خطيبي متمسك بزوجته

[ابوالوليد المسلم]

خطيبي متمسك بزوجته


أ. أريج الطباع



السؤال
أنا أرسلتُ لكم من قبل، تقدَّم لي شابٌّ جاري، كان متزوجًا من أجنبية وطلَّقها، وطلبت رأيكم هل أوافق عليه أم أرفض، فطلبتُم منِّي أن أعرِفَ أسباب طلاقه من الأجنبية، وفعلتُ، كان الرَّدُّ أنَّها كانت لا تريد الإنجاب منه فطلقها، ثم بعد ذلك سافر لعمله، وطلب أن ننتظره في إجازته المقبلة لقراءة الفاتحة، وسافر وغابَ شَهْرَيْنِ ونصف، وكانت علاقتنا بأسرته علاقة احترام ومودة وتفاهم، وكانوا قريبين منا جدًّا، ويقومون بزيارتنا دائمًا، وخلال الشهرين ونصف كان يكلِّم أسرته كل يوم بالهاتف، حتَّى إنَّنِي في بعض الأحيان كنتُ جالسة مع والدته، وتكلَّم بالهاتف فأخبرَتْه أنِّي جالسة معها، وطلبتْ مني أن أكلمه، وكان كلامه معي جادًّا، وأخبرني أنه سوف يعود قريبًا، وجاء قبل رأس السنة بيوم واحد، اتصل بوالدتي بالهاتف، وكان يعتذر أنَّه لن يجيء إلا بعد أن ينهي عمله، وطلب أن يكلمني ويعتذر لي أنا الأخرى فقبِلتُ عذره، ثم بعد أن تحملت وانتظرته شهرين ونصفًا جاءت أمه تقول لأمى: إنَّها فوجئتْ وعرَفتْ أنه لم يُطلِّق الأجنبية! فهى سوف تحاول أن تقنعه أنه لا بُد أن يطلقها؛ لأنَّها ليستْ من عاداتنا وتقاليدنا، وإن لم يقتنع فسوف تحزن مدى حياتها؛ لحبِّها لي.

هو بالفعل جاء يوم 21/1/2008 الموافق يوم الاثنين، ولم تجئ أمه إلى البيت، ولا فكرتْ أن تجيء لتزورنا!

أنا حائرة؛ بعد كل هذه المدة وهذا الانتظار، وشبه مشروع ارتباطي بابنها، ماذا حدث!

بالرغم من أنه في هذه المدة تقدَّم لي قريبُ جارةٍ لي، لم تعرف مشروع ارتباطى بابن جارتها، رفضتُ الموافقه عليه؛ بسبب أننا ارتبطنا بكلام مع أسرته، ثم وصل الموضوع إلى جارتنا (أمه) وعلمتْ أننا رفضنا قريبَ جارتِها من أجل ابنها، ففرحتْ وأخبرَتْها أنَّها سوف تزوجني لابنها.

معقول! فجأة هكذا يحصل كل شيء؟! أنا الآن مصدومة جدًّا! ماذا حدث؟! أريد أن تخبرونى ما الذى حدث؟ وما كل هذا التغير؟! ولكم جزيل الشكر.

الجواب
تبدو الأمور الآن أوضح بكثير من المرة السابقة؛ حيث تبيَّن لكِ أنه متمسِّك بزوجته الأجنبية، بالرغم من عدم رضاه عن طريقتها في الحياة، وبرغم حرصه (أو حرص أهله) على الولد، الذي ترفض زوجته إنجابه! وقد لا يكون الأمر كذلك تمامًا؛ لكن في كل الأحوال تبدو الصورة غير ما كانت عليه!

لا شكَّ أنَّ الأمر ليس سهلاً عليك أبدًا؛ لكنه من الخير - ولا شكَّ - أن تعرفيه الآن قبل ارتباطك الحقيقي؛ فشبه خطبة، أو مشروع خطبة أسهل من أن يكون هناك ارتباط شرعي حقيقي حينما تكتشفين الأمر.

لكني أتساءل: ألم تتمكنوا من قَبلُ من السؤال عنه، حيثُ يُقيم مع معارفه هناك؟ أم أنكم اكتفيتم بالسؤال عن عائلته التي تبدو طيبتهم وحرصُهم على ولدهم، وأيضًا محبتهم لكِ؟

أرجو أن تكوني قد استخرتِ؛ فذلك سيخفف عليك الأمر كثيرًا، وسيجعلك تثقين أن ما حصل كان الخير بإذن الله.

لا شك ستتضح لك الأمور أكثر في المراحل القادمة، كوني على بيِّنة من أمرك، وفي كل الأحوال استخيري، وادعي الله كثيرًا أن ييسر لك الخير، وثقي أن الأمور حينما تتضح؛ فإن ذلك لصالحك.

اعتني بنفسك، ولا تجعلي الأمر يؤثر عليك كثيرًا؛ بل أيًّا كانت النتيجة اجعليها خبرة تستفيدين منها للمرات القادمة بإذن الله، سواء عاد هو، أو كان غيره.

سجلي كل النقاط التي كان يمكنك تلافيها؛ لتكون الأمور أفضل، ولو لم تخطر لك وقتها؛ كأن تسألي عن أرقام أشخاص يعرفونه حيث يقيم في مكان عمله؛ لتسألوا عنه هناك، فقضية الزواج من الأمور التي لا تخفى! وسيبقى دومًا هناك أمور غيبية قد تغيب عنا، نثق أن الله أعلم بها، وسييسر لنا الخير حينما نسلم إليه الأمر بالاستخارة، بعد السؤال والاستشارة.


وفقك الله، ويسَّر لك الخير دومًا حيث كان.