نصيحة لمشجعي كرة القدم

[أبو الفوز]

إلى الشيخ الكريم الموقر أبي مسلم الجزائري حفظه الله ونفعنابعلمه..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

إليك -شيخنا الكريم- أشْكوأخا من إخواني في الدين والمنهج، ما أعلم إلا أنه يحب الله ورسوله والمجاهدين،أحسبه كذلك ولا أزكيه على الله، ولست أعيب عليه إلا أنه يشاهد مباريات كرة القدم،وطالما نصحته بالابتعاد عنها، بل أحيانا أهجره اليوم واليومين عساه ينزجر، لكنه لايزال يشاهدها من حين لآخر، ولأنني أعلم حب هذا الأخ لكم وحفاوته

بمقالاتكم، فأرجو أن تخصوه برسالة نصح وإشفاق تكون موجهة له خاصة ولغيره ممن هو على شاكلته، وأعِدكإن شاء الله أن تصله رسالتك إليه.

------------------------------------------------------------الجواب------------------------------------------------

المجيب: اللجنة الشرعية في المنبر

و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ، والحمدالله ، والصّلاة والسّلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه .

أمّابعد : بارك فيك أخي الحبيب على حرصك على نفع أخيك ، فهكذا يكون المؤمن مع أخيه يبذلله النصح ويحب له الخير ما يحبّه لنفسه ، نفع الله بك ووفقك لما يحبه ويرضاه .

إلى إخواننا الشباب خاصّة ، وإلى كلّ المسلمين عامّة ممّن ابتُلي بهذهالفتنة ، قال الله تعالى : " وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِلِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُولَئِكَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ " الآية 6 من سورة لقمان .

يذكر الله تعالى في هذهالآية حال الأشقياء الّذين أعرضوا عن التزامهم بشريعة الله تعالى ، وبيّن الرحمنالرحيم في هذه الآية أمرا من الأمور الّتي تصدّ الإنسان عن طاعة الله تعالى ، وهورغبته وإقباله إلى لهو الحديث ويدخل معه لهو الأفعال الّتي تصدّ الإنسان عن آياتالله وإتّباع سبيله .

وإنّ ممّا لا شكّ فيه أنّ استرسال الإنسان مع أنواع اللهو الباطل لا يصدّه عن سبيل الله فحسب ، بل يجعل في قلبه الرّان ، فيصير قلبا لايعرف معروفا ولا منكرا . فكلّ لهو يصدّ النّاس عن الخير ويجرّهم إلى الشرّ يدخل فيهذه الآية وعلى رأسه الغناء .

لمّا علم الحكام الظّلمة بشعبية هذه اللعبةوضعوا مخطّطا مستغلين هذه اللعبة في صدّ أمتنا عن الخير وجرّهم إلى كلّ شرّ،ليُمكّنوا لأنفسهم ولأعداء الأمّة في أرضنا على غفلة منّا، وهذا المخطط أهم نقاطه :

1-

إلهاء الشباب عمّا يجب أن يكونوا عليه ، فاشغلوهم أوّلا عن طاعة اللهفأغلقوا المساجد وفتحوا الملاهي ، وثانيا : أشغلوهم عن مطالبة حقوقهم المُنتهكة منطرف هذه الأنظمة الجائرة ، وثالثا : تضييع الأوقات في غير طائل بل فيما يعود علىالمرء بالخسران في الدنيا والآخرة .

2-

نشر الفساد في الأرض ، فصارت هذه اللعبةمصاحبة للغناء ، والغناء مصاحب لها ، كما اوجدوا الاختلاط بين الجنسين في معظم الملاعب ، فانتشر السفور والزنا ، بل المخدرات والخمور في وسط هؤلاء الشباب المفتون بهذه اللعبة .

3-

نشر الفتنة بين أبناء الأمّة الواحدة ليرسخوا في الأذهان فتنةسايكس وبيكو ، وذلك بنشر النعرات الجاهلية بين أبناء الأمّة الواحدة ، بحجة حبّ الوطن. وما حصل بين الجزائر ومصر أكبر دليل .

وأقول لأمّتنا إنّ حبّ الأوطان هو صدّ العدوان والمؤامرات الداخلية والخارجية عنه .

حبّ الأوطان هو السهر علىالحفاظ على هويّة امّتنا ومقوّمات عزّها.

حبّ الأوطان هو إخضاعها إلى شريعةخالقها ومولاها .

4-

نشر الفتنة بين أبناء البلد الواحد فتعدّدت الولاءات ، بلأحيوا عادة الجاهلية في التعصب إلى الأنساب والقبائل والعشائر وهذا ضمن مخطط تجزئةالمُجزأ ، وما حصل بين فريقين من الفرق الأردنية في وقت سابق ليس ببعيد عنّا ، بلهذا يحصل في كلّ بلادنا .

5-

غرس الولاء للكفار وحبهم لهم : ففي حين يستغل الحكام هذه اللعبة في تفريق شباب الأمّة ، يعملون جاهدين في ربط الشباب بالغرب الصليبي وذلك من خلال ربط الشباب باللاعب الفرنسي الفلاني ، أو البريطاني العلاّني، أو بالفريق الإسباني الفلاني ، أو الإيطالي العلاني ، مسخّرين لذلك كلّ إمكاناتالدّولة وعلى رأس ذلك الإعلام بكلّ أنواعه.

و مخاطر هذا المكر :

أوّلا : العمل على طمس هويّة الأمّة ، المتمثّلة في دينها ولغتها .

وثانيا : تمييع شخصية الشباب وذلك لمّا يصير يقلّد اللاعب الأوروبي الفلاني أو العلاني .

وثالثا : خلخلة عقيدة أوثق عرى الإيمان ألا وهي عقيدة الولاء والبراء ، فصارالولاء لمن يشجع فريقه أو يحب لاعبه ، والبراء على ذلك.

هذا المخطط الّذي أشرتُ إليه في هذه النقاط الخمسة شكّل له النظام خلايا عمل تسهر على تحقيق الأهداف المسطّرة والّتي بيّنتُ بعضها ، ويدخل في هذه الخلايا لجان تشجيع الفرق ، الّتيتُبذل لها الأموال ، بل القائمون عليها لا تجد واحدا منهم معارضا لسياسة النظام ،بل كلّهم من رجال النظام ، هذه اللجان ليس دورها فقط تشجيع الفريق الفلاني أوالعلاني ، بل دوره السهر على هذا المخطط ميدانا ، ودور هذه الخلايا أو اللجان ليس مقتصرا على الرياضة أو الكرة ، بل يتعدّى الأمر إلى الأمور السياسية وذلك في الحملات الانتخابية وكلّها تجدها مؤيّدة للنظام .

فعلى شبابنا أن لا ينجرّوراء هذا المخطط الماكر ، فيقع في وعيد الله تعالى : " أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ " ، بل على شبابنا أن لا ينشغل عمّا هو منوط به من تحقيق العبودية الله ،والسعي في الأرض لنشر الخير بين الأنام .

اعلموا إخواننا أنّكم مسئولون يوم الوقوف بين يدي الله عن أقوالكم وأعمالكم وتصرفاتكم ، إنّكم مسئولون يوم لا ينفعمال ولا بنون عن دينكم وأوقاتكم وأموالكم ، فبماذا ستجيبون الله العظيم إذا سألكم عن كلّ هذا ؟ ، هل ستقولون ألهتنا الكرة والفريق الفلاني واللاعب العلاني ؟ أفلا تنتهون عن العبث وأمّتكم تعيش أعظم واخطر فترة لها منذ سقوط الخلافة ؟ .

وصية إلى كلّ محبّ ولمن يقرأ هذا الجواب : أرجو من إخواني مباشرة بعد الانتهاء من قراءة هذه الأسطر أن تحملوا المصحف وتقرؤوا بتمعّن سورة لقمان ، ثمّ ابحثوا عن تفسير ميسّر لهذه السورة كتفسير الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى ، ثم اسعوا جاهدين في امتثال ما تضمّنته هذه السورة من إرشادات وتوجيهات .

سدّد الله خطاكم ونفع بكم ووفقكم لما يحبّه ويرضاه .

أجابه، عضو اللجنة الشرعية :

الشيخ أبو مسلم الجزائري

المصدر .
منبر التوحيد والجهاد