خطبت فتاة صغيرة

[ابوالوليد المسلم]

خطبت فتاة صغيرة
أ. لولوة السجا


السؤال

♦ الملخص:
شابٌّ يدرس في السنة الثانية مِن كلية الطب، تقدم لابنة عمه التي عمرها 13 عامًا، وليس لديه مال للزواج، ويسأل: هل أنتظر حتى أنتهي من دراستي، أو أعتمد على والدي في الزواج؟

♦ التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا طالب أدرس في كلية الطب البشري، أتممت السنة الثانية بنجاحٍ، ولا أعمل بسبب وضعي الدراسي الذي يَفرِضُ عليَّ المذاكرة المستمرة طوال اليوم.


أردتُ الزواج نظرًا للحاجة الروحية والجسدية، ولعدم استطاعتي تحمُّل تكاليف الزواج والإنفاق، فإنني سأكون مُضطرًّا للاعتماد كليًّا على والدي؛ مِن حيث التجهيزُ والإنفاق وكل الأمور الأخرى.


تقدَّمت لابنة عمي عمرها 13 عامًا، لكن أهلها اشترطوا أن يتمَّ الزواجُ بعد 5 سنوات؛ أي: بعد أن أتخرَّجَ وتتخرج هي من الثانوية، علمًا بأنها ذكية ومتفوقة في دراستها!


أنا أحبها من سنوات، وهي تُظهر بعض علامات الحب والغيرة، وإن كانتْ خجولة، ولكني قطعتُ كل تواصل معها سنوات خشيةً مِن الله تعالى.


أنا في حيرة مِن أمري: هل أنتظر حتى أتخرَّج وأتزوجها؟ أو أَعفُّ نفسي وأتزوَّج بعد سنة أو سنتين، وأعتمد على أبي في النفقة وكافة المصاريف؟

الجواب

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:
لماذا حَجَّرْتَ على نفسك واسعًا يا أخي؟! تخطب فتاة عمرها ١٣ عامًا، ومع ذلك تنتظرها خمس سنين؟! فأي زواج هذا؟!


لا أعلم لماذا هذا التحديد؟! ألا يوجد غيرها؟!
دعْكَ مِن مشاعر الحب فإنها متقلبة، وكما هو معلومٌ فإنَّ كل ممنوعٍ مرغوب، والشيءُ يَتَزَيَّن إذا كان بعيدًا، وإذا قَرُبَ وامتلكه الإنسانُ أصبح شيئًا مُعتادًا، فكما ذُكِرَ بأنَّ جزءًا كبيرًا مِن الرغبة في الشيء يَفتقده الشخصُ حين امتلاكه، فلا تغتَرَّ بمشاعرك الجياشة.


لكن إن كنتَ قادرًا على التحمُّل، وترى أنك لم تتهيَّأْ للزواج بعدُ، وأن ذلك سيأخُذ منك وقتًا، فلا بأس في الانتظار، ما دمتَ راغبًا بها، فالأمرُ إليك بعد توفيق الله، وأنت أعلمُ بنفسك.
استَخِرْ، وادعُ الله بأن يوجهك ويُرشدك في حيرتِك ويَكفيك الهمَّ