رؤساءنا المحترمون ! هل هم ضحايا أم مجرمون ؟

[زارع المحبة]

بسم الله الرحمن الرحيم.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لن أتردد في طرح موضوع كهذا , حتى وإن كنت متأكدا أنه لن يلق قبولا من الأكثر , ذلك لا يهم , فما سأقوله وجهة نظر ولها ما يبررها .
كثيرمنا يرون رئيس الدولة مجرم بل أكبر مجرم .

وأنا أقول إنه قد يكون مجرما حقا , وقد يكون ضحية , والمجرمون فعلا هم الناصحون له بل الغاشون , أقصد حاشيته وبطانته (مستشاروه ومساعدوه والمخططون والموجهون له[1] ).

فهؤلاء كثيرا ما يُخفون عنه حقيقة ما يجري في بلده ويصورون له الأشياء بعكس ما هي عليه , فيخدعونه , كما يخدعنا نحن الإعلام الموجه[2] ؛ يقنعونه بأن كل شيء على مايرام وأن كل القطاعات تعمل بصفة جيدة : وزارة العمل , وزارة التربية , وزارة الصحة ........الخ .. كل وزير يلمّع صورة وزارته , والكل يخفون عنه النقائص والمساوئ , ويظهرون له المحاسن والفضائل ؛ لدرجة أنه يفاجـأ عندما يسمع أن هناك من يتظاهرون ضده , ويعتبرهم قلة قليلة من الشذاذ المخربين (فئران أو جرذان أو مستعملي الحبوب!) أما ماعداهم فالكل يحبونه ويهتفون باسمه ويضحون بأرواحهم من أجله.

أذكر أن رئيسنا (كان) يزور مدينتنا من حين لآخر , وقبل زيارته بأيام تصبح مدينتنا جنة الدنيا ؛ حيث تـُسوّى جميع الملفات , وتـُصحَّح جميع الأخطاء , وتصبح مدينتنا نظيفة ومرتبة ؛ حتى المُمهّلات تزال من الطريق الذي ستمُر عليه سيارة الرئيس كي لا يشعر بأي اهتزاز !
فيجد كل شيء جيد بل ممتاز, ويجد الجماهير الغفيرة في انتظاره تصفق له وترحب بقدومه[3] , فيفرح , ونفرح نحن أيضا بمدينتنا الفاضلة , ولكن لأيام فقط , ثم ترجع الأمور كلها كما كانت .

فلذلك أنا ـ وإن كنت لا أبرئ الريس تماما ـ فإني أري أن المسؤولية الكبرى تقع على الحاشية أو البطانة , بطانة السوء .

وأنا كذلك على يقين تام بأن الرئيس بمفرده لا يستطيع فعل خير أو شر .
فإن كان خير فمن البطانة الصالحة , وأن كان شر فمن البطانة الفاسدة .
ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم :

" من يُوقَ بطانة السوء فقد وُقي"

وسأذكر لكم حادثتين تأكيدا لما أزعم :

1ـ في عام ؟199 انتخبنا رئيسا لبلديتنا , لكنه لما بدأ العمل والإصلاح وجد نفسه مع (مجلس) أشرار, لم يسمحوا له بالتحرك ؛ قرر فرض الإصلاح بالقوة , فتآمروا عليه وزجُّوا به في السجن ؛ ثم لفِـّـقت ضده عدة تهم خطيرة وحدث له أسوأ ما يحدث لإنسان .

2ـ ثم تقدم نائبه لشغل منصبه وكان أيضا يريد الإصلاح , ولكنه وجد نفسه مع المجلس السابق , فقدم استقالته بعد أسبوع فقط . وهكذا وكما يقول المثل العربي :

" رجعتْ ريمـــــــــة لعادتها القديمــــــــة "

أو المثل العامي:

" أصبحنا حيث كنا[4] "

المناقشة :

حسب رأيك أين يكمن الخلل ؟ في القاعدة أم في القمة ؟

دمتم في رعاية الله وحفظه .

والســـــــــــــــــــــــــلام عليكم ورحمة الله وبركاته . 66

[1] ) وأكثر رؤسائنا ـ مع الأسف ـ مُوجهين ولا يعملون بإرادتهم .

[2] وكل الإعلام موجه , غير أن بعضه موجه يمينا وبعضه الآخر موجه يسارا, وياويل العامة والبسطاء والسذج امثالنا ممن يصدقون كل ما يقال !

[3] ) هو بلا شك لا يدري من هم ولا من أتى بهم . ولكنهم طلبة وعمال وجنود أجبروا على الحضور والتصفيق .

[4] ) مثل عامي . ومعناه بعد تعب وتضحيات ومجهودات بقينا كما كنا . كمأ حدث لأصحاب موسى عليه السلام وهم في التيه ! فقد كانوا كل صباح ينطلقون , وفي المساء يجدون أنفسهم في نفس المكان الذي انطلقوا منه , لمدة أربعين سنة !!! وقد وردت الاشارة الى ذلك في قوله تعالى:

" .....أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ......"

[شروق الاجزجي]

صحيح ..اخي الفاضل البطانه لها العامل الاكبر ..
فان كان الرئيس لا يقو على متابعة امر رعيته فليتقدم باستقالته وان تمسك بمنصبه على ظلمه وظلمه الحاشيه فهي مصيبة
وان كان لا يعلم باستبداد الحاشية ..فهو مقصرا وهذه مصيبة اكبر ..

الرئاسة ليس منصبا عاطفيا اخي الكريم ..الرئاسة رعاية وذكاء وكفاءة ومسئولية ..
فان كانت فيك الصفات اهلا بك ومرحبا ..
والا فالتقصير فيها ليس كعمل اداري تغلط في ورقة ..وانما هو الغلطة بروح !!

وحسبنا قول عمر بن الخطاب ..لو ان بغلة فى العراق عثرت لسئلت عنها يوم القيامة ،يقال ياعمر لما لم تعبد لها الطريق )

فما بالك بالالاف المشردين في العشوائيات والايتام المهدور حقهم والذين يموتون من الجوع والعراء والظلم والفساد و..و..و..

ان المسئولية لا تتجزء ..فانت في عملك مسئول عن خطئك وخطأ من ترأسهم امام المدير العام ..

والخطأ انت من تحاسب عليه ..بالاضافة الي المخطئ المباشر ..ولكنك مقصر ولا تصلح للمكان لما يحدث خطأ كبير في فترتك ..

[بشير المحمدي]

نعيب الزمان والعيب فينا ...وما لزماننا عيب سوانا
الخلل في الراعي والرعيه.........بالمختصر اخي

[زارع المحبة]

شكرا كثيرا أخي بشير المحمدي .....(وحشتني كثير قوي ).
ثم إن كلامك المختصر كله حق وصواب .