|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كنوز الصلاة في الصلاة كنوز عظيمة قد تخفى على الكثير من الناس، هذه الكنوز مليئة بالأجور والثواب والحسنات والدرجات، ولكن أبى الشيطان إلا أن يصرفنا عنها ويبعدنا عن رؤيتها. وإذا صحونا من سباتنا العميق أقنعنا ذلك الشيطان بالقليل ليحرمنا الكثير من تلكم الأجور والحسنات. وقد نخرج من الصلاة الواحدة ولم يكتب لنا من الأجر شيء – نسأل الله العافية – لذا رأيت أن نرفع راية الجهاد خفاقة ونعلن الحرب على النفس والهوى والشيطان حيثما كانوا مدججين بسلاح (الإيمان بالله) و (الإخلاص في القول والعمل) ومتحصنين بحصون (الصبر والأذكار) متمسكين بدروع (الخشوع) لنحافظ على صلاتنا وما تحويه من كنوز عظيمة فرطنا فيها في سالف الزمان. أما آن لنا أن ننهض من نومنا وغفلتنا ونلحق بركب الصالحين ونرفع رصيدنا من الحسنات، وننتظر رحمة الباري وغفرانه لندخل الجنة مع الأبرار. إن للصلاة كنوزًا عظيمة منها ما يمكن الحصول عليه (قبل الصلاة) ومنها ما يمكن اكتسابه أثناء الصلاة والآخر يمكن اغتنامه (بعد الصلاة). دعونا نبدأ رحلة البحث عن الكنوز الثلاثة المفقودة في الصلاة قولاً وعملاً عبر سفينة (الإخلاص والهمة). 1- الكنز الأول (قبل الصلاة) [الاستعداد للصلاة]. 2- الكنز الثاني (أثناء الصلاة) [أداء الصلاة]. 3- الكنز الثالث (بعد الصلاة) [الأذكار والأفعال بعد الصلاة]. الكنز الأول الاستعداد للصلاة يمكننا أن نحصل على هذا الكنز السمين قبل أن ندخل إلى الصلاة، فمن خلال الاستعدادات الأولية والتهيئة النفسية والمعنوية للصلاة نستطيع أن نمتلك هذا الكنز الغالي – بإذن الله – وإليكم خطوات امتلاك هذا الكنز: 1- الوضوء: للوضوء فضل كبير وهو أول خطوات كسب الحسنات ومضاعفة الأجور، فمن خلال الوضوء نستطيع أن نكسب الأجور التالية: (أ) محبة الله: قال تعالى: }إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ{ [البقرة: 222] فأي أجر أكبر من أن يحبنا الله. يقول الشيخ السعدي في تفسيره ([1]) إن المقصود بالمتطهرين في هذه الآية أي المتنزهين عن الآثام وهذا يشمل التطهر الحسي من الأنجاس والأحداث، ففيه مشروعية الطهارة مطلقًا لأن الله تعالى يحب المتصف بها ولهذا كانت الطهارة مطلقًا شرطًا لصحة الصلاة والطواف وجواز مس المصحف. (ب) خروج الخطايا مع ماء الوضوء: عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله r قال: «إذا توضأ العبد المسلم أو المؤمن فغسل وجهه خرج من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينه من الماء أو مع آخر قطر الماء، فإذا غسل يديه خرج من يديه كل خطيئة كان بطشتها يداه مع الماء أو مع آخر قطر الماء، فإذا غسل رجليه خرجت كل خطيئة مشتها رجلاه مع الماء أو آخر قطر الماء حتى يخرج نقيًا من الذنوب»([2]). وعن عثمان بن عفان – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله r: «من توضأ فأحسن الوضوء خرجت خطاياه من جسده حتى تخرج من تحت أظفاره»([3]). (ج) النور في أعضاء الوضوء يوم القيامة: عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: سمعت رسول الله r يقول: «إن أمتي يدعون يوم القيامة غرًا محجلين من آثار الوضوء، فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل»([4]). والغرة: البياض في وجه الفرس. والتحجيل : بياض في قوائمه مما يكسبه حسنًا وجمالاً. فشبه النبي r النور الذي يكون يوم القيامة في أعضاء الوضوء بالغرة والتحجيل. (د) محو الخطايا ورفع الدرجات: عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله r: «ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: إسباغ الوضوء على المكاره، وكثر الخطى إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط فلذلكم الرباط»([5]). فالمكاره: البرد الشديد أو المرض الذي يكسل صاحبه عن الحركة ونحو ذلك من الحالات التي يشق على الإنسان الوضوء فيها، ولما كان المواظب على هذه الأفعال المذكورة متوقعًا بها غفران ذنوبه وزيادة حسناته ودخوله الجنة فقد شبهه النبي r بالمرابط الذي هو في نحر العدو يتوقع برباطه الشهادة والغفران. وقال بعضهم: إنما سميت هذه الأفعال رباطًا، لأنها ربط صاحبها أي تكفه عن المعاصي والمآثم والله أعلم ([6]). (هـ) مغفرة الذنوب ودخول الجنة: عن عثمان – رضي الله عنه – أنه توضأ، ثم قال: رأيت رسول الله r توضأ نحو وضوئي هذا، ثم قال: «من توضأ وضوئي ثم صلى ركعتين لا يُحدّث فيهما نفسه غفر له ما تقدم من ذنبه»([7]). وعن عقبة بن عامر – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله r: «ما من أحد يتوضأ فيحسن الوضوء ويصلي ركعتين يُقبل بقلبه ووجهه عليهما إلا وجبت له الجنة»([8]). 2- الذكر بعد الوضوء: وللذكر بعد الوضوء فضل كبير أيضًا، فما زلنا نبحث عن مزيد من الأجور والحسنات في خزانة الكنز الأول، فمن خلال أذكار معينة بعد الوضوء نستطيع أن نربح الثواب التالي: (أ) الحرية في الدخول من أي أبواب الجنة الثمانية: عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن رسول الله r أنه قال: «ما منكم من أحد يتوضأ فيسبغ الوضوء ثم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء»([9]). (ب) تُكتب في رق ثم تجعل في طابع لا يكسر إلى يوم القيامة: عن أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله r: «من توضأ فقال: سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك، كتب في رق ثم جعل في طابع فلم يكسر إلى يوم القيامة»([10]). ([1]) تيسر الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان. ([2]) رواه سلم. ([3]) المرجع السابق. ([4]) رواه البخاري ومسلم. ([5]) رواه مسلم. ([6]) المتجر الرابح في ثواب العمل الصالح للحافظ أبي محمد شرف الدين عبد المؤمن الدمياطي. ([7]) رواه مسلم. ([8]) رواه البخاري ومسلم. ([9]) رواه مسلم. ([10]) قال المنذري في الترغيب والترهيب (1/172): رواه الطبراني في الأوسط ورواته رواة الصحيح واللفظ له ورواه النسائي، وقال في آخره: «ختم عليها بخاتم فوضعت تحت العرش فلم تكسر إلى يوم القيامة» وصوب وقفه على أبي سعيد. اهـ. (3) السواك: وما زلنا مواصلين اكتساب الحسنات تلو الحسنات، فها نحن في محطة (السواك) وإليكم هذا الثواب العظيم: * مطهرة للفم مرضاة للرب ، عن عائشة – رضي الله عنها –أن النبي r قال: «السواك مطهرة للفم مرضاة للرب»([1]). 4- التبكير إلى الصلوات: وللتبكير إلى الصلوات فضل كبير، فقد قال النبي r: «لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا، ولو يعلمون ما في التهجير – أي التبكير – لاستبقوا إليه»([2]). وللتبكير إلى صلاة الجمعة مزيةٌ خاصة وفضلٌ لا يقارن، تأمل معي هذا الحديث: عن أوس بن أوس – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله r: «من غسّل واغتسل يوم الجمعة وبكر وابتكر ودنا من الإمام فأنصت، كان له بكل خطوة يخطوها صيام سنة وقيامها وذلك على الله يسير»([3]). كل خطوة إلى الجمعة تعدل صيام سنة وقيامها؟! أي فضل أكبر وأي أجر أفضل من ذلك. كما أن الحفاظ على التبكير إلى الصلوات دليل على تعلق القلب بالمسجد، ولقد قال الرسول r: «سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، وذكر منهم: ورجل تعلق قلبه بالمسجد إذا خرج منه حتى يعود إليه»([4]). ([1]) رواه النسائي وابن خزيمة وابن حبان ورواه البخاري معلقًا مجزومًا، ورواه أحمد من حديث ابن عمر والطبراني من حديث ابن عباس. ([2]) متفق عليه. ([3]) رواه أحمد وأصحاب السنن وصححه ابن خزيمة. ([4]) متفق عليه. يتبع ان شاء الله تعالى
__________________
![]() قال ابن عقيل رحمه الله: "إذا أردت أن تعلم محلَّ الإسلام من أهل الزمان ، فلا تنظر إلى زحامهم في أبواب الجوامع ، ولا ضجيجهم بلبيك على عرصات عرفات .ـ وإنما انظر على مواطأتهم أعداء الشريعه |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |