تفسير قوله تعالى: { أليس الله بكاف عبده } - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         سورة العصر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          عظات من الحر الشديد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          المشي إلى المسجد في الفجر والعشاء ينير للعبد يوم القيامة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          القلب الناطق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          الظلم الصامت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          من أدب المؤمن عند فوات النعمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          عن شبابه فيما أبلاه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          بلقيس والهدهد وسليمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          غزة تتضور جوعا.. قصة أقسى حصار وتجويع في التاريخ الحديث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          لا تغفل عن الدعاء لإخوانك المنكوبين في غزة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27-06-2022, 07:30 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,684
الدولة : Egypt
افتراضي تفسير قوله تعالى: { أليس الله بكاف عبده }

تفسير قوله تعالى: { أليس الله بكاف عبده }
د. كامل صبحي صلاح

تفسير قوله تعالى:

﴿ أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ ﴾ [الزمر: 36]

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين؛ أما بعد:
فإن مما لا شك فيه أن العناية الإلهية والكفاية الربانية تحيط بعباد الله المؤمنين الموحدين الصادقين المخلصين من كل جانب، وعلى وجه الخصوص والتفضيل تحيط بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي هو أزكى الخلق، وأطيب العباد، وفي آية عظيمة جليلة من كتاب ربنا جل وعلا - وكل كتابه وكلامه عظيم - ذَكَرَ الله تعالى فيها الكفاية لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم، ولعباده المؤمنين في أمر دينهم ودنياهم؛ حيث دفع عنهم كيد الكائدين، ومكر الماكرين، وتربُّص المتربصين والخائنين، فإذا أحاطت عناية اللطيف الخبير بالعبد، فلا يهمه شيء، قلَّ ذلك الشيء أم كثُر، صغيرًا كان أم كبيرًا، فكيف إذا أحاطت به الكفاية الربانية في كل أموره الدينية والدنيوية، فليُبشرْ بالحفظ والرعاية وتنزُّل الخيرات والبركات أينما حلَّ وكان، فإن من تدركه عناية اللطيف الخبير، فلا خوف عليه.

قال الله تعالى: ﴿ أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ ﴾ [الزمر: 36]؛ أي: أليس الله تعالى بكاف عبده محمدًا صلى الله عليه وسلم وعيدَ المشركين وكيدهم من أن ينالوه بسوء؟ بلى، إنه سيكفيه في أمر دينه ودنياه، ويدفع عنه عدوه، وكل مَن أراده بسوء، فهو كافيه جل وعلا من كل ما يهم عبده محمدًا صلى الله عليه وسلم، وإن هذه العناية الإلهية والكفاية الربانية فيها تقوية لقلب نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وإزالة للخوف الذي كان الكفار يخوفونه، وتُعد هذه من كرمه وجوده، وعنايته بعبده، الذي قام بعبوديته، وامتثل أمره واجتنب نهيه، وخصوصًا أكمل الخلق عبودية لربه، وهو محمد صلى الله عليه وسلم، فإن الله تعالى كفاه أمر دينه ودنياه، ودفع عنه من ناوأه بسوء، فالله سبحانه وتعالى يكفي مَن عَبَدَهُ وتوكل عليه جل وعلا؛ فهو سبحانه الجامع لصفات العظمة كلها، والمنعوت بنعوت الكمال والجمال والجلال سبحانه وتعالى.

ولقد اختلف القراء في قراءة قوله تعالى: ﴿ أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ ﴾ [الزمر: 36] على قراءتين:
الأولى: قراءة عامة قراء المدينة والبصرة، وبعض قراء الكوفة: ﴿ بِكَافٍ عَبْدَهُ ﴾ على التوحيد؛ بمعنى: أليس الله بكاف عبده محمدًا؟

الثانية: قراءة بعض قراء المدينة وعامة قراء أهل الكوفة: "أليس الله بكافٍ عِبَادَه" على الجمع؛ بمعنى: أليس الله بكاف محمدًا وأنبياءه عليهم الصلاة والسلام من قبله ما خوَّفَتْهم به أممُهم، من أن تنالهم آلهتهم بسوء وضُرٍّ وأذًى؟

وكلاهما قراءتان مشهورتان في قراءة الأمصار، فبأيتهما قرأ القارئ، فمصيبٌ؛ لصحة مَعْنَيَيْهَا، واستفاضة القراءة بهما في قراءة الأمصار.

قال الإمام الطبري: "اختلفت القراء في قراءة: ﴿ أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ ﴾، فقرأ ذلك بعض قراء المدينة وعامة قراء أهل الكوفة: "أليس الله بكاف عباده" على الجمع؛ بمعنى: أليس الله بكاف محمدًا وأنبياءه من قبله ما خوفتهم أممهم من أن تنالهم آلهتهم بسوء؟ وقرأ ذلك عامة قراء المدينة والبصرة، وبعض قراء الكوفة: ﴿ بِكَافٍ عَبْدَهُ ﴾، على التوحيد؛ بمعنى: أليس الله بكاف عبده محمدًا؟

والصواب من القول في ذلك أنهما قراءتان مشهورتان في قراءة الأمصار، فبأيتهما قرأ القارئ، فمصيب؛ لصحة مَعْنَيَيْهَا، واستفاضة القراءة بهما في قَرَأَةِ الأمصار".

هذا ما تيسر إيراده من تفسير لهذه السورة العظيمة، نسأل الله العلي الأعلى أن يكون من العلم النافع والعمل الصالح،
وفي الختام، نسأل الله اللطيف الخبير أن يكفيَنا كل أمورنا في الدين والدنيا والآخرة، وكفى بالله تعالى وكيلًا ووليًّا، ومؤيدًا وظهيرًا ونصيرًا.

المصادر والمراجع:
1- جامع البيان عن تأويل آي القرآن، (تفسير الطبري)، للإمام محمد بن جرير الطبري.
2- الجامع لأحكام القرآن، (تفسير القرطبي)، للإمام محمد بن أحمد بن أبي بكر شمس الدين القرطبي.
3- تفسير القرآن العظيم، (تفسير ابن كثير)، للإمام عماد الدين أبي الفداء إسماعيل بن كثير.
4- معالم التنزيل (تفسير البغوي)، للإمام أبي محمد الحسين بن مسعود البغوي.
5- التسهيل لعلوم التنزيل، أبو القاسم، محمد بن أحمد بن محمد بن عبدالله، ابن جزي الكلبي الغرناطي.
6- فتح القدير، للإمام محمد بن علي بن محمد بن عبدالله الشوكاني.
7- تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، الشيخ عبدالرحمن السعدي.
8- التحرير والتنوير، لمحمد الطاهر بن عاشور.
9- أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير، الشيخ جابر بن موسى بن عبدالقادر، المعروف بأبي بكر الجزائري.
10- المختصر في التفسير، مركز تفسير.
11- التفسير الميسر، مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف.

والحمد لله رب العالمين




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.22 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.55 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.39%)]