|
فلسطين والأقصى الجريح ملتقى يختص بالقضية الفلسطينية واقصانا الجريح ( تابع آخر الأخبار في غزة ) |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() بسم الله الرحمن الرحيم هل نحن أمة باستطاعتها تحرير القدس؟ سؤال جال في فكري وأنا أكتب العنوان أعلاه ، يا ترى جيلنا هو الذي سيحرر المسجد الأقصى ، أو على الأقل جيل أبنائنا ؟ ثم تسارع نبضي عندما شعرت بأن تحرير الأقصى يحتاج إلى أجيال وأجيال ، وأصابتني غصة أليمة حال شعوري بأن الأعوام ستتعاقب والأقصى سليب يستصرخ ولا مجيب. أعرف أن من سيقرأ كلماتي ، سينعتني بالتشاؤم ، أو سيقول إني لا أريد تحرير الأقصى ، ولكن ... حتى نعرف ما إذا اقترب موعدنا مع النصر المبين ، يجب علينا النظر لأحوالنا وبصدق وبمنتهى الحيادية ، وليكن لنا في الأمم السابقة عبرة . إخوتي في الدين : حتى نكون تلك الأمة المختارة لتحرير الأقصى ، يجب أن تتوفر فينا صفاتٌ ؛ هي ليست من عندي ولا من عند بشر ، بل هي من عند الله تبارك وتعالى ، لنعُد إلى سورة المائدة، ولنعش مع هذه الآيات التي خاطب الله فيها قوم موسى على لسان نبيهم ، وامتُحنوا وفشلوا في الامتحان ، وعوقبوا عقابا شديدا جراء ذلك ، وسأذكرها لنقِس عليها حالنا علنا نتعظ ونتغير. لنعد إلى سورة المائدة في قوله تعالى :{وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا وَآَتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ (20) } هنا رسالة واضحة موجهة لقوم موسى ، ولنا فيمن سبقنا من الأمم عبرة ، يذكرهم الله بنعمه عليهم ،بأن جعل منهم الأنبياء والملوك وأعطاهم التوراة والكثير من النعم - وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها- ونحن يا أمة محمد ، أليس الله قد أنعم علينا بأكثر مما أنعم عليهم ، ألم يرسل لنا خاتم النبيين ، ألم يتكرم علينا بأنا خير أمة أخرجت للناس ، ألم يحفل تاريخنا بالقادة العظام كخالد وعمر وصلاح الدين ، ألم .... وألم .. ولكن أين العزة التي زرعت فينا ، وهل نحن حافظنا عليها الإسلام ربانا على أن نكون أحرارا ، نأبى الذل ، ونرفض الخضوع إلا لله ، وجعلنا خلفاء الرسل في الأرض لنرفع راية التوحيد ، فهل نحن كذلك؟؟ أما الصفة الثانية : في قوله تعالى :{ يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ (21)قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ (22)} في هذه الآية أمر نبينا موسى عليه السلام قومه بأن يكونوا شجعانا ، وأن لا يخوروا ويجبنوا ، فهل نحن شجعان لا نهاب الموت . والله إن هذه الدنيا فانية ، وما أضاع أمة محمد إلا الركون للدنيا ، والسعي وراء ملذاتها ، وترك الجهاد ، والخوف من قول الحق ، أسأل الله أن يغير أحوالنا :{ إن الله لا يُغَيِّر ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بَأَنْفُسِهِم} سورة الرعد: 11 وأما الصفة الثالثة : قال تعالى :{قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (23)} أين نحن من التوكل على الله ، وفي هذه الآية أمر صريح بضرورة العمل مع التوكل ، فالتوكل على الله لا يكون بالبكاء على الأطلال ، وانتظار الفرج ، بل أمر بيّن ، تقدموا ولو خطوة ، اعملوا ولو شيئا يسيرا ، فلن يكون النصر إلا بالعمل ونبذ التواكل ، ثم يأتي بعد ذلك التوكل على الله والدعاء وطلب النصر . وأما آخر هذه الصفات: قال تعالى :{قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ (24)} وفي هذه الآية تفرق قوم موسى ، بل وتطاولوا على نبيهم ، وسؤالي هل نحن يدا واحدة؟ فالصفة المذكورة في الآية لا تقل أهمية عن سابقاتها ، بل أكاد أجزم أن النصر لن يكون إلا بوحدة الصف ، وتوحيد الكلمة ، أما آن لنا أن نتعظ ببني إسرائيل ، وحتى نعرف كيف عاقبهم الله لتخليهم عن هذه الصفات ، لنقرأ هذه الآية قال تعالى :{ قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ (26)} فقد أمرهم الله بدخول الأرض المقدسة - كما أمرنا - ولكن لم يدخلوها وجبنوا وخافوا ، وتفرقوا شيعا ، فكانت النتيجة أن حرَّمها الله عليهم ، وحكم عليهم بالتيه في الأرض ،وهناك من فسر هذه الآية بالتحريم المطلق وأن الأربعين سنة كانت مدة التيه ، وذهب البعض الآخر بأن مدة التحريم أربعين سنة، وليست العبرة بالمدة ، ولكن بنوعية العقاب . أمة التوحيد: من منا لم يحب المسجد الأقصى ، ومن منا لم يتمن الصلاة فيه ، ولكن هل سيعود القدس بالأماني والبكاء!. القدس أمانة في أعناقنا إلى يوم الدين ، رجالا ونساء وشيوخا ، فماذا فعلنا بالأمانة ، التي أشفقت الجبال على حملها ، أخشى أن نحاسب حسابا عسيرا على تضييعها ، ونندم يوم لا ينفع الندم. فلنراجع انفسنا ولنصدق ، ولنسأل أنفسنا هل نملك هذه الصفات ، وهل نحن مؤهلين لحمل الراية ، أم ينقصنا الكثير . فلتسامحينا يا قدس ، فنحن أمة متناحرة متفرقك ، لا نستحقك ، ولا نستحق أن نكون جيش تحريرك. وكم أخاف أن ينطبق علينا قوله تعالى :{ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ (38)} سورة محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته بقلم : بشرى
__________________
![]() يا أقصى والله لن تهون
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |