|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() اذهب إلى القبر وسل الأموات فيه، لا بل تأمل القبور وسل نفسك، ترى ما هي أعظم أمنياتهم الآن ؟ أليس إن رجعوا إلى الدنيا بادروا بتحقيقها ؟؟ ألن يتركوا كل شيء وأي شيء ليحصلوا على ما تمنوا الرجوع للدنيا لأجله ؟؟ بالأمس القريب، من حوالي العام، كنت أنت تتمنى، تتمنى أن يبلغك ربك رمضان القادم، كي تعوض فيه ما قصرت في حقه، كم من الأموات في قبورهم تمنوا هذا عامهم الماضي ؟؟ كم منهم كان في سنة خلت يصوم لله تعالى ويقوم بين يديه ؟؟ أي فرحة ولهفة ارتسمت في قلوبهم وعلى وجوههم، مرتقبين ليلة القدر يتحرونها في الوتر من العشر الأواخر ؟ والآن هم في القبر، باتوا عظاماً نخرة، أضحوا بين يدي الواحد الأحد، لم يتحقق حلمهم هذا، فماذا عنك أنت ؟؟ هل شعرت أنك أديت كل ما يجب، وتستطيع أن تقسم أنك قد خرجت بذنوب مغفورة من رمضان الماضي ؟ ألم تشعر بغصة في قلبك مع نهاية هذا الشهر العظيم ؟؟ أو لم تدع الله عز وجل أن يبلغك رمضان المقبل، لتعوض ما كان من النقص والتقصير ؟؟ اليوم أنت في رمضان،لقد دخلنا العشر الأواخر وفيها ليلة القدر، والأهم أنها في وترها، فهل تحريت ليلة القدر فيها ؟ هل أحسنت العبادة لله عز وجل بها ؟ وأعني الأيام العشرة كلها ؟؟ قد دعوت ربك العام الماضي، وقد دعاه من تقف أمام قبره، كان يتكلم يسمع ويجيب، واليوم لا ترجو منه نفعاً ولا ضرراً، قد دعوت وقد دعا، واصطفاك الله بأن أبلغك رمضان، حقق لك دعوتك، وباتت أمنيتك واقعاً في يدك، فهل ستصدق الله تعالى الوعد ؟ أو أنك ستتخاذل، وليست الليلة، ربما المقبلة أو التي بعدها، ثم اليوم ومع المغيب، تبدأ الليلة الأخيرة في رمضان، الليلة الأخيرة في شهر التوبة والقبول والغفران، فهل تقول لنفسك الآن يا ربي إن هذه الإذاعات، قد ألهتنا بالأفلام والمسلسلات، وقد ندمت على كل لحظة، لا بل على كل ثانية، وأدعوك أن أبلغ رمضان القادم، لأعوض ما فاتني ؟؟ اعلم أخي أن من صدق الله تعالى صدقه الله عز وجل، وأن من أخلف الله الوعد فقد خط حثيثاً في طريق النفاق، وهذا الأعرابي يسلم يوم خيبر، ويرسل له الرسول صلى الله عليه وسلم، أن يأتي ليأخذ حصته من الغنائم، فيأتي مسرعاً ليقول (ما بايعتك على هذا) لم يبايع هذا الرجل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم على هذا، لم يدخل في الإسلام إلا لهدف واحد دخل به ويتمنى من الله أن يرزقه به، إنه الشهادة (ولكني بايعتك على سهم يدخل من هنا ويخرج من هنا)، يريد أن يقاتل في سبيل الله تعالى، فيأتيه سهم يدخل من عنقه ليخرج من الجهة الأخرى، وكان له ما أراد، صدق الله تعالى، فكان من الفائزين أما من يعاهد ربه ثم يخلف، فليستمع إلى قول الله تعالى، في من عاهدوه على أن يتصدقوا {ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين} آتاهم الله تعالى ما طلبوه، وبقي عليهم الوفاء بما تعهدوا له به {فلما آتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون} أولئك أيها الأخ الكريم، تمنوا من الله شيئاً، ليظهروا مدى صلاحهم، أعطاعهم فأخلفوه الوعد، ما كانت النتيجة ؟؟ {فأعقبهم نفاقاً في قلوبهم إلى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون} فاحذر كل الحذر، أن تطلب من ربك وتتعهد، ثم لا تفي لربك بما تعهدت به، احذر أشد الحذر من هذا، واسأل نفسك بصدق، ألم أطلب من ربي أن يبلغني هذا الرمضان ؟ أو لم أتعهد له أني سأكون من العابدين الصالحين، ممن عوضوا ما أنقصوا فيه في رمضان الماضي ؟؟ ها أنت الآن وقد أبلغك الله ما أردت، فهل ستفي الله ما وعدته أو أنك ستكون من المخلفين ؟؟ أخي الكريم، سأذهب وإياك إلى القبر، لأنقل لك الآن أمنية، تمناها أصحاب القبور، تمناها أناس ماتوا في عهد الرسول، صلى الله عليه وسلم، إنهم شهداء أحد، إنهم من أنزل الله عز وجل فيهم، {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون. فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون. يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المحسنين} من بين الشهداء صحابي اسمه كفاح، استدعى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ابنه جابر، وقال له (يا جابر ألا أخبرك أن الله كلم أباك كفاحاً في الجنة، فقال سلني يا كفاح، فقال كفاح أسألك أن ترد روحي في جسدي فأرجع إلى الدنيا....) تصور هذا، شهيد يريد الرجوع إلى الدنيا، لماذا أراد ذلك ؟؟ (فأرجع إلى الدنيا فأقاتل فأقتل فيك ثانية)، هل لك أن تتصور عظمة هذه الأمنية ؟؟ ولكن الله تعالى يخبره أنه سبق القول أنكم إليها لا ترجعون، فيتمنى كفاح (ربي أبلغ من بعدي)، وفي رواية أخرى، أن الله كلم شهداء أحد، فتمنوا هذه الأمنية، ثم قالوا (ربنا أبلغ من بعدنا)، فكان أن أنزلت تلك الآيات الكريمات هذا القبر، بل هذه القبور، قد ذهبنا إليها، وعرفنا أمنية أصحابها، فماذا عن أمنية من تقف أمام قبره الآن ؟؟ ماذا عمن تمنى رمضاناً آخر وليلة قدر أخرى، ليغنم منهما الثواب الجزيل ويخرج بذنوب مغفورة ؟؟ ماذا عمن تمنى هذا وحقق له تعالى ذلك ؟؟ كيف يجب أن يكون حاله في رمضان ؟؟ وبأي طريقة يستقبل ويتحرى ليلة القدر ؟؟ أخي الكريم، إنما هو الموت يأتينا فجأة، وهذا رمضان أعظم الشهور أمامك، فاغتنم الآن ما تستطيع، فإنك لا تدري، لعل أهلك يصومون رمضان المقبل، وأنت لست بينهم، بل بين يدي الله تعالى تتمنى الرجوع، ولن ترجع
__________________
اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |