؛؛؛ الشائعات .. بداية العـداوات ؛؛؛

[المسلمة الملتزمة]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

؛؛؛ الشائعات .. بداية العـداوات ؛؛؛

قالت : هل أنتِ مخطوبة ؟
فردَّت : لا
قالت : هل كنتِ مخطوبةً وفسختِ خِطبتك ؟
فردَّت : لا
قالت : فما بال فُلانةٍ تقول أنكِ كنتِ مخطوبةً ، ثم فسختِ خِطبتك ؟
قالت : هى كاذبة .







قالت : أنتِ المخطوبة أم أختك ؟
فردَّت : لا أنا ولا أختي .







قالوا : فُلانٌ تزوَّج .
وهو أصلاً لم يخطب .





قالوا : فُلانةٌ طَلَّقها زوجُها ، لأنَّ أخلاقها سيئة ، وبها كذا وكذا .
ثم اتضح العكس ، وعُرف أنَّ العيب فى الزوج .







قالوا : فُلانةٌ لا تُحْسِن القيام بواجبها داخل بيتها ، وهى ليست نظيفة ، وكذا وكذا ، ثم اتَّضح العكس .






الشائعات .. أمرٌ أَرَّق الكثير ..


الشائعات .. لم يَسْلَم منها الكبير ولا الصغير ..


الشائعات .. انتشرت بشكلٍ خطير ..


الشائعات .. كم هدمت مِن بيوتٍ كانت مُستقِرَّةً مُطمئنة ..


الشائعات .. كم أدَّت إلى حوادث وجرائم ..


الشائعات .. كم سَبَّبَت مِن مشاكل وعدوات .




الشَّائِعَة لُغَةً : هى الخبرُ ينتشر ولا تَثَبُّتَ فيه ،، وقد قال اللهُ تعالى : (( يَا أيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا )) الحجرات/6 .


وأكثرُ الذين يُثيرون الشائعات - إنْ لم يكن كلهم - فُسَّاقٌ أو غيرُ ثِقَة .





الشائعاتُ حَرَمت نساءً كثيراتٍ مِن الزواج - وإنْ كان هذا بِقَدَرِ اللهِ تعالى - لكنْ نُلاحِظ أنه إذا جاء الخاطِب وسأل عن المرأة أو الفتاة ، قيل له : هى مَخطوبة ، أو مُتزوجة ، أو لا ترغب في الزواج ، أو أخلاقها سيئة ، فيتراجع ويبحث عن أخرى .







الشائعاتُ هدمت بيوتًا كثيرة .. فإذا تزوَّجَ الرجلُ ، ووجده أصدقاؤه يعيشُ حياةً سعيدةً مُستقِرَّةً مع زوجته قد لا يعيشونها هم ، بدأوا في بَثِّ الشائعات عنه أو عن زوجته ، فقالوا : زوجتُك تُكَلِّمُ فُلانًا ، وتخرجُ مع فُلان ، وتغيبُ كثيرًا عن البيت ، إنها تعرفُ فُلانًا قبل أن تتزوجك ، وما زالت تُكَلِّمُه وتخرجُ معه ، كيف تتزوَّج بامرأةٍ سمعتها سيئة والكل يعلمُ ذلك ؟ ألم يُخبرُك أحدٌ بهذا الأمر ؟ فيُصَدِّقُهم ويُطَلِّقُها .. وقد يتَّجهون للزوجة : زوجُك يُكَلِّمُ النساء ، ويُريدُ أن يتزوَّجَ عليكِ ، وهو يكرهك ، ويُفَكِّرُ في طلاقك ، ويفعلُ كذا وكذا ، فتهدِمُ بيتها بيديها بتصديقها لهذه الشائعات ، وتسعى لخراب بيتها ، وتطلب مِن زوجها الطلاق ، ومع ضغطها عليه يُطَلِّقُها ، وحينها تشعرُ بالنَّدَم .








كَمْ مِن شائعاتٍ أطلقها الناسُ على فُلانٍ وفُلان ..


فـ قالوا : فُلانٌ مريض ، ومرضُه خطير ، وقد عَجِزَ الأطباءُ عن علاجه ، والحقيقةُ أنَّ شيئًا مِن ذلك لم يحدث .


قالوا : فُلانٌ مات ، وهو ما زال على قيد الحياة .





الشائعاتُ كم سَبَّبَت مِن عداواتٍ بين الأُسَر والجَماعات ..





فـ يا أختي الحبيبة : لا تُصدِّقي كُلَّ ما تسمعين ..


وتثبَّتي قبل أن تُصدري أحكامًا على الأشخاص ..


ولا تُفَسِّري كلام الآخرين وتصرفاتهم حسبما ترين ،،
فربما لا يقصدون ذلك ..


ولا تتعجَّلي في نقل الأخبار إلا إنْ نقلتيها عن ثِقة ..


وإذا سمعتِ بِمَن بَثَّ شائعةً عليكِ ، فقال : فُلانةٌ فيها كذا وكذا ، فلا تتأثري ، ولا تهتزي ، ولا تعتقدي أنَّ الحياة توقفت عند كلمةٍ خرجت مِن أحد الألسنة ،، بل سيري في حياتِك الطبيعية ، وواصلي عملك بلا توانٍ أو كسل ،، واعلمي أنَّه : (( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتيدٌ )) ق/18 ،، فكُلُّ إنسانٍ سيُحاسَبُ على ما ينطِقُ به لسانُه .. وكما قال ابنُ الجوزى رحمه الله تعالى : [ رُبَّ كَلِمَةٍ نَطق بها اللسان ، هلك بها الإنسان ] ،، وكما قال النبىُّ صلَّى الله عليه وسلَّم : (( وإنَّ العبدَ ليتكلَّمُ بالكلمةِ مِن سَخَطِ الله ، لا يُلقي لها بالاً ، يهوي بها في جَهنم )) رواه البخارى .





أعاذنا اللهُ وإيَّاكُم مِن النار ، وجعلنا مِن الحافظين
لألسنتهم ، الحافظين لحدوده .





والسَّلامُ عليكُنّم ورَحمةُ اللهِ وبَركاتُه ،،