|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
هل لهذا الطفل نوازع جنسية؟
هل لهذا الطفل نوازع جنسية؟ أ. زينب مصطفى السؤال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. اشتكى لي أحدُ أصدقائي عن حالةٍ يعيشها في البيت، فأحببتُ طرحها عليكم. صديقي عنده ابن أخٍ يبلغ من العمر 5 سنوات، وقد لاحَظَ على هذا الولد تصرُّفات غير طبعيَّة، فهذا الابن الصغير عندما ينظر لزوجته ينظر لها بشكلٍ مُريب؛ فيُركِّز كثيرًا في النظر إلى زوجة عمِّه، وإذا ظهَر شيء من أجزاء بدنها غير الوجه واليدين يصير النظر أكثر تركيزًا. وممَّا لاحَظَه أيضًا على ابن أخيه الصغير أنَّه يتعمَّد القُرب من زوجته ليلمس شيئًا من بدنها أثناء الكلام معها. لكن ما لفت نظره أكثر: انتصاب ذكَر هذا الولد عند مُلامسة زوجته أو رُؤية شيءٍ من أجزاء بدنها!! وبالمُناسبة يَصعُب على هذا الصديق طرْح الموضوع على أخيه؛ لأنَّه لن يُصدِّقه، وفي الوقت نفسه لا يعرفْ كيف يتصرَّف مع الصبي؟ خُصوصًا أنْ زوجتَه أصبحتْ تُعاني نفسيًّا من هذا الولد، ولا تدري ماذا تصنع؟ ولماذا - وهو في هذه السن - يتصرَّف هكذا؟ وعندما سألَتْه مرَّةً عمَّا يجعل سرواله بارزًا لم يُجِبْ، وأصبَح كلَّما دخَل الغُرفة يجلس مباشرةً حتى لا يبدو بروز الانتصاب من فوق سرواله! أفيدوني جزاكم الله خيرًا، ما سبب هذه المشكلة خُصوصًا أنَّ هذه الأسرة أسرة متديِّنة، والولد فيها لا يختلطُ كثيرًا بالأولاد؛ لأنَّه في منطقةٍ جديدة، والجيران قِلَّة؟ فكيف العِلاج؟ وما هي خُطواته؟ أرجو التعجيل بالإجابة لأنَّ صديقي يعيش حالةً نفسيَّةً صعبة جدًّا. الجواب بدايةً يجبُ علينا القول: إنَّ الطفل لا توجد لديه نوازعُ جنسيَّة في هذا العمر أبدًا، ولكنَّ الكبار أحيانًا يُوقِظون هذه الغريزة في نُفوس الأطفال بشكلٍ مبكِّر بردود أفعالهم الخاطئة، فدائمًا الكبار يُشكِّلون الكارثة الكبرى! وهذا ليس غريبًا؛ فقد كان أفلاطون يقول: لا يمكن إصلاح مدينةٍ بصغارٍ أفسدهم كبارهم، والطِّفل لو وجَد أيَّ نشاطٍ آخَر سيَنسَى كلَّ أمرٍ يتعلَّق بهذه العادة التي قد تبدأ بسيطة؛ ولكنَّها قد تنتهي إلى شُذوذ. وهنا أريدُ أنْ ألفت الانتِباه بأنَّ هذا السلوك قد يكونُ بريئًا وعابرًا، ويُكبِّره مَن حوله ويتصرَّفون معه بطريقةٍ خاطئة. - يجب العلم بأنَّه من ميلاد الطفل حتى عامين تُسمَّى (المرحلة الفميَّة)؛ حيث إنَّ لذَّة الطفل تكونُ منصبَّة نحو فمه بالرضاعة، حتى إنَّه حينما يحبُّ التعرُّف على أيِّ شيء يضعه في فمه. - ومن عامين حتى 4 أعوام ينتبه الطفل، ويلتفت انتباهه لجسده، وتُسمَّى: (المرحلة القضيبيَّة)؛ لأنَّه يتعرَّف فيها على أعضائه التناسليَّة ويكتشفها. - ومن 4 أعوام حتى 6 أعوام يستكشفُ جسمَ مَن أمامه وأعضاءه. وهذه كلُّها مراحل طبعيَّة يمرُّ بها الطفل، وأيضًا ما يحصل من انتِصابٍ في هذا الوقت هو أمر طبعيٌّ تمامًا، ولا يُنبِئ عن أيِّ غرَض سيِّئ كما يحدث له مثلاً عند الاستِيقاظ أو مع البرودة وغيرها، ولا تكون بإرادته. لكن إذا ما تَمَّ التعامُل معها بشكل خاطئ أو قَسوة وعُنف، فإنها تتحوَّل لمشكلةٍ لدَيْه، فيجب عدم لفْت انتِباه الطفل لهذا أبَدًا؛ فقد نُحدِثُ له مشكلة بأنْ يعتبر عضوَه وما يحدث فيه أمرًا مخيفًا أو خاطئًا؛ ممَّا يُسبِّب له مشكلات طوال عُمره. تنتابُ الطفل مشاعرُ من اللذَّة منذ ولادته - والمقصود باللذة في عالم الأطفال هو: الشعور بالارتياح والطمأنينة، وليست اللذة بمفهوم البالغين - وتزداد هذه اللذة أثناء إقدامه على الرضاعة. وفي المرحلة القضيبيَّة يُسبِّب له هذا الشُّعور الارتياح واللذَّة؛ لذا فقد يرغَب في مُلامسة أعضائه أو أعضاء غيره؛ لكي يشعُر بالارتياح، ومن الممكن أنْ يكونَ هذا التصرُّف لفترةٍ وجيزة تمامًا مثلما الحال بالنسبة للرضاعة وغيرها، وبمجرَّد التطوُّر والنموِّ تختفي أو تكاد، إلا أنَّه إذا تعامل الأهلُ بشكلٍ عنيف وقمعي مع تصرُّفات الأطفال التي نفهمها مخطئين بأنها جنسيَّة، فمن المحتمل أنْ تصبح هذه التصرُّفات دائمةً بل مرَضيَّة وغير صحيَّة، كما ذكرنا. أحيانًا تلك التصرُّفات من الطفل تُعتَبر رسالةً منه ومُؤشِّرًا لنا بأنَّ لديه بعضَ التساؤلات التي يريدُنا أنْ نجيبَه عليها؛ بمعنى: أنَّه لصغر سنِّه ليس لديه دائمًا المقدرة الكلاميَّة لسؤالنا المباشر عمَّا يشغل فكره؛ لذا فإنَّه يتصرَّف بعضَ التصرُّفات كمؤشِّر منه لوجود هذه التساؤلات، وكأنَّه يبعث لنا برسالة: "إني أودُّ الاكتشاف، فوجِّهوني إلى الوجهة الصحيحة"، أو لديه فُضول لمعرفة ما هو هذا العُضو من الجسم، وكيف شكله! وفي تلك الحالة على هذه المرأة أنْ تأخُذ الموضوع ببساطة شديدة، وتخبره عمَّا يستفسر عنه؛ فإذا وضع يده على صدرها فإنها تُخبِره أنَّ هذا الصدر جعَلَه الله للأمِّ كي تُرضِع صِغارها... وهكذا. ثم تأخُذ الموضوع معه بمحمل الحبِّ والودِّ وتلاعبه؛ أي: تشغله بعدَها عن الموضوع، فإنَّه طفل وتجذبه الألعاب، ومهما فعل لا يقصد إلا النيَّة الطفوليَّة على قدر عمره.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |