شرح حديث أبي هريرة: "ما بعث الله نبيا إلا رعى الغنم" - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         درر وفوائـد من كــلام السلف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 15390 )           »          الثقافة والإعلام والدعوة في مواجهة الغزو الفكري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 8 )           »          أساليب نشر العلمانية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          سلوكيات غير صحيحة سائدة في حياتنا الأسرية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 5 - عددالزوار : 3612 )           »          الصوابية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          القوامة الزوجية.. أسبابها، ضوابطها، مقتضاها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 20 )           »          القواعد والضوابط الفقهية في الأعمال الخيرية والوقفية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 28 - عددالزوار : 11297 )           »          قناديل على الدرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 21 - عددالزوار : 5616 )           »          أهم تيارات التكفير والعنف ودور الدعوة السلفية في مواجهتها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 132 - عددالزوار : 76199 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18-08-2021, 10:52 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,968
الدولة : Egypt
افتراضي شرح حديث أبي هريرة: "ما بعث الله نبيا إلا رعى الغنم"

شرح حديث أبي هريرة: "ما بعث الله نبيا إلا رعى الغنم"


سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين





عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما بعَثَ الله نبيًّا إلا رعى الغنمَ))، فقال أصحابه: وأنت؟ قال: ((نعم، كنت أرعاها على قراريطَ لأهلِ مكةَ))؛ رواه البخاري.



وعنه رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((مِن خير معاشِ الناس لهم رجلٌ ممسكٌ عنانَ فرسه في سبيل الله، يطير على متنهِ، كلما سمع هَيْعةً أو فَزْعةً، طار عليه يبتغي القتل أو الموت مَظانَّه، أو رجلٌ في غُنَيْمةٍ في رأس شَعْفة من هذه الشَّعَفِ، أو بطنِ وادٍ من هذه الأودية، يقيم الصلاة، ويؤتى الزكاة، ويعبد ربَّه حتى يأتيه اليقين، ليس من الناس إلا في خيرٍ))؛ رواه مسلم.



((يطير)) أي: يسرع. ((ومتنه)) أي: ظهره. ((والهيعة)): الصوت للحرب.



قال سَماحة العلَّامةِ الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -:

هذان الحديثان في باب استحباب العزلة عن الناس عند خوف الفتنة: الأول حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما بعَثَ الله نبيًّا إلا رعى الغنم))، يعني ما من نبيٍّ من الأنبياء أرسَلَه الله عزَّ وجلَّ إلى عباده إلا رعى الغنم، قالوا: وأنت؟ قال: ((نعم، كنت أرعاها على قراريطَ لأهل مكة))، حتى النبي عليه الصلاة والسلام رعى الغنم.



قال العلماء: والحكمة من ذلك أن يتمرَّن الإنسان على رعاية الخلق وتوجيههم إلى ما فيه الصلاح؛ لأن الراعي للغنم تارة يوجِّهها إلى وادٍ مزهر مخضر، وتارة إلى وادٍ خلاف ذلك، وتارة إلى أرض ليس فيها هذا ولا هذا، وتارة لا يرعاها أبدًا، وتارة يبقيها واقفة، فالنبي عليه الصلاة والسلام سيرعى الأمَّة ويوجهها إلى الخير عن علمٍ وهدى وبصيرة؛ كالراعي الذي عنده علم بالمراعي الحسنة، وعنده نصح وتوجيه للغنم إلى ما فيه خيرُها، وما فيه غذاؤها وسقاؤها.



واختِيرت الغَنَمُ؛ لأن الغنم صاحبُها صاحب سكينة وهدوء واطمئنان، بخلاف الإبل؛ الإبل أصحابُها في الغالب عندهم شِدَّةٌ وغلظة؛ لأن الإبل كذلك فيها الشدة والغلظة؛ فلهذا اختار الله سبحانه وتعالى لرسله أن يَرعَوُا الغنم؛ حتى يتعوَّدوا ويتمرنوا على رعاية الخلق.



فرسول الله صلى الله عليه وسلم رعاها على قراريط لأهل مكة، وموسى عليه الصلاة والسلام رعاها مهرًا لابنة صاحب مدين، فإنه قال: ﴿ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِنْدِكَ ﴾ [القصص: 27].



وأما الحديث الثاني: ففيه أيضًا دليل على أن العزلة خيرٌ، فيكون الإنسان ممسكًا بعنان فرسه، يطير عليه كلما سمع هَيْعةً، يعني أنه بعيد عن الناس يحمي ثغور المسلمين، مهتمٌّ بأمور الجهاد، منعزل عن الناس، لكنه على أتمِّ استعداد للنفور والجهاد، كلما سمع هيعة ركب فرسه فطار به؛ أي: مشى مشيًا مسرعًا.




وكذلك من كان في مكان من الأودية والشعاب منعزلًا عن الناس، يعبد الله عزَّ وجلَّ، ليس من الناس إلا في خير، فهذا فيه خير.



ولكننا سبق أن قلنا: إن هذه النصوص تُحمَل على ما إذا كان في الاختلاط فتنةٌ وشر، وأما إذا لم يكن فيه فتنةٌ وشر؛ فإن المؤمن الذي يخالِط الناس ويصبر على آذاهم، خيرٌ من المؤمن الذي لا يخالِطهم ولا يصبر على أذاهم.




المصدر: «شرح رياض الصالحين» (3/ 511- 513)





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 46.95 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 45.32 كيلو بايت... تم توفير 1.63 كيلو بايت...بمعدل (3.47%)]