الغنى غنى النفس - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         ثمار الطاعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          حقيقة زهد العلماء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          الذنب.. وعقوبته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          حُسن الخُلُق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          منزلة "الصِّدق" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          كيف تتحمَّل أذى الآخرين ؟! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          المصارحة... تقوّم النفوس وتقوّي العلاقات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          {وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          إدارة الوقت: أبعاد ثقافية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          سلاحُ "الثِّقةِ" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > الملتقى العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى العام ملتقى عام يهتم بكافة المواضيع

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 21-02-2011, 09:38 AM
الصورة الرمزية نهر الكوثر
نهر الكوثر نهر الكوثر غير متصل
مشرفةواحة الزهرات
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
مكان الإقامة: عابرة سبيل بلا عنوان
الجنس :
المشاركات: 7,794
Smile الغنى غنى النفس

كثير من الناس يظن أن الغنى ليس إلا كثرة المال من نقود
وأسهم وعقارات وتجارات وغيرها، وعندهم أن من ليس
كذلك فليس من أهل الغنى،
لكن الرسول صلى الله عليه وسلم يلفت
الأنظار إلى المعنى الحقيقي للغنى



حين يقول: " ليس الغنى عن كثرة العرض، ولكن الغنى غنى النفس". فكم من الناس عنده من أصناف
المال الكثير لكنه يعيش فقرا حقيقيا ، فتراه دائما خائفا مهموما ، يسماله خوفا عى في زيادة من الفقر ، يبخل بالنفقة في أوجه الخير حتى لا يقل ماله،بل ربما قطع رحمه لنفس
الأسباب ، كما تراه متطلعا إلى ما عند الآخرين ، فمثل هذا يعيش فقرا دائما ملازما له ؛ لأنه لم يرض بما
قسمه الله تعالى له ، ولأن
الدنيا في قلبه قد استقرت. وقال عليه الصلاة والسلام "
يا أبا ذر أترى كثرة المال هو الغنى ؟
قلت : نعم يا رسول الله ، قال : أفترى قلة المال هو الفقر ؟ قال : قلت : نعم يا رسول الله ، قال : إنما الغنى
غنى القلب ، والفقر فقر القلب" .


ولهذا فإن من كان فقير
القلب قد لا يبالي أربح المال
من حلال أم من حرام ، قد يغش في تجارته، أو يسرق إن سنحت
له فرصة ، أو يأخذ الرشوة،لأن
حب الدنيا قد استقر في قلبه
فأفسد عليه هذا القلب ومنعه القناعة بما رزقه الله تعالى. وليس معنى
كلامنا أن يمتنع الناس عن العمل
والتكسب ، ومحاولة تحقيق
الغنى بأوجه الكسب الحلال الطيب ؛ فإن القناعة لا تمنع التاجر من تنمية تجارته، ولا أن يضرب المسلم في الأرض يطلب
رزقه، ولا أن يسعى
المرء فيما يعود عليه بالنفع، بل كل ذلك مطلوب ومرغوب. وإنما الذي يتعارض مع القناعة أن يغش التاجر في تجارته، وأن يتسخط الموظف من مرتبته، وأن يتبرم العامل من مهنته، وأن
ينافق المسؤول من أجل منصبه، وأن يتنازل الداعية عن دعوته
أو يميِّع مبدأه رغبة في مال أو جاه، وأن يحسد الأخ أخاه على نعمته، وأن يذلّ المرء نفسه لغير الله- تعالى-
لحصول مرغوب.
وكم من صاحب مال وفير،
وخير عظيم، رُزق القناعة! فلا غشّ في تجارته، ولا منع أُجَراءه حقوقهم،
ولا أذل نفسه
من أجل مال أو جاه، ولا منع
زكاة ماله ، بل أدى حق الله
فيه فرضًا وندبًا، مع محافظةٍ
على الفرائض، واجتناب للمحرمات.
إن ربح شكر، وإن خسر رضي ، فهذا قنوع وإن ملك قارون.مال
وكم من مستور يجد كفافًا، ملأ الطمع قلبه حتى لم يرضه ما قُسِم له! فجزع
من رزقه، وغضب على رازقه، وبث شكواه للناس، وارتكب كل طريق
محرم حتى يغني نفسه، فهذا
منزوع القناعة وإن كان لا يملك
من الدنيا إلا القليل. ما أجمل القناعة!
من التزمها نال السعادة،
وما أحوج أهل العلم والدعوة للتحلي بها؛
حتى يكونوا أعلام هدى
ومصابيح دجى.
ولو تحلى بها العامة لزالت منهم الضغائن والأحقاد، وحلت بينهم الألفة والمودة؛ إذ أكثر أسباب الخلاف والشقاق بين الناس بسبب الدنيا والتنافس عليها، وما ضعف الدين في القلوب إلا من مزاحمة الدنيا له، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما قال: " والله ما الفقر أخشى عليكم، ولكني أخشى أن تبسط الدنيا عليكم؛ كما بسطت على من كان قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها وتهلككم كما أهلكتهم ".


ولذلك كان من دعائه صلى الله عليه وسلم: " اللهم إني أعوذ بك من قلب لا يخشع، ومن دعاء لا يسمع، ومن نفس لا تشبع، ومن علم لا ينفع، أعوذ بك من هؤلاء الأربع". قال النووي رحمه الله عن قوله:
"ومن نفس لا تشبع": "
استعاذة من الحرص والطمع والشَّرَه، وتعلق النفس بالآمال البعيدة".
جعل الله تعالى غنانا في قوبنا ،
ووقانا جميعا الطمع والبطر ،
وصلى الله وسلم وبارك
على سيدنا محمد عبده ورسوله محمد وآله وصبه أجمعين


__________________
اللهم احفظ جميع المسلمين وامن ديارهم
ورد عنهم شر الاشرار وكيد الفجار
وملأ قلوبهم محبة لك وتعظيماً لكتابك
وسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم
رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 168.73 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 167.01 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (1.02%)]