|
ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() حياة من الجن وجن من الحيات د. محمد بن مجدوع الشهري الحَمْدُ لِلَّهِ جَعَلَ فِي كُلِّ شَيْءٍ آيَةً، وَفِي كُلِّ مَخْلُوقٍ حِكْمَةً وَعِبْرَةً، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَـهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، جَلَّتْ قُدْرَتُهُ، وَعَظُمَتْ آيَاتُهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا. أَمَّا بَعْدُ: فَأُوصِيكُمْ وَنَفْسِيَ بِتَقْوَى اللَّهِ، فَالتَّقْوَى سُلَّمُ السَّلَامَةِ، وَمِفْتَاحُ النَّجَاةِ، وَالْحِصْنُ الْحَصِينُ مِنْ كُلِّ آفَةٍ وَبَلِيَّةٍ. أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ، مَعَ فصل الصَّيْفِ، تَنْتَشِرُ فِي الأَرْضِ الْحَيَّاتُ وَالْعَقَارِبُ، تَخْرُجُ مِنْ جُحُورِهَا، وَتَسْعَى فِي الأَرْضِ لِطَلَبِ رِزْقِهَا، وقَدْ تَكُونُ سَبَبًا فِي هَلَاكِ نَفْسٍ أَوْ أَذًى بَلِيغٍ، فَكَانَ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ أَنْ بَيَّنَ لَنَا سُبُلَ الوِقَايَةِ وَالتَّحَصُّنِ؛ ففِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((اقْتُلُوا الْحَيَّاتِ، وَمَنْ تَرَكَهُنَّ خَوْفَ الْعَاقِبَةِ فلَيْسَ مِنَّا))؛ رواه مسلم، وَفِي رِوَايَةٍ: ((اقْتُلُوا الْحَيَّاتِ وَالْأَبْتَرَ وَذَا الطُّفْيَتَيْنِ؛ فَإِنَّهُمَا يَطْمِسَانِ الْبَصَرَ، وَيَسْتَسْقِطَانِ الْحَبَلَ))؛ رواه البخاري ومسلم (أَيْ: يُسَبِّبَانِ الْعَمَى وَالإِجْهَاضَ، وَهَذَا مِنْ أَعْظَمِ الْمَفَاسِدِ)، قَالَ العُلَمَاءُ: أَمر بِقَتْلِ الْحَيَّاتِ الَّتِي فِيهَا ضَرَرٌ وَفَسَادٌ؛ لِصِيَانَةِ النُّفُوسِ وَالذُّرِّيَّةِ، وَإِبْقَاءِ الْبَصَرِ وَالْأَجِنَّةِ، قَالَ الْإِمَامُ النَّوَوِيُّ: "ذُو الطُّفْيَتَيْنِ:حَيَّةٌ عَلَى ظَهْرِهَا خَطَّانِ أَسْوَدَانِ، وَالأَبْتَرُ: قَصِيرُ الذَّنَبِ"... فَإِنْ وجدت فِي الْبُيُوتِ؟ فَهَلْ نَبْتَدِرُهُا بِالْقَتْلِ؟ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ، قال صلى الله عليه وسلم: ((إِنَّ بِالْمَدِينَةِ جِنًّا قَدْ أَسْلَمُوا، فَإِذَا رَأَيْتُمْ مِنْهُمُ الْحَيَّات فَآذِنُوهَا ثَلَاثًا، فَإِنْ بَدَتْ لَكُمْ بَعْدُ فَاقْتُلُوهَا؛ فَإِنَّهَا شَيْطَانٌ))، وَفِي رِوَايَةٍ لمسلم: ((إِنَّ لِهَذِهِ الْبُيُوتِ عَوَامِرَ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ شَيْئًا فَحَذِّرُوهُ ثَلَاثًا، فَإِنْ رَجَعَ وَإِلَّا فَاقْتُلُوهُ؛ فَإِنَّهُ كَافِرٌ)) (العَوَامِرُ: هُمُ الجِنُّ السَّاكِنُونَ فِي الْبُيُوتِ، وَقَدْ أَسْلَمَ بَعْضُهُمْ، وَنُهِيْنَا عَنْ ظُلْمِهِمْ). وقال صلى الله عليه وسلم: ((إن الهوام من الجن؛ فمن رأى في بيته شيئًا فليحرج عليه ثلاث مرات، فإن عاد فليقتله؛ فإنه شيطان))، قَالَ العُلَمَاءُ: الإنذارُ يكون بثلاثة أيام أو ثلاث مرّات، يُقال فيه ألفاظٌ كالتَّحذِير؛ مثل: "أُنذِرُكِ بِاللَّهِ أَيَّتُهَا الحَيَّةُ، اخْرُجِي مِنْ مَكَانِكِ، فَإِنِّي أُرِيدُ قَتْلَكِ" ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، قَالَ الإِمَامُ القُرْطُبِيُّ: "فِيهِ أَنَّهُ لَا يقْتَلُ الْحَيَّة فِي الدَّارِ حَتَّى تُنْذَرَ، فَإِنْ لَمْ تَنْصَرِفْ بَعْدَ ثَلَاثٍ قُتِلَتْ؛ وَذَلِكَ لِاحْتِمَالِ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجِنِّ الَّذِينَ أَسْلَمُوا". قَالَ الإِمَامُ النَّوَوِيُّ: "فَإِنْ بَقِيَ بَعْدَ الإِنْذَارِ قُتِلَ؛ لِأَنَّهُ عَصَى"، قَالَ بَعْضُ السَّلَفِ: فَإِنْ لَمْ تَنْصَرِفْ فَهِيَ حَيَّةٌ عَادِيَّةٌ تُقْتَلُ، وقد اختلف أهل العلم في المراد بتكرار الإنذار ثلاثًا؛ فقد جاء الفتح: ثلاث مرات. وقيل: ثلاثة أيام...ورجح ابن العربي أنه يكون ثلاث مرات، وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: بينما نحن مع النبي صلى الله عليه وسلم في غار بمنًى (لعله في عمرة أو حجة وداع في منى) إذ نزل عليه (أي: القرآن والوحي) ﴿وَالْمُرْسَلَاتِ﴾ (هي السورة التي نزلت عليه) وإنه لَيتلوها، وإني لأتلقاها من فيه، وإن فاه لَرَطِبٌ بها؛ إذ وثبت علينا حية، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اقتلوها، فابتدرناها (أي: سارعنا لقتلها) فذهبت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: وُقِيَت شرَّكم، كما وقيتم شرها)؛ رواه البخاري ومسلم. ولم يأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بإنذار ولا تحريج؛ لأنها لم تكن من عوامر البيوت..فدَلَّ على أن ذلك الإنذار إنما هو لمن في الحضر، لا لمن يكون في القفر، والصحيح أن الإنذار ثلاث مرات في حالة واحدة؛ لأنا لو جعلناها ثلاث مرات في ثلاث حالات لكان ذلك استدراجًا لهن وتعريضًا لمضرتهن،... فإذا قيل: كيف ينذر بالقول ويحرج بالعهد على البهائم والحشرات، وهي لا تعقل الأقوال، ولا تفهم المقاصد والأغراض؟ قلنا: الحيات على قسمين: قسم حية على أصلها، فبيننا وبينها العداوة الأصلية، كما قال صلى الله عليه وسلم: ((ما سالمناهن منذ حاربناهن)). فهذا القسم يقتل ابتداء من غير إنذار ولا إمهال؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((اقتلوا الأبتر وذا الطفيتين))، فإن كانت على غير هذه الهيئة احتمل أن تكون حية أصلية، واحتمل أن تكون جنيًّا تصور بصورتها، فلا يصح الإقدام بالقتل على المحتمل، لئلا يصادف منهيًّا عنه حسبما يروى عن عروس بالمدينة حين قتل الحية، فلم يعلم أيهما كان أسرع موتًا هو أم الحية. ويكشف هذا الخفاء الإنذار، فإن أصَرَّ كان علامة على أنه ليس بمؤمن، أو أنه من جملة الحيات الأصليات؛ إذ لم يؤذن للجن في التصور بالأبتر وذا الطفيتين، والإنذار في ما سواهما مما كان في البيوت...وعلينا الحذر من الهَوَامِّ والحيات أثناء السفر عند اختيار مكان للنزول وعند الحل والترحال؛ قال صلى الله عليه وسلم: (إياكم والتعريس (أي: البيات) على جَوَادِّ الطريق (أي: النوم على وسط الطريق) والصلاة عليها؛ فإنها طُرُق الدواب، ومأوى الحيات والسباع بالليل، وإياكم وقضاء الحاجة عليها؛ فإنها من الملاعن)؛ رواه مسلم، (الملاعن: الأمكنة الجالبة للعن إلى من يطؤها؛ بسبب كثرة حاجة الناس إليها، إذا فعلت ذلك، وقضيت حاجتك في وسط الطريق، جلبت اللعنة لنفسك إذا وطِئه إنسانٌ). عباد الله، ومما أُمِرنا بقتلها في الحل والحرم؛ ما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم قال: ((خمس من الدواب كلها فواسق، يُقتَلْنَ في الحل والحرم، وفي الصلاة أيضًا:الحية، والغراب الأبقع (هو الذي في ظهره أو بطنه بياض) والفأرة، والكلب العقور (أي: يعَض ويؤذي الناس بلا سبب) والحَدَأَة (التي تختطف الطيور) والعقرب)؛ رواه الشيخان. قال الدميري: "نبَّه بذكر هذه الخمسة على جواز قتل كل مضرٍّ، فيجوز للإنسان أن يقتل الفَهْدَ والنَّمِرَ، والذئب والصقر، والشاهين والباشق، والزُّنْبُور والبُرْغُوث، والبَقَّ والبعوض، والوزغ والذباب، والنمل إذا آذاه، فهذه الأنواع يُستحَب قتلها للمحرِم وغيره"، قتل دون إحراق بالنار...وفي آخر الزمان من علامات الساعة أن ينتهي ضرر ذوات السموم من الزواحف؛ الحشرات والحيات وغيرها؛ قال صلى الله عليه وسلم في حديث نزول عيسى عليه السلام في آخر الزمان: ((...ويلعب الصبيان والغلمان بالحيات، لا تضرهم...))؛ رواه أحمد وصححه الألباني. أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ، فَمِنَ السُّنَّةِ وَالْحِكْمَةِ وَالْعَقْلِ أَنْ نَأْخُذَ بِالأَسْبَابِ في زَمَنٍ تَفَشَّى فِيهِ الْخَوْفُ مِنَ الْأَمْرَاضِ، وَالْهَلَعُ مِنَ السُّمُومِ، وَالْقَلَقُ مِنَ الْأَسْحَارِ وَالشُّرُورِ، فقد جَاءَنَا الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم بِوَقَايَةٍ عَجِيبَةٍ، وَدِرْعٍ إِلٰهِيٍّ، مَنِ اسْتَمْسَكَ بِهِ سَلِمَ وَنَجَا، يَقُولُ نَبِيُّنَا صلى الله عليه وسلم: ((مَن تَصَبَّحَ سَبْعَ تَمَرَاتٍ عَجْوَةً، لَمْ يَضُرَّهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ سُمٌّ وَلَا سِحْرٌ))؛ رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ، ففِيه بَيَانٌ لِمَا فِي الْعَجْوَةِ مِنْ بَرَكَةٍ وَشِفَاءٍ، فَهِيَ سَبَبٌ فِي حِفْظِ الْبَدَنِ وَالدِّينِ، فَتَمْرَةُ الْعَجْوَةِ غِنًى فِي الْغِذَاءِ، وَتقوية دِفَاع الْجِهَازِ الْمَنَاعِيِّ، وَسَبْعُهَا سِتْرٌ مِنَ الْأَسْحَارِ وَالْأَذِيَّةِ، وَقَدْ ثَبَتَ فِي الطِّبِّ الْحَدِيثِ أَنَّ التَّمْرَ يُقَوِّي الأَعْصَابَ، وَيُنَظِّمُ الضَّغْطَ، وَيَحْتَوِي عَلَى مَضَادَّاتٍ لِلسُّمُومِ؛ كَالْفِلاڤُونُويْدَاتِ وَالْبُولِيفِينُول ..أَلَا فَاحْرِصُوا عَلَى هَذِهِ السُّنَّةِ، وَعَلِّمُوهَا أَهْلَكُمْ وَأَطْفَالَكُمْ، فَإِنَّهَا دِرْعٌ مَفْقُودٌ عِنْدَ كَثِيرٍ، وَسَهْمٌ نَافِذٌ فِي الْوِقَايَةِ الْكَوْنِيَّةِ...كما جَاءَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: ((مَن نَزَلَ مَنْزِلًا، فَقَالَ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ، لَمْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ حَتَّى يَرْتَحِلَ مِنْ مَنْزِلِهِ ذَاكَ))؛ رَوَاهُ مُسْلِمٌ، فَمَا أَكْرَمَ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ! وَمَا أَعْظَمَ نَفْعَهَا! مَنْ قَالَهَا عِنْدَ النُّزُولِ فِي مَنْزِلٍ، فِي بَرٍّ أَوْ فِي فُنْدُقٍ، فِي خَيْمَةٍ أَوْ فِي بَيْتٍ، كَانَ فِي جِوَارِ اللهِ، وَفِي كَنَفِ حِمَايَتِهِ. "كَلِمَاتُ اللهِ التَّامَّاتُ" هِيَ الَّتِي لَا نَقْصَ فِيهَا، وَلَا خَلَلَ، وَلَا زَلَلَ، (﴿مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ﴾ [الفلق: 2]؛ أَي: الْإِنْسِ، وَالْجِنِّ، وَالدَّوَابِّ، وَالْهَوَامِّ)...قَالَ الشيخ ابْنُ بَازٍ رَحِمَهُ اللهُ: "قَدْ جَرَّبْنَاهُ وَوَجَدْنَاهُ نَافِعًا عَظِيمًا، فَاحْفَظْهُ وَلَا تَنْسَهُ...فَاتَّقُوا اللَّهَ أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ، وَخُذُوا بِهَدْيِ النُّبُوَّةِ فِي كُلِّ شَيْءٍ، حَتَّى فِي التَّعَامُلِ مَعَ الْحَيَّاتِ وَالْهَوَامِّ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ السَّلَامَةَ فِي الْأَبْدَانِ، وَالْعَافِيَةَ فِي الْأَوْطَانِ، وَالْحِفْظَ مِنْ كُلِّ سُوءٍ وَهَامَّةٍ وَدَابَّةٍ، وَاجْعَلْنَا فِي كَنَفِكَ وَحِفْظِكَ وَرِعَايَتِكَ. الخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ الحمدُ للهِ الَّذِي جَعَلَ فِي دِينِنَا الشِّفَاءَ، وَفِي سُنَّةِ نَبِيِّنَا الْوِقَايَةَ وَالدَّوَاءَ، أَحْمَدُهُ تَعَالَى وَأَشْكُرُهُ، أَمَرَ بِالْأَخْذِ بِالأَسْبَابِ، وَشَرَعَ الدِّفَاعَ عَنِ الأَنْفُسِ وَالدِّيَارِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَـهَ إِلَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، جَلَّتْ حِكْمَتُهُ وَعَظُمَ أَمْرُهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا مَزيدًا.أَمَّا بَعْدُ: عِبَادَ اللهِ، وَمِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ الْوِقَايَةِ: التَّحَصُّنُ بِذِكْرِ اللَّهِ، قال صلى الله عليه وسلم: ((مَن قال: بسمِ اللهِ الذي لا يَضرُّ مع اسمِه شيءٌ في الأرضِ ولا في السماءِ وهو السميعُ العليمِ، ثلاث مراتٍ، لم تصبْه فجأةُ بلاءٍ حتى يُصبحَ، ومَن قالها حينَ يُصبحُ ثلاثَ مراتٍ لم تُصبْه فجأةُ بلاءٍ حتى يُمسي))، وفي رواية: ((لم يضره شيء))؛ رواه الترمذي، وَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ: ((إِذَا دَخَلَ الرَّجُلُ بَيْتَهُ، فَذَكَرَ اللَّهَ عِنْدَ دُخُولِهِ وَعِنْدَ طَعَامِهِ، قَالَ الشَّيْطَانُ:لَا مَبِيتَ لَكُمْ وَلَا عَشَاءَ)). عبادالله، فإذا ما وقع المحذور فما الشفاء؟ عن عبدالرحمن بن الأسود، عن أبيه قال: «سألت عائشة عن الرقية من الحمة، فقالت: رخص النبي صلى الله عليه وسلم الرقية من كل ذي حمة»؛ أخرجه البخاري، (الْمُرَاد بِهَا ذَوَات السُّمُوم)، وَفِي رِوَايَة: (رَخَّصَ فِي الرُّقْيَة مِن الْحَيَّة وَالْعَقْرَب). وعن أبي سعيد «أن رهطًا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم انطلقوا في سفرة سافروها حتى نزلوا بحي من أحياء العرب، فاستضافوهم فأبوا أن يضيفوهم، فلدغ سيد ذلك الحي، فسعوا له بكل شيء لا ينفعه شيء، فقال بعضهم: لو أتيتم هؤلاء الرهط الذين قد نزلوا بكم، لعله أن يكون عند بعضهم شيء، فأتوهم، فقالوا: يا أيها الرهط، إن سيدنا لدغ فسعينا له بكل شيء لا ينفعه شيء، فهل عند أحدكم شيء، فقال بعضهم: نعم والله إني لراق، ولكن والله لقد استضفناكم فلم تضيفونا، فما أنا براقٍ لكم حتى تجعلوا لنا جعلًا، فصالحوهم على قطيع من الغنم، فانطلق فجعل يتفل ويقرأ: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ حتى لكأنما نشط من عقال، فانطلق يمشي ما به قلبة، قال: فأوفوهم جعلهم الذي صالحوهم عليه، فقال بعضهم: اقسموا، فقال الذي رقى: لا تفعلوا حتى نأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فنذكر له الذي كان، فننظر ما يأمرنا، فقدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا له، فقال: وما يدريك أنها رقية؟ أصبتم، اقسموا واضربوا لي معكم بسهم»؛ أخرجه البخاري. أُمَّةَ الإِيمَانِ، إِنَّ فِي سُنَنِ نَبِيِّكُمْ حِكَمًا تَفُوقُ مَعَارِفَ الأَطِبَّاءِ، وَوِقَايَاتٍ تُغْنِي عَنْ أَلْفِ دَوَاءٍ، فَاعْمَلُوا بِهَا تَسْلَمُوا، وَتَمَسَّكُوا بِهَا تَهْتَدُوا، وَعَلِّمُوهَا أَوْلَادَكُمْ فَهِيَ أَعْظَمُ حِصْنٍ فِي زَمَنِ الْمَخَاوِفِ وَالْفِتَنِ...اللَّهُمَّ احْفَظْنَا بِكَلِمَاتِكَ التَّامَّاتِ، وَارْزُقْنَا الْعَمَلَ بِسُنَّةِ نَبِيِّكَ فِي كُلِّ حَالٍ، وَارْزُقْنَا الْعَافِيَةَ فِي الدِّينِ وَالدُّنْيَا، اللَّهُمَّ اشْفِ مَرْضَانَا، وَاحْفَظْ أَبْدَانَنَا، وَسَلِّمْ أَوْلَادَنَا، وَاجْعَلْنَا مِنَ الْمُتَّبِعِينَ لِسُنَّةِ نَبِيِّكَ الْكَرِيمِ، اللَّهُمَّ احْفَظْنَا وَذُرِّيَّاتِنَا وَمَن نُحِبُّ مِنْ كُلِّ ذِي شَرٍّ وَسُوءٍ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَوَامِّ وَالْحَيَّاتِ وَالْعَقَارِبِ.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |