|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() الأول ، والآخر ، والظاهر ، والباطن قال الله تعالى : { هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاِهرُ وَالبَاطِنُ }[1] هذه الأسماء الأربعة المباركة قد فسرها النبي صلى الله عليه وسلم تفسيراً جامعاً واضحاً فقال يخاطب ربه : (( اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء ، وأنت الآخر فليس بعدك شيء ، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء ، وأنت الباطن فليس دونك شيء)) [2] إلى آخر الحديث ، ففسر كل اسم بمعناه العظيم ، ونفى عنه ما يضاده وينافيه . فتدبَّر هذه المعاني الجليلة الدالّة على تفرد الرب العظيم بالكمال المطلق والإحاطة المطلقة الزمانية في قوله( الأول والآخر ) والمكانية في ( الظاهر والباطن ). الأول يدل على أن كل ما سواه حادث كائن بعد أن لم يكن ، ويوجب للعبد أن يلحظ فضل ربه في كل نعمة دينية أو دنيوية، إذ السبب والمسبب منه تعالى . الآخر يدل على أنه هو الغاية ، والصمد الذي تصمد إليه المخلوقات بتألهها، ورغبتها، ورهبتها، وجميع مطالبها. الظاهر يدل على عظمة صفاته واضمحلال كل شيء عند عظمته من ذوات وصفات على علوه . الباطن يدل على إطلاعه على السرائر ، والضمائر، والخبايا، والخفايا، ودقائق الأشياء، كما يدل على كمال قربه ودنوه . ولا يتنافى الظاهر والباطن لأن الله ليس كمثله شيء في كل النعوت[3] . [1] سورة الحديد آية 3 [2] مسلم 4/2084 [3] الحق الواضح المبين ص 25 وشرح النونية للهراس2/67 |
#2
|
||||
|
||||
![]() العلي ، الأعلى ، المتعال قال الله تعالى : { وَلاَ يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ العَلِيُّ العَظِيم }[1] وقال تعالى : { سَبِّحْ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى }[2] وقال تعالى : {عَالمُ ُالغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الكَبِيرُ المُتَعَالِ }[3] ذلك دال على أنَّ جميع معاني العلو ثابته لله من كل وجه ، فله علو الذات ، فإنه فوق المخلوقات ، وعلى العرش استوى أي علا وارتفع . وله علو القدر وهو علو صفاته وعظمتها فلا يماثله صفة مخلوق ، بل لا يقدر الخلائق كلهم أن يحيطوا ببعض معاني صفة واحدة من صفاته، قال تعالى : { ولا يحيطون به علما }[4] وبذلك يعلم أنه ليس كمثله شيء في كل نعوته، وله علو القهر، فإنه الواحد القهار الذي قهر بعزته وعلوه الخلق كلهم ، فنواصيهم بيده، وما شاء كان لا يمانعه فيه ممانع ، وما لم يشأ لم يكن ، فلو اجتمع الخلق على إيجاد ما لم يشأه الله لم يقدروا ، ولو اجتمعوا على منع ما حكمت به مشيئته لم يمنعوه ، وذلك لكمال اقتداره ، ونفوذ مشيئته ، وشدة افتقار المخلوقات كلها إليه من كل وجه .[5] [1] سورة البقرة آية 255 [2] سورة الأعلى آية 1 [3] سورة الرعد الآية 13 [4] سورة طه آية 110 [5] الحق الواضح المبين ص26 وشرح النونية للهراس2/68 |
#3
|
||||
|
||||
![]() العظيم قال الله تعالى : {وَلاَ يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ العَلِيُّ العَظِيم}[1] الله تعالى عظيم ، له كل وصف ومعنى يوجب التعظيم ، فلا يقدر مخلوق أن يثني عليه كما ينبغي له ولا يحصي ثناء عليه ، بل هو كما أثنى على نفسه وفوق ما يثني عليه عباده . واعلم أنه معاني التعظيم الثابتة لله وحده نوعان : أحدهما: أنه موصوف بكل صفة كمال ، وله من ذلك الكمال أكمله، وأعظمه، وأوسعه، فله العلم المحيط ، والقدرة النافذة ، والكبرياء والعظمة ، ومن عظمته أن السماوات والأرض في كفِّ الرحمن أصغر من الخردلة كما قال ذلك ابن عباس وغيره ، وقال تعالى: { وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه }[2]، وقال تعالى : {إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده }[3]، وقال تعالى : { وهو العلي العظيم } ، { تكاد السماوات يتفطرن من فوقهن }[4]الآية. وفي الصحيح عنه صلى الله عله وسلم : (( إن يقول الكبرياء ردائي والعظمة إزاري، فمن نازعني واحداً منهما عذبته ))[5] فلله تعالى الكبرياء والعظمة ، الوصفان اللذان لا يقدر قدرهما ولا يبلغ كنههما . النوع الثاني : من معاني عظمته تعالى أنه لا يستحق أحد من الخلق أن يعظم كما يعظم الله فيستحق جل جلاله من عباده أن يعظموه بقلوبهم، وألسنتهم ، وجوارحهم، وذلك ببذل الجهد في معرفته ، ومحبته والذل له ، والانكسار له، والخضوع لكبريائه، والخوف منه، وإعمال اللسان بالثناء عليه، وقيام الجوارح بشكره وعبوديته. ومن تعظيمه أن يتقى حق تقاته، فيطاع فلا يعصى، ويذكر فلا ينسى، ويشكر فلا يكفر. ومن تعظيمه تعظيم ما حرمه وشرعه من زمان ومكان وأعمال : { ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب}[6] وقوله تعالى { ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه} [7] ومن تعظيمه أن لا يعترض على شيء مما خلقه . [1] سورة البقرة آية 255. [2] سورة الزمر آية 67 [3] سورة فاطر الآية 41 [4] سورة الشورى الآية 5 [5] رواه مسلم 4/2023 وأبو داود 4/59وابن ماجه 2/1397، وأحمد 2/376 بألفاظ متقاربة . [6] سورة الحج آية 32 [7] سورة الحج آية 30 |
#4
|
||||
|
||||
![]() المجيد (المجيد ) الذي له المجد العظيم ، والمجد هو عظمة الصفات وسعتها، فكل وصف من أوصافه عظيم شأنه : فهو العليم الكامل في علمه ، الرحيم الذي وسعت رحمته كل شيء، القدير الذي لا يعجزه شيء، الحليم الكامل في حلمه ، الحكيم الكامل في حكمته، إلى بقية أسمائه وصفاته[1] التي بلغت غاية المجد فليس في شيء منها قصور أو نقصان[2] قال تعالى : { رَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ البَيْتِ إنَِّهُ حَمِيدٌ مَجِيد }[3]. [1] الحق الواضح المبين ص33 وشرح النونية للهراس2/71 [2] المرجع السابق 2/71 [3] سورة هود الآية 73 |
#5
|
||||
|
||||
![]() الكبير وهو سبحانه وتعالى الموصوف بصفات المجد، والكبرياء، والعظمة، والجلال، الذي هو أكبر من كل شيء، وأعظم من كل شيء، وأجل وأعلى. وله التعظيم والإجلال، في قلوب أوليائه وأصفيائه. قد ملئت قلوبهم من تعظيمه،وإجلاله، والخضوع له، والتذلل لكبريائه[1] قال الله تعالى : { ذَلِكَ بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنِوا فَالحُكْمُ للهِ العَلِيّ الكَبِير }[2]. [1] تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان للسعدي 5/622 [2] سورة غافر الآية 12 |
#6
|
||||
|
||||
![]() السميع قال الله تعالى : { وكان الله سميعاً بصيراً }[1] وكثيراً ما يقرن الله بين صفة السمع والبصر فكل من السمع والبصر محيط بجميع متعلقاته الظاهرة ، والباطنة فالسميع الذي أحاط سمعه بجميع المسموعات، فكل ما في العالم العلوي والسفلي من الأصوات يسمعها سرّها وعلنها وكأنها لديه صوت واحد ، لا تختلط عليه الأصوات، ولا تخفى عليه جميع اللغات، والقريب منها والبعيد والسر والعلانية عنده سواء : { سواءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ القَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِالليْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ }[2] ، { قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير }[3] قالت عائشة رضي الله عنها : تبارك الذي وسع سمعه الأصوات ، لقد جاءت المجادلة تشتكي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا في جانب الحجرة ، وإنه ليخفى علي بعض كلامها، فأنزل الله : { قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها }[4] الآية ، وسمعه تعالى نوعان : أحدهما : سمعه لجميع الأصوات الظاهرة والباطنة الخفية والجلية ، وإحاطته التامة بها . الثاني : سمع الإجابة منه للسائلين والداعين والعابدين فيجيبهم ويثيبهم ، ومنه قوله تعالى: { إن ربي لسميع الدعاء}[5] وقول المصلي (سمع الله لمن حمده ) أي استجاب . [1] سورة النساء الآية134 [2] سورة الرعد الآية 10 . [3] سورة المجادلة الآية 1 . [4] سورة المجادلة الآية1 [5] سورة إبراهيم الآية39 |
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |