|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() وساوس تتعلق بالإحباط في الحياة أ. هنا أحمد السؤال: ♦ الملخص: امرأة تزوجت حديثًا في سنٍّ متأخرة، وقد كانت تُعالَج من قبلُ نفسيًّا من الوساوس والإحباط والاكتئاب، وكانت تظن أن الزواج هو الحل، لكنها بعد الزواج بدأت تنتابها الوساوس مرة أخرى، وتسأل: ما النصيحة؟ ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا متزوجة منذ سبعة أشهر، وقد تزوجتُ عند سنِّ التاسعة والثلاثين، وفي السابق كنتُ أتردد كثيرًا على الأطباء النفسيين، وأتناول أدوية كثيرة، وقد توقفتُ عن تناول تلك الأدوية قبل خِطبتي بوقت طويل، فقد كنت أُحِسُّ بضيق في صدري، وشيء في حلقي يَخنقني، وتختلط الأفكار في رأسي، ولما خُطبت، قلت لأمي أنني غير مؤهلة للزواج، وكانت ترى أنني ما إن أتزوَّج فسوف أتحسَّن، ولكن على العكس من ذلك، فقد تمَّ الزواج، ولَمَّا أُشفى مما أعاني، فأنا أشعر بنفس الشعور من الضيق والاختناق، وأشعر بالإحباط، وبأنني غير مؤهلة، وقد خدعتُ زوجي، وإلى الآن لم أستطع التأقلم مع حياتي الزوجية، وأجد صعوبة في تقبل المسؤولية، فأشعر من ثَمَّ بالندم، وأفكر في الطلاق، وأحس أن شخصيتي مضطربة وغير سوية، فأشك في تصرفاتي، وأحس أحيانًا بتعب شديد، وصفير في رأسي، وضيق ويأس واكتئاب، وأشعر بأن الله عز وجل تخلَّى عني، ولا يريدني، فأشعر من ثَمَّ بصعوبة في التقرب إلى الله عز وجل، وفي التوبة إليه، أرشدوني، وجزاكم الله خيرًا. الجواب: بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد: فلم نعرف منكِ تشخيصَ الأطباء النفسيين لحالتكِ، ولكن بسؤال أحدهم، يترجح أن يكون السبب هو الوسواس القهري، وهذا مجرد ترجيح قد لا يكون صحيحًا، ولم نعرف منكِ لماذا توقفتِ عن العلاج، هل تحسنت حالتُكِ وقتها أو ماذا؟ لكن يبدو أنكِ تعانين من خَطْبٍ ما سواء كان الوسواس القهري أم غيره، ويحتاج الأمر إلى استشارة طبيبِ أمراض نفسية، وإجراء بعض الفحوصات الطبية، وخاصة أنتِ تقولين: "أحس أحيانًا بتعب شديد، وصفير في رأسي". أول خطوة هي العودة للطبيب النفسي، وخاصة إن كانت حالتكِ قد تحسنت بالعلاج سابقًا. ثانيًا: الطبيب سوف يساعدكِ، ولكن أنتِ مَن ينبغي أن تعالجي نفسكِ، والشفاء بيد الله. ربما كان لتأخُّرِ زواجكِ أثر نفسي عليكِ، وهذا - والحمد لله - قد زال؛ فلا تجعلي الماضي يُفْسِدُ عليكِ الحاضر والمستقبل. ثالثًا: لم نعرف موقف زوجكِ من هذه المشاكل، وما مقدار دعمه لكِ، لكن بلا شكٍّ فإن في يده الكثير ليُقدِّمَهُ لكِ، بل لا أبالغ إذا قلت: إن دعمه لكِ، وصبره عليكِ، هو نصف العلاج، اجلسي معه، وشاركيه كلَّ مخاوفكِ، وتحدثي معه بكل صراحة، واطلبي منه أن يساعدكِ ويصبر عليكِ، وندعو الله أن يكون رجلًا متفهِّمًا. لا توجد أنثى غير مؤهلة للزواج، فهذه سنة الحياة، والله عز وجل خلقنا لها، وحتى تلك التي تعاني عجزًا ما يُيَسِّر الله لها من يتقبَّلها ويرضى بها، وربما جعلت حياته أكثر سعادة من غيرها، فادفعي عنكِ هذا الوسواس. هل تظنين أن الله لا يريدك؟ سمع أحدُ التابعين رجلًا يدعو في صلاته، ويُقسِم على الله بحبِّ الله له أن يستجيبَ دعاءه، فسأله بعد الصلاة: "وما أدراك أن الله يُحبُّك؟، فقال له: أوَ لم يَهْدِني للإسلام؟"، وأيُّ حبٍّ أعظم من هذا! الله يُحبك يا أمةَ الله، لقد هداكِ للإسلام، فأقبِلي على حبِّ الله بحبٍّ مثله، وفي الحديث القدسي ((يَقُولُ اللهُ عز وجل: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ حِينَ يَذْكُرُنِي، إِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ، ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ، ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ هُمْ خَيْرٌ مِنْهُمْ، وَإِنْ تَقَرَّبَ مِنِّي شِبْرًا، تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا، تَقَرَّبْتُ مِنْهُ بَاعًا، وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً))؛ فأحسني الظنَّ بالله؛ فإنه يُحبُّك. ومِفتاح النجاة في الدنيا والآخرة في الإيمان بالله؛ ﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ ﴾ [البقرة: 165]، فالإيمان بالله، والمحافظة على الصلاة والصيام، وقراءة القرآن - هي مفتاح شفائك ونجاتك، فحافظي على هذه العبادة، تذهب عنكِ الوساوس، وينصرفْ عنكِ شياطينها بإذن الله. وهكذا هي الحياة يا أمة الله، انظري حولكِ، ولن تجدي عبدًا إلا وهو مُبتلًى، فهذا العاجز، وذلك المريض، والآخر أسير، وغيرهم لاجئ في غير وطنه، وربما كان لاجئًا في وطنه، وحتى هذا الذي يضحك بالليل والنهار ربما يخفي آلامًا وأوجاعًا لا يتحملها غيره، والنبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: ((إني لأُوعَكُ كما يُوعَكُ رجلانِ منكم))، تخيَّلي، رسول الله يتألم ضعفَ آلام الآخرين! العلاج بالقرآن شفاءٌ لأمراض القلوب، ويصرف عنكِ وساوس الشيطان، وأفضله أن يقرأ المريض القرآن، ويتدبر معانيه، وينوي الاستشفاء به، ويلزمه بعد الشفاء، يتحصن فيه، ويستقوي به، ولا مانعَ أن تبحثي عن المساعدة عند الصالحين الذين يعالجون بالقرآن. وأخيرًا، فلقد عِشْتِ في كَنَفِ أهلِكِ أربعين سنة، لا شك أنكِ كنتِ عضوًا نافعًا في الأسرة، والآن قد عاينتِ الزواج، وفيه قدر كبير مما كنتِ تفعلينه في بيت أسرتكِ، بل هو ما كنتِ تفعلينه في بيت أسرتكِ، بالإضافة إلى رعاية زوجكِ، والاهتمام به، وعلاقتكم الخاصة، فأقْبِلي على الحياة الجديدة بهمَّةٍ وعزمٍ، واغلبي آلامكِ وأوجاعكِ، واشغَلِي وقتكِ كله بما ينفعكِ، وما يُرضي زوجكِ ويُحبِّبه فيكِ، فإنكِ إن وجدتِ الثناء والتقدير عنده، فسوف تتلاشى تلك الفكرة الحمقاء بأنكِ لا تصلحين للزواج. وهذا مِفتاحٌ مهمٌّ للحياة الزوجية السعيدة، البحث عن رضا زوجكِ وراحته، وعسى الله أن ييسِّر لكِ من أمركِ رشدًا.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |