شرح حديث أبي سعيد الخدري: "كان رسول الله أشد حياء من العذراء في خدرها" - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         في آخر الزمان تصبح السنة بدعة والبدعة سنة (اخر مشاركة : عبد العليم عثماني - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4961 - عددالزوار : 2066658 )           »          شرح زاد المستقنع في اختصار المقنع للشيخ محمد الشنقيطي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 606 - عددالزوار : 339483 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4537 - عددالزوار : 1335567 )           »          فتح العليم العلام الجامع لتفسير ابن تيمية الإمام علم الأعلام وشيخ الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 379 - عددالزوار : 156385 )           »          {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ}ا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 394 - عددالزوار : 92427 )           »          السَّدَاد فيما اتفقا عليه البخاري ومسلم في المتن والإسناد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 64 - عددالزوار : 14116 )           »          الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-(سؤال وجواب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 68 - عددالزوار : 53308 )           »          شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 84 - عددالزوار : 46955 )           »          درر وفوائـد من كــلام السلف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 15440 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15-12-2021, 12:06 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,002
الدولة : Egypt
افتراضي شرح حديث أبي سعيد الخدري: "كان رسول الله أشد حياء من العذراء في خدرها"

شرح حديث أبي سعيد الخدري: "كان رسول الله أشد حياء من العذراء في خدرها"
سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين


وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها، فإذا رأى شيئًا يكرهه عرَفناه في وجهه؛ متفق عليه.


قَالَ سَماحةُ العلَّامةِ الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -:
ثم ذكر النووي رحمه الله في باب الحياء وفضله فيما نقله عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أشد حياءً من العذراء في خدرها.

العذراء: هي المرأة التي لم تتزوج، وهي أشد النساء حياء؛ لأنها لم تتزوج ولم تعاشِر الرجال، فتجدها حيية في خدرها، فرسول الله صلى الله عليه وسلم أشدُّ حياء منها، ولكنه صلى الله عليه وسلم إذا رأى ما يكره عُرِف ذلك في وجهه، يتغير وجهه لكن يستحي عليه الصلاة والسلام.

وهكذا ينبغي للمؤمن أن يكون حييًّا لا يتخبط، ولا يفعل ما يخجل، ولا يفعل ما ينتقد عليه، ولكن إذا سمع ما يكره أو رأى ما يكره فإنه يتأثر، وليس من الرجولة ألَّا تتأثر بشيء؛ لأن الذي لا يتأثر بشيء هو البليد الذي لا يحس، لكن تتأثر ويمنعك الحياء أن تفعل ما يُنكَر، أو أن تقول ما ينكر.


ثم إن الحياء لا يجوز أن يمنع الإنسانَ من السؤال عن دينه فيما يجب عليه؛ لأن ترك السؤال عن الدين فيما يجب ليس حياءً، ولكنه خوَر، فالله سبحانه وتعالى لا يستحي من الحق، قالت عائشة رضي الله عنها: "نِعْمَ النساء نساء الأنصار؛ لم يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين"، فكانت المرأة تأتي تسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الشيء الذي يستحي من ذِكرِه الرجالُ، فلا بد أن يسأل الإنسان عن دينه ولا يستحي.

ولهذا لما جاء ماعز بن مالك رضي الله عنه إلى النبي عليه الصلاة والسلام، جاء يُقِرُّ بالزنا يقول: إنه زنى، فأعرَض عنه النبي عليه الصلاة والسلام، ثم جاء ثانية وقال: إنه زنى، فأعرض عنه، ثم جاء ثالثة وقال: إنه زنى، فأعرض عنه النبي عليه الصلاة والسلام يريد أن يتوب فيتوب الله عليه، فلما جاء الرابعة ناقشه النبي عليه الصلاة والسلام قال: ((أبك جنون؟))، قال: لا يا رسول الله، قال: ((أتدرى ما الزنا؟))، قال: نعم، الزنا أن يأتي الرجل من المرأة حرامًا ما يأتي الرجل من زوجته حلالًا، فقال له: ((أنكتها؟)) لا يكني، بل صرح هنا، مع أن هذا مما يُستحى منه، لكن الحق لا يُستحى منه، قال له: ((أنكتها؟))، قال: نعم، قال: ((حتى غاب ذاك منك في ذلك منها، كما يغيب المرود في المكحلة والرشاء في البئر؟))، قال: نعم.

فهذا شيء يُستحى منه، لكن في باب الحق لا تستحي.

جاءت أم سليم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تسأله، فقالت: يا رسول الله، إن الله لا يستحي من الحق، هل على المرأة من غسلٍ إذا هي احتلَمتْ؟ قال: ((نعم، إذا هي رأت الماء))، هذا السؤال ربما يخجل منه الرجل أن يسأله ولا سيما في المجلس، لكن أم سليم لم يمنعها الحياءُ من أن تعرف دينها وتتفقه فيه.

وعلى هذا؛ فالحياء الذي يمنع من السؤال عما يجب السؤالُ عنه حياءٌ مذموم، ولا ينبغي أن نسميه حياء، بل نقول: إن هذا خوَر وجبن، وهو من الشيطان، فاسأل عن دينك ولا تستح.


أما الأشياء التي لا تتعلق بالأمور الواجبة، فالحياء خير من عدم الحياء، و((إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستحي، فاصنع ما شئت)).

ومما يجانب الحياءَ ما يفعله بعض الناس الآن في الأسواق من الكلام البذيء السيئ، أو الأفعال السيئة، أو ما أشبه ذلك؛ فلذلك يجب على الإنسان أن يكون حييًّا، إلا في أمر يجب عليه معرفته، فلا يستحي من الحق، والله الموفق.

المصدر: «شرح رياض الصالحين» (4/ 32- 35)





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 47.10 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 45.48 كيلو بايت... تم توفير 1.63 كيلو بايت...بمعدل (3.46%)]