ابكِ قليلًا - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 5031 - عددالزوار : 2179598 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4612 - عددالزوار : 1460319 )           »          معرفة الحق في فِطر الخلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          الدعاء والذكر عند قراءة القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 6 - عددالزوار : 800 )           »          شرح كتاب الحج من صحيح مسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 67 - عددالزوار : 54871 )           »          الغش والتزوير لنيل الشهادات العلمية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          حكم التيمّم حال وجود الماء ووقت جوازه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          الواجب على من نسي سجوداً في صلاته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          القضاء والقدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          التحايل على غير المسلمين في المعاملات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس ملتقى يختص بالتنمية البشرية والمهارات العقلية وإدارة الأعمال وتطوير الذات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 08-07-2011, 12:44 AM
الصورة الرمزية esteghfar2
esteghfar2 esteghfar2 غير متصل
مشرفة ملتقى علاج مرض السمكية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
مكان الإقامة: Egypt
الجنس :
المشاركات: 815
الدولة : Egypt
افتراضي ابكِ قليلًا


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وقف على قبر ولده يبكيه، ويبثه لوعته وأحزانه، فذهب إليه أحدهم معزيا، وقال له: يا عماه، إن بكاءك لن يعيد الذي راح.. فنظر إليه الرجل بعين دامعة، وقال: أعلم.. ولهذا أبكي!!
إن الدموع تطهير للنفس، ونقاء للصدر، وتصبير للروح، والمرء الذي يأبى أن يغسل عينيه بدموع الحزن والألم والندم لهو امرؤ قد ضلّ الطريق!!
فهذا يعقوب -عليه السلام- قد ابيضّت عيناه من الحزن على ولده.. يبكيه حتى ذهب بصره.
وذاك محمد -عليه الصلاة والسلام- بكى صغيره إبراهيم.. حتى تعجّب البعض، وقد ظنوا أن مثله لا يراق له دمع.
وإننا إذ ننظر فلن نجد نبيا إلا وله مع الدموع حكايات..
دموع ندم على ذنب، ودموع تقصير في جنب الله، ودموع فراق لأحباب وأهل..
تتعدد الأسباب.. والدمع واحد.
ولله درّ شاعر النيل حافظ إبراهيم إذ يناجي ربه، قائلا:
يا من خلقت الدمع لطفا منك بالباكي الحزين .. بارك لعبدك في الدموع فإنها نعم المعين
إن أسوأ ما نفعله أن نحبس الدمع؛ ظنًا منا أننا بذلك ندلل على قوتنا، وقدرتنا، ورباطة جأشنا، ولا ندري حينها أننا بذلك نوقف ساعة المشاعر عن الدوران، وبأننا نخالف نواميس الحياة.
لام بعضهم نبينا -صلى الله عليه وسلم- عندما بكى ولده إبراهيم، فأجابهم قائلا ودمعه لم يجف: "إنها رحمة".
نعم.. دموعنا رحمة، تشهد لنا أمام أنفسنا أننا أضعف كثيرا مما نظنّ، وبأننا رغم ما نُبديه من صلابة وشدة وقسوة، بشر.. نتألم فنبكي!
وما زالت مدارس علم النفس تخبرنا بين الحين والآخر عن فوائد البكاء، وخطورة حبسها، مؤكدة على أن القوي هو ذلك الشخص الذي يعبّر عن مشاعره دون خشية من أن يتهمه أحدهم بالضعف أو الخوار، وبأنه إذ يبكي فإنه يعبّر عن أحاسيسه الصادقة، معطيا لروحه حقها في التعبير عما يجول بها من مشاعر الحزن والألم والانكسار.
بيد أنني أحب أن أقف على شيئين في غاية الأهمية؛ أما الأول فإن الدموع تكتسب عزّتها من قلّتها، وأنا إذ أؤكد على أهمية أن يبكي الواحد منا، فإنني أشدد على أن يكون بكاؤه بعيدا عن أعين الناس، وأن يقاوم إظهارها على البشر إلا ما تعذّر منعه.
وأما الثاني فلا تستخف بالدموع إذ تتلألأ في محاجر من تعرفهم، إياك أن تراها في أعين الكبار فتستصغر شأنهم، أو تراها في أعين الصغار فتستخفّ بدمعهم، أن تردد على أسماع أصحاب الدموع عبارات قاسية سخيفة من نوعية "كن رجلا"، أو "عيب عليك أن تبكي"، دون أن تدرك بأن الدمع يتفجّر من ينبوع حار، لا يحتاج إلى أن تزيد حرارته بلوم أو تقريع أو سخرية.
نحن بحاجة أن نخبر من نحبهم عندما يبكون أن دموعهم غالية علينا، وأنها لا تنزل على خدودهم، إلا بمقدار ما تنزل على قلوبنا..
بقي أن نقول إن الدموع غالية، بيد أن أغلاها تلك التي نذرفها بانكسار إلى الله، دموع المستغفر المنيب، والتائب العائد لربه حاملا بين يديه ذنوبا لا يغفرها إلا ربّ، يُقدّر دموع عبيده، ويسعد بها، إذ تدلل على أنهم ما زالوا -رغم خطئهم وزلّتهم- يرجون رحمته، ويتطلّعون لرضوانه.
وشتان بين دموع الدنيا ودموع الآخرة، بين دموع النادم الراجي للعفو، ودموع النادم القانط من فرصة أخرى يعيد بها تصحيح ما كان.
فابكِ يا صديقي.. فإن دموع الحزن برهان على إنسانيتك، ودموع الندم برهان على عبوديتك
__________________


في زحمة الحياة واختلاط المفاهيم وتغير النفوس لاتنس أن لك رب كريم خلقك وهو أعلم بك فارتمي بين يديه باكيا...ولن يخذلك أبــــــــدا


رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 68.08 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 66.36 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.52%)]