أسرار الكنز (خاطرة) - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4958 - عددالزوار : 2063131 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4534 - عددالزوار : 1332100 )           »          تعملها إزاي؟.. كيفية البحث عن الصور من خلال ميزة Ask Photos الجديدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          كيفية إضافة علامة مائية فى صفحة وورد.. خطوات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          إيه الفرق؟.. تعرف على أبرز الاختلافات بين iPhone 12 mini و Google Pixel 9 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          كل ما تريد معرفتة عن ميزات إنستجرام الجديدة لتحرير الصور وإنشاء الملصقات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          لو الكمبيوتر بيهنج.. 7 نصائح للتخلص من المشكلة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          إيه الفرق؟.. تعرف على أبرز الاختلافات بين هاتف Pixel 6a وGoogle Pixel 9 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          كيفية الانضمام إلى اجتماع Microsoft Teams فى خطوات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          تعرف على تحديث جوجل لميزتها المدعومة بالذكاء الاصطناعى Circle to Search (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-04-2021, 04:00 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,755
الدولة : Egypt
افتراضي أسرار الكنز (خاطرة)

أسرار الكنز (خاطرة)


د. أسعد أحمد السعود




أدميتَ جرحًا فيَّ لا يندمل أيها الوطن.
أثْقَلْتَ كاهلي بعُمر التاريخ أيها الوطن.

فديتُك بما غلا وبما طاب، ولم أدخُلْ معك في خصامٍ، وُلِدْتُ وشاختْ طفولتي بين أزِقَّة حاراتك، تعثرتُ وأدمتْ كواحلي دروبَ ملاعبي وساحات سباقاتي.

شربتُ ماء الحب وأترعت شراييني بين مدارس الهجاء وبيوت العَشيرة، جعلتُ ريعان شبابي رهينةً، أثخنتَ في طلباتكَ وأمليتَ شروط الرجولة، فكانتْ جسرًا في فدائك، باهلتُ الأوطانَ تحت ألوان علْمِك، وحاججتُ الأقوامَ في الانتماء لهُويَّتك.

لَم أكتبْ يومًا لعلَمٍ لَم يرفَع شراعًا باسمك، ولا ناصبتُ مصادرَ العلومِ؛ لأنها تمهر الإجازات برسْمِ ختْمِك، وها قد أكملتُ استيفاءَ العُهود لإكمالِ دعائم مَجْدِك.

كلُّ شيءٍ تَلوَّن ببحور نشيدك، وقوافلُ القلوب في الرُّجولة تَهاب الرَّدى، ماضون أيها التاريخ، مثلما عكستَ بأسْطُر المهاجرين نوايا نبذ، لَمَّا أباحوا خفايا الإخلاص!

لعزِّك ذهبوا، تاركين أجيالًا كانوا يومًا أجدادنا، وها نحن مثلما نذرتنا في العزْمِ والإصرار أحفادُك، ولكن أيها الوطنُ لَم تبدُ في حُسن الصراحةِ، كيف أخفيتَ أحلامَ أمرائك؟ وأين دفنتَ نفائسَ أنفاسِك، ونوايا سلاطينك؟!

أيها الوطنُ، ما مِن سِجالٍ تجرأتُ البوحَ به في حضْرَتِك مثلما هذه الساعة، وأنا مثلما ترَى الآن، وعفوًا، أعلم أنك الآن مُغيَّبٌ، أو أعلمُ أنك مأسورٌ، والكلام لك غير مباح، وهأنذا أعذِرُك على الأسْطُر، ولكني لا أعذِرُك في قلبي؛ لأنَّ قلبي الآن في اتِّحادٍ مع كَبِدي، وكَبِدي ها هو أضُمُّه بقوَّةٍ بين يدي، أخاف عليه مِن غدْر هَوْل البَحْر!

وإنك لا ترى الآن أين أنا، ولو رأيتَني لأصابَك العَجْزُ وأنت العاجز المحطم، ولا أريد لك أن ترَى، وعفّ لي استرسالًا بوَحي؛ لأن الزمنَ أنذرني بليلٍ مُدْلَهمٍّ قادمٍ أعتى مِن الذي غادرته فيك، وهو جاثمٌ على أركانك، ها هم أطفالي فلذة كبدي وكبد كلِّ أبنائك، أريد أن ألقيَهم في جوفِ غاشميك، أتعرِف لماذا؟ لئلاَّ أرى حُزنًا على ناصية جبهتِك، فأنا ما زِلْتُ على عهدي في الرباط مِن أجْلك، وحذارِ يا وطني، لا تكتب في أسْطُر صفحاتك أني تردَّدْتُ في فدائك!

لا لا أيها الوطنُ الأسمى مثلما أخذتُ منك، هاك خُذْ مني، أنا والبحر في مُفْتَرق! أجَل أنت حضنتني، وكنتَ حاضنتي، ودفئًا وأمنًا مِن خوفِ غربةٍ، ووحشة اعتداءات.

ها هم أطفالي أحضنهم كما فَعَلْتَ أنت، وهم الأمانةُ لأرجعهم لك رجالًا، فهل ترضى ألاَّ أردَّها لك بكامل عدَّتِها، سأحكي للبحر قصتهم، سأغريه بسوالفِ آبائي وأجدادي؛ علَّه يغُض الطرفَ لحظةً، ويأنف عن ابتلاع الأمانة.

سأقول له: إنهم فقط فلذات أكبادنا، سأكتب وصيَّتَك يا وطني، وأودعها فراغ زجاجة، وأطعمها لأمواجِه علَّها يومًا تقذفها إلى شواطئك، ليلتقطَها طفلٌ لا ينتمي بالاسم ولا باللون، ولا بحرف الهجاء لأيٍّ مِن أبنائك، يحملها فرحًا إلى مَن جاؤوا به إلى هذه البلادِ تختالهم فرحةُ العثور على لُغْزِ الكَنْز، أحرفٌ ورموز لن يَفْقَهُوا ولن يفهموا معانيها، هم مِن أقوام غزاةٍ، والرموزُ تَعُود لنا نحن مَن كان يعمر تاريخ أفنائك!

هذه أسماؤُنا: عُمَرُ وعائشةُ، فاطمة الزهراء وعثمانُ وعليٌّ، خالد وخديجة أم الأطايب، كلنا كنا هنا أطفالًا، مثلكم نلاعب أمواجَ البحر، ونعدُّ حبات الرمل بِجنباتها!

اقرَؤُوا ما جاء في الوصية، وقبْلَها قولوا في سِرِّكم: هذه تباشيرُ نُخفيها عن الكبار، هذه أحرفٌ كتبها الأولون نُخفيها بين صناديق الألعاب.

أيها الأطفالُ، هذه أمانةٌ لا تُفَرِّطوا فيها، هذا إن كانتْ مَفاهيمكم على مستوى بنات أفكاركم.

يومًا سيأتي يا وطني وتعرف الحقيقةَ، يومًا أيها الأطفال سيأتي وتعرفون الحقيقة مثلما الشمس الآن مِن فوقكم، ستكون ساعة كالسَّهْم يخترق خزان أحلامكم، تظلُّون تُراجِعون طلاسم خبء الكنز.

أيها الطِّفلُ الذي كان أول مَن الْتَقَطَ الزُّجاجة، ستظلُّ تسأل نفسك وتعدُّ أنفاسك: ما هذه الألغازُ ومَن كاتبها؟

تقول مجيبًا حائرًا: سأكبر وأتعلَّم، وسوف أسأل البحر: أين ذهبتَ بأسرار مَوْجِك يا بحر؟ أين أبحرتَ بغُربائك؟ أين دفنتَ مَنْ ألقى إليك يومًا زجاجةً فيها مفاتيح أسرارِ روَّادك؟







__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.25 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.62 كيلو بايت... تم توفير 1.63 كيلو بايت...بمعدل (3.32%)]