خطيبي تصرفاته مريبة

[ابوالوليد المسلم]

خطيبي تصرفاته مريبة
يسرا سليمان

السؤال:

♦ الملخص:
فتاة عُقد قرانها، وتخشى أن يكون خطيبها بخيلًا أو شخصًا بلا قرار، وتسأل: كيف أعرِف ذلك؟

♦ التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله، أنا فتاة عُقد قراني منذ أربعة أشهر، خطيبي شابٌّ متعلم وطيب وذو خلق ودين، وكريم في التعبير عن مشاعره ولله الحمد، لكن مشكلتي معه أني أخاف أن يكون بخيلًا من الناحية المادية؛ لأنني خلال هذه الفترة لم أرَ منه ما يدل على الكرم، فهو يسكن في مدينة أخرى، وخلال زياراته لنا، كان يحضر هدايا بسيطة جدًّا: عطرًا أو حقيبة، ولم يحضر لي أي هدية ثمينة مثلما يفعل باقي الخطَّاب، مع أن حالته المادية تسمح بذلك، أنا لا أقصد أنني أطمع في الأشياء الثمينة، لكن أريد أن أتأكد أنه ليس بخيلًا، في كل مرة يأتي إلينا ينام في بيتنا، ولا يكلف نفسه بأن يستأجر في فندق، ولا يقترح مثلًا أن يحضر فطورًا أو غداءً، أو أي شيء طوال فترة جلوسه عندنا، أنا أستحيي من تصرفاته أمام أهلي، ولا أستطيع أن أخبره؛ لأنني أراها أمورًا بديهية يجب أن يَعرِفَها الإنسان، هو يقول لي بأنه لا يعرف مثل هذه الأمور، ويحتاج من يعلِّمه إياها، وذات مرة - خلال جلوسه عندنا - دعاني للعشاء، وعندما سألني: ماذا أريد أن أطلب، بدأ يسألني: هل أنا جائعة جدًّا أو قليلًا؟ وكانت حجته أنه لا يريد أن يحضر طعامًا زائدًا عن الحاجة، في بداية عقد القران، حضرنا دورة تأهيلية عن الحياة الزوجية، وقال فيها الدكتور أن على الخاطب بعد عقد القران أن يعطيَ مصروفًا لمخطوبته، لكنه وقتها قال: إن هذا واجب في مذاهب معينة، وليس كل المذاهب، وأيضًا قال: يجب على الخاطب تجنب النوم عند أهل خطيبته، لكنه مع ذلك تجاهل هذا الأمر، وبعدها بفترة طلب مني بطاقة صراف خاصة بي ليرسل لي مصروفًا، لكن عندما قلت له: أبي غير موافق، لم يحاول إقناعه أو التحدث معه، بل رضي بالأمر فورًا، وأيضًا يوجد مشكلة أخرى أنه ليس لديه رأي حاسم؛ فهو يسألني في أبسط التفاصيل، الشيء الذي أوافق عليه يفعله، والذي لا أوافق عليه لا يفعله، حتى ولو كان أمرًا مهمًّا، وعندما يتكلم أو يتصرف أي تصرف طبيعي، يسألني: هل حزنت مني أو لا؟ أنا لا أعرف ماذا أقول عنه: أأقول عنه أنه شخص طيب ويحب أن يستشيرني، أم شخص ليس لديه قرار؟ أتمنى أن تنصحوني ماذا أفعل، فأنا خائفة؛ لأن البخل صفة ذميمة جدًّا.



الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم ورحمة الله، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام.

أما بعد:
فأهلًا بكِ أختي الفاضلة، وأبارك لكِ عقد قرانكِ، جعله الله عقدًا تنعقد به سعادتكما.

كما ذكرتِ فخطيبكِ متعلم وذو خلق كريم، ويقدركِ ويستشيركِ في كل شيء، تخوفكِ فقط من بخله.

فترة الخِطبة فترة للتعارف وللألفة بين الخطيبين والأهل، ولكن لا تظهر الطباع كاملة في هذه الفترة، وكما ذكرتِ أنه يجلب الهدايا لكِ وإن كانت بسيطة، فالهدايا ليست بقيمتها المادية، ولكن بمدلولها المعنوي؛ لأن صفة البخل من أكثر الصفات التي تبغضينها، فالتركيز عليها عالٍ من قِبَلكِ، والتركيز على الصفات الأخرى أقل؛ لذا فحاولي ألَّا تركزي على البخل، وانظري إلى الإيجابيات فيه ككل، قيِّميه مرة أخرى من زاوية أخرى بعيدة عن البخل، وحاولي أن تفتحي أحاديثَ معه عن وجهة نظره المالية، حاوريه لمعرفة ما بداخله: أهو بخل أم حرص أم ماذا؟ فالبخل في نظر البعض حرصٌ في نظر البعض الآخر، وقد تكونين أنت مسرفةً في وجهة نظره، وحاولوا أن تصلوا لمنطقة تفاهم وتناغم بينكما، وإن تبيَّن لكِ أنه بخيل فعلًا، فالقرار لكِ أختي الفاضلة. وفقنا الله وإياكِ لما يحبُّه ويرضيه.