المحتوى غير اللائق للأطفال

[ابوالوليد المسلم]

المحتوى غير اللائق للأطفال
أ. رضا الجنيدي

السؤال:
♦ الملخص:
فتاة تسأل عن كيفية التعامل مع أختها الصغرى، التي اعتادت مشاهدة المحتوى غير اللائق، وأصبح أمرًا عاديًّا أن تشاهد عادات الأجانب، وهي تسأل: ما الرأي؟

♦ التفاصيل:
أنا في الثامنة عشرة من عمري، أختي الصغرى في الثامنة من عمرها، المشكلة أننا منذ نعومة أظفارها، أعطيناها جهازًا ولم يكن هناك رقابة كافية، الآن بدأنا نلاحظ ما تشاهده؛ فهي تتابع الأجانب، وأصبحت ترى أن عاداتهم السيئة أمرٌ عاديٌّ لنا كمسلمين؛ مثل: وجود الحبيب، والعلاقات غير الشرعية، وغيرها، وحاولنا مرارًا منعها من متابعة هذه الأشياء عن طريق تقييد المحتوى مثلًا، لكنها تجد طرقًا أخرى دائمًا، كما حاولنا أن نشرح لها أن مثل هذه الأشياء خطأ وحرام، ولكنها تعود إليها بعد مدة، وعندما نقرر أخذَ الجهاز منها، تبدأ في البكاء الهستيري المتواصل لساعات طويلة، أشعر أن الأمر مسؤوليتي بصفتي أختها الكبرى؛ إذ إن والديَّ ليس عندهما الخبرة في التعامل مع الأجهزة، أعلم أننا أخطأنا منذ البداية، لكن كيف يمكننا تجاوز المشكلة، الأمر بدأ يصبح مؤرِّقًا بالنسبة إليَّ، فماذا أفعل؟ وجزاكم الله خيرًا.



الجواب:
بارك الله فيك بنيتي، فأنتِ في هذه السنِّ، وتحرصين على أمر أختكِ، أسأل الله أن يرزقكِ الحكمة، ويجعلكِ مباركة أينما كنتِ.

بداية حاولي التقرب إلى أختكِ باللطف، واللين، والود، واجلسي معها جلسات لطيفة خالية من النقد والأوامر، وشاركيها بعض الأنشطة والاهتمامات التي تحبها وتسعد بها؛ وذلك حتى ترتبط بك نفسيًّا، ومن ثَمَّ تصبح أكثر طاعة لكِ واستجابة لإرشاداتكِ.

ساعدي أختكِ على ممارسة بعض الهوايات التي تستثمر فيها وقتها خيرَ استثمار، ولتجد في كلماتكم التشجيع والثناء، كلما تقدمت في هذه الهوايات؛ حتى تشغلها بعض الوقت عن الهاتف.

اجلسي مع والديكِ، واشرحي لهم خطورة الأمر؛ ليكون لهما وقفة مع أختكِ بخصوص أوقات استخدام الهاتف والمحتوى الذي تشاهده، فالأمر في أيديهم، وليس في يديكِ أنتِ.

ساعدي أختكِ على الاقتراب من الله عز وجل باللطف والترغيب، وليكن ذلك من خلال معلمة تمتاز بالحكمة واللطف، والذكاء في التعامل مع الأطفال، فالطفل في هذه السن إذا ارتبط بالمعلم أو المعلمة ارتباطًا إيجابيًّا، سهُل عليه الاستجابة له والتأثر بتوجيهاته.

أسأل الله أن يصلح أختكِ، وينبتها نباتًا حسنًا، ويبارك فيها وفيكِ.