التأهيل الرباني لشخصية النبي صلى الله عليه وسلم - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1059 - عددالزوار : 125596 )           »          طريقة عمل ساندوتش دجاج سبايسى.. ينفع للأطفال وللشغل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          وصفات طبيعية للتخلص من حب الشباب بخطوات بسيطة.. من العسل لخل التفاح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          طريقة عمل لفائف الكوسة بالجبنة فى الفرن.. وجبة خفيفة وصحية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          وصفات طبيعية لتقشير البشرة.. تخلصى من الجلد الميت بسهولة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          هل تظل بشرتك جافة حتى بعد الترطيب؟.. اعرفى السبب وطرق العلاج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          استعد لدخول الحضانة.. 6 نصائح يجب تنفيذها قبل إلحاق طفلك بروضة الأطفال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          سنة أولى جواز.. 5 نصائح للتفاهم وتجنب المشاكل والخلافات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          طريقة عمل العاشوراء بخطوات بسيطة.. زى المحلات بالظبط (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          طريقة عمل لفائف البطاطس المحشوة بالدجاج والجبنة.. أكلة سهلة وسريعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث > ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم قسم يختص بالمقاطعة والرد على اى شبهة موجهة الى الاسلام والمسلمين

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 28-01-2024, 01:33 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,668
الدولة : Egypt
افتراضي التأهيل الرباني لشخصية النبي صلى الله عليه وسلم

التأهيل الرباني لشخصية النبي صلى الله عليه وسلم

علي الصلابي


في سيرة حياة النبي (صلى الله عليه وسلم) التي سبقت نزول الوحي على قلبه الأمين، محطاتٌ ومناسبات عدة ينبغي الوقوف عندها لأنها مثلت قصة التدبير الإلهي الذي أهّل سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) لحمل رسالة النبوة وتحمّل أعباء الدعوة، فكانت بمثابة تربية ربانيّة لصنع هذه الشخصية العظيمة بكل جوانبها. ومن أبرز تلك المحطات والتفاصيل في سيرته (صلى الله عليه وسلم) عمله في رعي الأغنام أول حياته، وذلك في محاولة منه – كأي إنسان طبيعي – لكسب قوته والكدح طلباً لرزقه، ولا شك أن في ذلك حكم جليلة، لا سيما وأن هذه المهنة هي نفسها التي امتهنها جميع الأنبياء قبله، فما هي الحكمة الإلهية من عمل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) برعي الأغنام ؟ وما الغاية الإلهية من جعل رعي الغنم مهنةً مشتركة لجميع الأنبياء السابقين عليهم السلام؟
كان أبو طالب مُقِلاً في الرِّزق؛ فعمل النَّبيُّ (صلى الله عليه وسلم) برعي الغنم مساعدةً منه لعمه، فلقد أخبر صلى الله عليه وسلم عن نفسه الكريمة، وعن إخوانه من الأنبياء أنَّهم رعوا الغنم، أمَّا هو فقد رعاها لأهل مكَّة؛ وهو غلامٌ، وأخذ حقَّه عن رعيه، ففي الحديث الصَّحيح قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما بعث الله نبياً إلا رَعى الغنم» فقال أصحابه: وأنت؟ فقال: «نعم! كنت أرعاها على قراريط لأهل مكَّة» [البخاري (2262) وابن ماجه (2149)].
إنَّ رعي الغنم كان يتيح للنَّبيِّ (صلى الله عليه وسلم) الهدوء الذي تتطلَّبه نفسه الكريمة، ويتيح له المتعة بجمال الصَّحراء، ويتيح له التَّطلُّع إلى مظاهر جلال الله في عظمة الخلق، ويتيح له مناجاة الوجود في هدأة الليل، وظلال القمر، ونسمات الأسحار، ويتيح له لوناً من التَّربية النَّفسيَّة: من الصَّبر، والحلم، والأناة، والرَّأفة، والرَّحمة. فكان رعي الغنم للنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم دُربةً ومراناً له على سياسة الأمم.
فرعي الغنم يتيح لصاحبه عدَّة خصالٍ تربويَّةٍ، ومنها:
  1. الصَّبر على الرَّعي من طلوع الشمس إلى غروبها، نظراً لبطء الغنم في الأكل: فيحتاج راعيها إلى الصَّبر، والتَّحمُّل، وكذا تربية البشر. وإنَّ الرَّاعي لا يعيش في قصرٍ منيفٍ، ولا في ترفٍ، وسرفٍ، وإنَّما يعيش في جوٍّ حارٍّ شديد الحرارة، وبخاصَّةٍ في الجزيرة العربيَّة، ويحتاج إلى الماء الغزير؛ ليُذهب ظمأه، وهو لا يجد إلا الخشونة في الطَّعام وشظف العيش، فينبغي أن يحمل نفسه على تحمُّل هذه الظُّروف القاسية ويألفها، ويصبر عليها.
  2. التَّواضع: إذ إنَّ طبيعة عمل الرَّاعي خدمةُ الغنم، والإشرافُ على ولادتها، والقيام بحراستها، والنَّوم بالقرب منها، وربما أصابه ما أصابه من رذاذ بولها، أو شيءٌ من روثها، فلا يتضجَّر من هذا، ومع المداومة والاستمرار يَبْعد عن نفسه الكبر والكبرياء، ويرتكز في نفسه خلق التَّواضع.
وقد ورد في صحيح مسلمٍ: أنَّ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: «لا يدخل الجنَّة من كان في قلبه مثقالُ ذرةٍ من كِبْرٍ». قال رجلٌ: إنَّ الرَّجل يحبُّ أن يكون ثوبه حسناً، ونعله حسناً. فقال صلى الله عليه وسلم: «إنَّ الله جميلٌ يحب الجمال، الكبر: بطرُ الحقِّ، وغَمْطُ النَّاس» [مسلم (91) والترمذي (1999) والحاكم (1/26)] .
  • الشَّجاعة: فطبيعة عمل الرَّاعي الاصطدام بالوحوش المفترسة، فلابدَّ أن يكون على جانبٍ كبيرٍ من الشَّجاعة، تؤهِّله للقضاء على الوحوش، ومنعها من افتراس أغنامه.
  • الرَّحمة والعطف: إنَّ الرَّاعي يقوم بمقتضى عمله بمساعدة الغنم؛ إن هي مرضت، أو كُسرت، أو أصيبت، وتدعو حالة مرضها وألمها إلى العطف عليها، وعلاجها والتَّخفيف من آلامها، فمن يرحم الحيوان يكون أشدَّ رحمةً بالإنسان، وبخاصَّةٍ إذا كان رسولاً أرسله الله تبارك وتعالى لتعليم الإنسان، وإرشاده، وإنقاذه من النَّار، وإسعاده في الدَّارين.
  • حبُّ الكسب من عرق الجبين: إنَّ الله تعالى قادرٌ على أن يغنيَ محمداً صلى الله عليه وسلم عن رعي الغنم، ولكن هذه تربيةٌ له ولأمَّته للأكل من كسب اليد، وعرق الجبين، ورعي الغنم نوعٌ من أنواع الكسب باليد. إنَّ صاحب الدَّعوة يجب أن يستغني عمَّا في أيدي الناس، ولا يعتمد عليهم، فبذلك تبقى قيمته، وترتفع منزلته، ويبتعد عن الشُّبه، والتَّشكيك فيه، ويتجرَّد عمله لله تعالى، ويردُّ شبهة الكفرة الظَّلمة، الَّذين يصوِّرون للنَّاس: أنَّ الأنبياء أرادوا الدُّنيا بدعوتهم. روى البخاريُّ عن المقدام رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما أكل أحدٌ طعاماً قطُّ خيراً من أن يأكل من عمل يده، وإنَّ نبيَّ الله داود عليه السلام كان يأكل من عمل يده» [البخاري (2072)].
ولا شكَّ: أنَّ الاعتماد على الكسب الحلال يكسب الإنسان الحرِّيَّة التَّامَّة، والقدرة على قول كلمة الحقِّ، والصَّدْع بها، وكم من الناس يطأطئون رؤوسهم للطُّغاة، ويسكتون على باطلهم، ويجارونهم في أهوائهم خوفاً على وظائفهم عندهم!.
إنَّ صاحب أيِّ دعوةٍ لن تقوم لدعوته أيُّ قيمةٍ في النَّاس، إذا ما كان كسبه ورزقه من وراء دعوته، أو على أساسٍ مِنْ عطايا النَّاس وصدقاتهم، ولذا كان صاحب الدَّعوة الإسلاميَّة أحرى النَّاس كلِّهم بأن يعتمد في معيشته على جهده الشَّخصيِّ، أو موردٍ شريفٍ لا استجداء فيه؛ حتَّى لا تكون عليه لأحدٍ من النَّاس مِنَّةٌ، أو فضلٌ في دنياه، فيعوقه ذلك من أن يصدع بكلمة الحقِّ في وجهه، غير مبالٍ بالموقع الَّذي قد تقع من نفسه.
وهذا المعنى وإنْ لم يكن قد خطر في بال الرَّسول (صلى الله عليه وسلم) في هذه الفترة؛ إذ إنَّه لم يكن يعلم بما سيوكل إليه من شأنٍ في الدَّعوة والرِّسالة الإلهيَّة، غير أنَّ هذا المنهج الَّذي هيَّأه الله له ينطوي على هذه الحكمة، ويوضح أنَّ الله تعالى قد أراد ألا يكون في شيءٍ من حياة الرَّسول (صلى الله عليه وسلم) قبل البعثة ما يعرقل سبيل دعوته، أو يؤثِّر عليها أيَّ تأثيرٍ سلبيٍّ، فيما بعد البعثة.
إنَّ إقبال النَّبيِّ (صلى الله عليه وسلم) على رعي الأغنام لقصد كسب القوت والرِّزق يشير إلى دلائل مهمَّةٍ في شخصيَّته المباركة؛ منها: الذوق الرَّفيع، والإحساس الدَّقيق اللَّذان جمَّل الله تعالى بهما نبيَّه صلى الله عليه وسلم، فلقد كان عمُّه يحوطه بالعناية التَّامَّة، وكان له في الحنوِّ، والشَّفقة كالأب الشَّفوق، ولكنَّه صلى الله عليه وسلم ما إن آنس في نفسه القدرة على الكسب حتَّى أقبل يكتسب، ويُتعب نفسه لمساعدة عمِّه في مؤونة الإنفاق، وهذا يدلُّ على شهامةٍ في الطَّبع، وبرٍّ في المعاملة، وبذلٍ للوسع.
والدَّلالة الثانية تتعلَّق ببيان نوع الحياة الَّتي يرتضيها الله تعالى لعباده الصَّالحين في دار الدُّنيا، لقد كان سهلاً على الله تعالى أن يهيئ للنَّبيِّ (ﷺ) – وهو في صدر حياته – من أسباب الرَّفاهية ووسائل العيش ما يغنيه عن الكدح ورعاية الأغنام سعياً وراء الرِّزق، ولكنَّ الحكمة الربَّانيَّة تقتضي منَّا أن نعلم: أنَّ خير مال الإنسان ما اكتسبه بكدِّ يمينه، ولقاء ما يقدِّمه من الخدمة لمجتمعه وبني جنسه، وشرُّ المال ما أصابه الإنسان وهو مستلقٍ على ظهره دون أن يرى أيَّ تعبٍ في سبيله، ودون أن يبذل أيَّ فائدةٍ للمجتمع في مقابله.
==================================================
1.علي محمد الصلابي، السيرة النبوية عرض وقائع وتحليل أحداث، ط1، دار ابن كثير، دمشق، 2004، ص 62-65.
2. محمد أبو فارس، السِّيرة النَّبويَّة دراسةٌ وتحليل، دار الفرقان، الطَّبعة الأولى 1418هـ 1997م، عمَّان.
3. محمد الصادق عرجون، محمَّد رسول الله، دار القلم، الطَّبعة الثانية، 1415 هـ 1995 م، ص (1/177)
4. محمد سعيد رمضان البوطي، فقه السيرة، الطَّبعة الحادية عشرة، 1991 م، دار الفكر، دمشق ـ سورية، ص 50.
5. منير غضبان، فقه السِّيرة النَّبويَّة، معهد البحوث العلميَّة، وإحياء التراث ـ مكَّة المكرَّمة، ص 93.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.


التعديل الأخير تم بواسطة ابوالوليد المسلم ; 06-07-2024 الساعة 06:21 AM.
رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 65.97 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 64.25 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (2.60%)]