ساكنة القوقعة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         نواقض الوضوء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          المتشددون والمتساهلون والمعتدلون في الجرح والتعديل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          تفسير قوله تعالى: ﴿ إذ تصعدون ولا تلوون على أحد والرسول يدعوكم في أخراكم... ﴾ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: ركيزة الإصلاح المجتمعي ومفتاح النهضة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          بين الثناء على البخاري ورد أحاديثه: تناقض منهجي في رؤية الكاتب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          أهمية الإخلاص والتقوى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4958 - عددالزوار : 2063328 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4534 - عددالزوار : 1332344 )           »          تعملها إزاي؟.. كيفية البحث عن الصور من خلال ميزة Ask Photos الجديدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          كيفية إضافة علامة مائية فى صفحة وورد.. خطوات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28-06-2022, 09:26 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,761
الدولة : Egypt
افتراضي ساكنة القوقعة

ساكنة القوقعة


د. أسعد أحمد السعود





(قصة قصيرة)






في يوم لا أدري ما اسمه، ولا ما زمنه من بين الأزمنة؟ وصلت إليّ ذبذبات غير مألوفة، ثم تبعتها موجات صغيرة متتابعة، تبعها جيشانِ وأصواتٌ صاخبة مخيفة من أعماق البحر، ثم جاءت موجات عنيفة وراء موجات مستنكرة غاضبة، دفانتزعتني واحدة منها، وقذفتني على شاطئ برٍّ رمليٍّ ذهبيِّ اللون!



تسلّطت عليَّ حرارة شمس لطيفة، كنت أسمع عنها حكايات عجيبة وما كنت أصدقها! شعرت بدفء يتغلغل في جسمي، وقد بعث في نفسي الأمان، تذكَّرت قاع البحر العميق المظلم، كنت ساكنة قوقعتي المتواضعة هناك، منسية منذ عشرات السنين، عانيتُ من أشياءَ وأشياءَ لا تُحصى ولا تُعدُّ، والآن هنا أرى بيوتًا متناثرة، وأناسًا يروحون ويغدون، وللحظة تمنَّيت أن أكون واحدة منهم، تذكَّرت من تلك الحكايات، أن هؤلاء الناسَ يجمعون بيوتنا الصغيرة بعد أن نموتَ فيسحقونها، وربما يكون بعضنا لا يزال داخلها على قيد الحياة، فيلقى حتفه رغمًا عنه، ولست أدري ربما لا يعلمون عن ذلك شيئًا، وبعض هؤلاء الناس يجمعوننا، ويصنعون منا أشكالاً تثير البهجة فيهم، فيفرحون بها!



أتذكَّر أني كنت أتململ من بيتي، وبالرغم من صغر حجمه، فإنه قويُّ البنيان لا يتحطَّم بسهولة، يقف حاجزًا أمام من تسوِّل له حيلته بأكلنا، من جيراننا سكان هذا البحر المليء بالأعاجيب! أضف إلى أنه كان يتمتع بألوان زاهية، تَزِينُ مظهره الخارجي، بألوان المكان الذي نوجد فيه ذاتِها، فلا يرانا المتطفِّلون الجشعون!



ولست أدري، وأتذكَّر أيضًا كانت لديَّ أمنية بالخروج من القاع المظلم، وقد تحقَّقت وخرجتُ مجبرة إلى هذا المكان الجديد الغريب! لم أتوقع أنه مضيء جميل بهذا الشكل! سأعطي نفسي فرصة، وسأمتِّع ناظريَّ بهذه الأشياء الغريبة، ريثما أجد وسيلة أو طريقًا لمكان يكون فيه مضرب بيتي الجديد!



وبينما كنت غارقةً بحوار غير حاسم مع نفسي، سمعت من فوقي صوتًا، يهمس همسًا رقيقًا لآخَرَ بجانبه، ويقول له: هلمَّ نلتقط صورة.. كانت امرأة شابَّةً، تضاهي الرمل في لونه، تحمل شيئًا غريبًا بيدها، كان الرجل معها أشيبَ الشعر؛ لعله يكون والدَها، وربما يكون جدَّها، وربما لا يكون هذا ولا ذاك!



رجعت إلى ذاكرتي لمّا كنت في قاع البحر المظلم، كنت أسمع عن حكايات، وحالات، ربما هي هذه التي أراها أمامي الآن، وللحظة انحنت المرأة الشابة نحوي، ولمّا اقتربت عيناها مني، ظننت أن البحر عاد ليرجعني إلى جوفه؛ للتشابه الكبير في لونهما، التقطتني بأصابعها، ثم وضعتني في راحة كفِّها، شعرت كأني على فراش وثير، ولم أصدق نفسي، وهي تنظر بعينيها الوسنيَينِ، وتقول للرجل بجانبها:

سأجعل هذه القوقعة في قلادة، وأضعها على صدري ذكرى لـ (......)!



لم أتمكَّن من سماع ما قالته؛ لأنها عجلت ووضعتني في مكان آخر أكثر دفئًا؛ ولكنه عاد وحجب عني الضوء مرة أخرى، شعرت باهتزازات كثيرة أعادتني إلى ذكريات مكاني الذي سئمت منه، وضربات تزداد عنفوانًا، أصمّت مسامعي، صرختُ بأعلى صوتي؛ لكنها لم تُعرني أي اهتمام؛ ربما لأنها لم تفهم لغتي، أو لربما لاهتمامها بالرجل الذي لا زالت تحادثه.. ارتفعت الحرارة من حولي، وبدأ الهواء ينقطع عني ويقلُّ، زاد يقيني بأنني أساق إلى إحدى تلك النهايات التي يريدونها، لا إلى التي أحلم بها وتليق بي!


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 46.33 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 44.70 كيلو بايت... تم توفير 1.63 كيلو بايت...بمعدل (3.52%)]