|
ملتقى اللغة العربية و آدابها ملتقى يختص باللغة العربية الفصحى والعلوم النحوية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() نظام الألفاظ بالمعاني: والمراد به مقاربة الصيغ اللفظية للمعاني الموضوعة لها .. من (فقه اللغة: مفهومه - موضوعاته - قضاياه) لمحمد بن إبراهيم الحمد كما أنه أورد أبوابًا قريبة من هذا، وسيرد ذكر لبعضها. ومما حاول إثباته في كتابه مما يتعلق بغرضنا ستة أمور: 1- أن العرب كانت تقارب حروف الألفاظ حتى تقاربت معانيها ومنه العسف والأسف: والعين أخت الهمزة، كما أن الأسف يعسف النفس، وينال منها. والهمزة أقوى من العين، كما أن أسف النفس أغلظ من التردد بالعسف؛ فقد ترى تصاقب اللفظين لتصاقب المعنيين. 2- أن هذه المقاربة بين الحروف تقع فيها المراعاة حتى في الحروف البعيدة التي لا تتشابه إلا بالتأويل وقالوا مع ذلك: بيضة عرماء، وقطيع أعرم إذا كان فيهما سواد وبياض، وإذا وقع ذلك بان أحد اللونيين من صاحبه؛ فكان كل واحد منهما علمًا لصاحبه. 3- أن المقاربة قد تكون في الأصل الواحد بالحرفين ونحو منه قولهم: (سحل) في الصوت، و(زحر) والسين أخت الزاي كما أن اللام أخت الراء. 4- قد تكون المقاربة بالأصول الثلاثية في الفعل (الفاء والعين واللام) ومعنى قوله: أخت كذا وكذا- أي في المخارج فالصاد والزاي - على سبيل المثال - من أحرف الصفير، وهكذا. 5- أن العرب يصورون اللفظ على هيئة المعنى ووجدت أنا من هذا الحديث أشياء كثيرة على سَمْت ما حدَّاه، ومنهاج ما مثَّلاه. وذلك أنك تجد المصادر الرباعية المضَّعفة تأتي للتكرير نحو الزعزعة، والقلقلة، والصلصلة، والقعقعة، والصعصعة، والجرجرة، والقرقرة. ووجدت - أيضًا - (الفَعَلى) في المصادر والصفات إنما تأتي للسرعة، نحو: البَشَكى والجَمَزَى والوَلَقَى. 6- مقابلة الألفاظ بما يشاكل أصواتها من الأحداث ومن ذلك قولهم: خضم وقضم: فالخضم لأكل الرَّطْب كالبطيخ والقثاء وما كان نحوهما من المأكول الرطب. والقضم للصلب اليابس، نحو قَضَمَتِ الدابةُ شعيرها، ونحو ذلك. وفي الخبر: قد يدرك الخضْم بالقضم، أي: قد يدرك الرخاء بالشدة، واللين بالشظف. وعليه قول أبي الدرداء: يخضمون ونقضم، والموعد الله. فاختاروا الخاء لرخاوتها للرطب، والقاف لصلابتها لليابس؛ حذو لمسموع الأصوات على محسوس الأحداث. ومن ذلك قولهم: النضح للماء ونحوه، والنضخ أقوى، قال الله سبحانه: [فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ]، فجعلوا الحاء؛ لرقَّتها للماء الضعيف، والخاء؛ لغلظها لما هو أقوى منه. |
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |