|
ملتقى القصة والعبرة قصص واقعية هادفة ومؤثرة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() الإجازة من عمرك المسلم الحق يغالي في الحرص على الوقت مغالاة شديدة؛ لأنّ الوقت عمره، فإذا سمح بضياعه، وترك العوادي تنهبه، فهو ينتحرُ بهذا المسلك الغافل، فكلُّ مفقودٍ عسى أن تسترجعه إلا الوقت، فهو إن ضاعَ لم يتعلّق بعودته أمل، ولذلك كان الوقت أنفسَ ما يملكه إنسانٌ، وكان على العاقل أن يستقبلَ أيامّه استقبالَ الضنين بالثروة الرائعة، لا يفرّطُ في قليلها ناهيك عن كثيرِها، ويجتهد أن يضعَ كلَّ شيء- مهما صغُر- بموضعه اللائق به. وإن الإنسانَ ليسيرُ حثيثاً إلى الله، وكلُّ دورة للفلك تتمخّضُ عن صباح جديد ليست إلا مرحلةً من مراحل الطريق الذي لا توقّف فيه أبداً، أفليسَ من العقل أنْ يدركَ المرءُ هذه الحقيقة، وأن يجعلها نُصبَ عينيه، وهو يستبينُ ما وراءه وما أمامه، ومِنَ الخداع أن يحسب المرء نفسه واقفاً والزمن يسير! إنه خداعُ النظر حين يخيل لراكب القطارِ أنَّ الأشياءَ تجري وهو جالسٌ. والواقع أنَّ الزمنَ يسيرُ بالإنسان نفسه إلى مصيره العتيدِ.زهرة العمر أخي الشاب، إن أيام الشباب هي زهرة العمر، وأيام الإجازة هي من عمرك، فإذا قضيتها في الخير والصلاح، والتعلم والتعليم، وفي المراكز الصيفية، والمخيمات والرحلات المفيدة فإنه يحصل لك الخير الكثير، قال الشيخ ابن باز -رحمه الله وقد أوصى الشباب بوصايا عظيمة لاستغلال أوقاتهم في الإجازة الصيفية- فقال: «فإنه يسرني أن أوصي الشباب خصوصا والمسلمين عموما بتقوى الله-عز وجل-أينما كانوا باستغلال هذه الإجازة فيما يرضي الله عنهم ويعينهم على أسباب السعادة والنجاة، ومن ذلك شغل هذه الإجازة بمراجعة الدروس الماضية والمذاكرة فيها مع الزملاء لتثبيتها والاستفادة منها في العقيدة والأخلاق والعمل، كما أوصي جميع الشباب بشغل هذه الإجازة بالاستكثار من قراءة القرآن الكريم بالتدبر والتعقل وحفظ ما تيسر منه؛ لأن هذا الكتاب العظيم هو أصل السعادة لجميع المسلمين، وهو ينبوع الخير ومنبع الهدى، أنزله الله-سبحانه-تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين، وجعله -سبحانه- هادياً للتي هي أقوم، ورغب عباده في تلاوته وتدبر معانيه، كما قال -سبحانه- :{أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَ وقال تعالى: كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ}، وقال -عز وجل-: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ}.تلاوة القرآن وتدبر معانية فنصيحتي للشباب ولجميع المسلمين أن يكثروا من تلاوته وتدبر معانيه، وأن يتدارسوه بينهم للعلم والاستفادة، وأن يعملوا به أينما كانوا، كما أوصيهم بالعناية بسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحفظ ما تيسر منها ولا سيما في هذه الإجازة مع العمل بمقتضاها؛ لأنها الوحي الثاني والأصل الثاني من أصول الشريعة.كما أوصي جميع الشباب بالحذر من السفر إلى بلاد غير المسلمين؛ لما في ذلك من الخطر على عقيدتهم وأخلاقهم، ولأن بلاد المسلمين في أشد الحاجة إلى بقائهم فيها للتوجيه والإرشاد والتناصح والتعاون على البر والتقوى والتواصي بينهم بالحق والصبر عليه. إنَّ شباب الإسلام الذين نريد، هم نجوم التوحيد، وهم الفجر لهذا الدين، إنهم شباب عرفوا الحياة، وعرفوا أنهم سوف يقفون بين يدي علاَّم الغيوب، شباب جعلوا كتاب الله -تعالى- رفيقهم وربيع قلوبهم، لا تفوتهم الصلوات ولا تكبيرة الإحرام في جماعة؛ لأنهم يريدون جنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين!. اعداد: الفرقان
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |