
27-01-2025, 02:35 PM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,347
الدولة :
|
|
تحريم ادعاء بنوة الله أو محبته جل جلاله وتقدست أسماؤه
تحريم ادَّعاء بُنُوَّة الله أو محبتِه جل جلاله وتقدست أسماؤه
فواز بن علي بن عباس السليماني
قال الله تعالى: ﴿ وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ ﴾ [المائدة:18].
قال الحافظ ابن كثير في «تفسيره» (3 /68): قال تعالى رادًّا على اليهود والنصارى في كذبهم وافترائهم: ﴿ وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللهِ وَأَحِبَّاؤُهُ ﴾؛ أي: نحن منتسبون إلى أنبيائه، وهم بنوه وله بهم عناية، وهو يحبنا، ونقلوا عن كتابهم أن الله تعالى قال لعبده إسرائيل: أنت ابني بكري، فحملوا هذا على غير تأويله، وحرَّفوه، وقد ردَّ عليهم غير واحد ممن أسلم من عقلائهم، وقالوا: هذا يطلق عندهم على التشريف والإكرام، كما نقل النصارى عن كتابهم أن عيسى قال لهم: إني ذاهب إلى أبي وأبيكم، يعني: ربي وربكم.
ومعلوم أنهم لم يدَّعوا لأنفسهم من البنوة ما ادَّعوها في عيسى عليه السلام، وإنما أرادوا بذلك مَعزتهم لديه وحُظوتهم عنده، ولهذا قالوا: نحن أبناء الله وأحباؤه؛ قال الله تعالى رادًّا عليهم:﴿ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ ﴾؛ أي: لو كنتم كما تدَّعون أبناءه وأحباءه، فلم أعد لكم نار جهنم على كفرِكُم وكذِبِكُم وافتِرائِكُم؟ وقد قال بعض شيوخ الصوفية لبعض الفقهاء: أين تجد في القرآن أن الحبيب لا يعذب حبيبه؟ فلم يَرُدَّ عليه، فتلا الصوفي هذه الآية: ﴿ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ ﴾، وهذا الذي قاله حسن، وله شاهد في «المسند»[1]، عن أنس س قال: مرَّ النبي صلى الله عليه وسلم في نفر من أصحابه، وصبي في الطريق، فلما رأت أُمَّه القوم خشيت على ولدها أن يوطأ، فأقبلت تسعى وتقول: ابني ابني، وسَعَتْ فأخذته، فقال القوم: يا رسول الله، ما كانت هذه لتلقي ابنها في النار، قال: فخفَّضَهم النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: (لا والله ما يُلقي حبيبه في النار)؛ اهـ.
[1] صحيحٌ: رواه أحمد برقم (12018)، راجع: «تحقيق المسند» (19 /75) للشيخ الأرنؤوط.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|