على كل لحظة قضيتها في وهم وسراب.. قلت: أغرب ما في الرسالة أيها الأحبة أتدرون ما هو ؟! ما ذيلت به رسالتها وهو اسم وعنوان ورقم هاتف الشاب رقم 13 الذي كرره طلبه في طلب يدها 4 مرات من أهلها ولكنها رفضته.. طبعا كان طلبها أن أتصل بالشاب وأطلب منه أن يعود إلى والدها ويطلب يدها منه.. لكن بعد ماذا.. بعد أن فشل الأول في محاولات إقناع أهله بصاحبته.. وأما الأخير فقد عرفت لاحقا أنه قد وجد الحب عند غيرها.. بالله عليكم.. هل سمعتم بذل أعظم من هذا الذل ؟! ومن هنا أقول: يا أخواني ويا أخواتي.. ما لا يدرك بالحلال.. لا يأتي بالحرام.. وإن تُحُصِّلَ عليه فإنه غالبا لا يدوم.. أسمعت أختي الكريمة.. لم يشفع لها صدقه في حبها.. أما هو فقد تزوج.. وأما هي فظلت كسيرة القلب.. مشوشة الفكر.. تنتظر رحمة ربها. صدقا أيها الكرام.. اتصل بي كثر.. أرسل لي العشرات رسائل على هاتفي النقال.. بل أؤكد لكم أن أكثر موضوع كان الشباب والفتيات يتواصلون معي فيه هو موضوع الحب.. تأملته فوجدته ضرراً في ضرر لا خير فيه والله.. فقط أحلام وأوهام.. ولذة قصيرة زائلة.. ثم ماذا همّ وغمّ.. جراح لا تندمل وآلام لا تنقطع.. ناهيك عن الأضرار التي تصيب من وقع فيه.. سواء على الصعيد إيمانه والتزامه.. بل وحتى أمور دنياه.. وسأذكر بعضها ولا أقصد إحصائها.. لكن ما أردت قوله قبل أن أشرع فيها هو ما ذكره بعض أهل العلم: " وكل كائن حيّ مفطور على حبّ ما ينفعه.. واجتناب ما يؤذيه ويضره.. إلا أن الإنسان على وجه الخصوص – على الرغم من تكريم الله له بنعمة العقل – حين يغلبه هواه.. تنطمس فطرته.. وتعمى بصيرته.. فيترك ما ينفعه.. ويلهث في البحث عمّا يضره.. وقد ينحط بذلك عن مستوى البهيمة.. وهذا هو حال بعض المخدوعين بوهم الحبّ ". ونبدأ أولا بذكر الأضرار التي قد تصيب العبد في إيمانه والتزامه:
__________________
اللهم لا تحرمني خير ما عندك بسوء ما عندي، واغنني يا الله بالافتقار إليك ولا تفقرني بالاستغناء عنك .. ![]() اللهم لا تحرمني خير ما عندك بسوء ما عندي، واغنني يا الله بالافتقار إليك ولا تفقرني بالاستغناء عنك .. |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |