قال عياض ما ملخصه: في كلام هؤلاء النسوة من فصاحة الألفاظ، وبلاغة العبارة والبديع؛ ما لا مزيد عليه، ولا سيما كلام أم زرع، فإنه مع كثرة فصوله، وقلة فضوله؛ مختار الكلمات، واضح السمات، نير النسمات، قد قدرت ألفاظه قدر معانيه، وقررت قواعده وشيدت مبانيه، وفي كلامهن ولا سيما الأولى والعاشرة أيضاً من فنون التشبيه والاستعارة، والكناية والإشارة، والموازنة والترصيع، والمناسبة والتوسيع، والمبالغة والتسجيع، والتوليد وضرب المثل، وأنواع المجانسة وإلزام ما لا يلزم، والإيغال والمقابلة، والمطابقة والاحتراس، وحسن التفسير والترديد، وغرابة التقسيم وغير ذلك؛ أشياء ظاهرة لمن تأملها.
وقال ابن حجر : إذا اجتمع النساء فأكثر حديثهن في الرجال، وإذا اجتمع الرجال فأكثر حديثهم في المعاش. أي: في الدخل والكسب والراتب والتقاعد والزيادات والعلاوات، وربما يخلطون كلاماً من كلام النساء، أي: يتحدثوا في النساء، لكن هذا في النادر، أما إذا اجتمعت اثنتان من النساء المتزوجات، فأكثر كلامهن في الرجال، ماذا فعل زوجها وماذا صنع؟ أخلاقه.. معاملته.. زياراته.. صلته.