حديث من عبق الذاكرة! - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4958 - عددالزوار : 2063112 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4534 - عددالزوار : 1332071 )           »          تعملها إزاي؟.. كيفية البحث عن الصور من خلال ميزة Ask Photos الجديدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          كيفية إضافة علامة مائية فى صفحة وورد.. خطوات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          إيه الفرق؟.. تعرف على أبرز الاختلافات بين iPhone 12 mini و Google Pixel 9 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          كل ما تريد معرفتة عن ميزات إنستجرام الجديدة لتحرير الصور وإنشاء الملصقات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          لو الكمبيوتر بيهنج.. 7 نصائح للتخلص من المشكلة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          إيه الفرق؟.. تعرف على أبرز الاختلافات بين هاتف Pixel 6a وGoogle Pixel 9 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          كيفية الانضمام إلى اجتماع Microsoft Teams فى خطوات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          تعرف على تحديث جوجل لميزتها المدعومة بالذكاء الاصطناعى Circle to Search (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-03-2021, 04:02 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,755
الدولة : Egypt
افتراضي حديث من عبق الذاكرة!

حديث من عبق الذاكرة!
نور برغوث





أمي...

لم يعد طعم "عروسة الزعتر" كالتي تُحضِّرين وتضعين في حقيبة المدرسة، ولم تعد النار التي كنتِ تحضِّرين عليها الحليب تُدفئ يا أمي، لقد أصبحَت تُحرق وتزأر في الهشيم، لم يعد طعمُ ما تطرحه الأرض كالذي تعرفين، ربما لأنَّ الأرض باتت تشمئزُّ من أعمال البشر فوقَها، أو ربما لأنها كرهتِ الإنسان بما أفسد وطغَى؛ وفسق وكفر وفجر فوقَها، وهي تسأل ربها أن يأذن لها أن تَبتلِعَه فيَمنعها برحمته، فلقد أغرقتها الدماء يا أمي، وأظلمَت بالظلم والجبروت والطغيان حتى تُغطِّي قرص الشمس، الأرض محقَّة يا أمي، وها هي تنتظر أمر ربها.



أمي...

لم يعد أخي ذلك الطفلَ الصغير الذي تركتِه وراءَك، لم يعد يُردِّد ورائي آيات القرآن، ولم يعد يستمع إلى تفسيرها بسرور، ذاك الذي كان يَقفز براءةً وطفولةً قد هجرتْه الطفولةُ وأخذته هموم الدنيا، ولكنه يقاوم ويقاوم ويحاول الوصول!



أمي...

لم تعد جارتنا التي كنتِ تحدِّثينها بهمومك موجودةً، لقد حملت حقائبها وودَّعت وطَنَ الروح الذي كنتِ تَستميتين كي تَصِلي إلى ضفَّته لتَحضني حفنةً من ترابه، وتحصلي على قبضة من ياسَمينه، ولم يعدِ الجيران الذين كنتِ تُنادينهم ليَحتسوا معكم القهوة، ربما تغيّر طعم القهوة يا أمي، وربما تغيَّرت القهوة كلها، أو تغيَّرت قلوب الجيران!



أمي...

لم يعد الفتيان والفتيات كالذين عرفتِهم وتعلّموا أمام مقاعدك يا أمي، لم يعد همُّهم واحدًا؛ فقد تشتّتوا في وديان الدنيا، ولم يعد همُّهم كالذي كنتِ تربِّينهم عليه، إلا قلة يا أمي، هم أفضل مما كنتِ تحلمين، حملوا الراية وارتقوا فوق الأرض وحلَّقوا، نعم يا أمي؛ لقد حلَّقوا فوق أحلام أقرانهم، وعاشوا الحُلم حتى صاروا منه، ولم يكن الفصام حليفَهم، هم يا أمي الذين كنتِ تَنتظِرين!



أمي...

لم يعدْ كرَّاس المُعلِّم مليئًا بأحلام كبيرة، لقد غادرت أوراق الأدب والعلم من كراسِه، وحلَّ محلَّها بيت العنكبوت، كلما فتحتِه هاجمتك العناكب من حيث لا تعلمين، لكنَّني احتفظتُ بكرَّاسك يا أمي فلا تحزني، خبَّأته في جفني وبين شرايين قلبي، وها أنا أقرؤها يا أمي وأُعلِّمها أولادي ومن أعرف.



حُلمي بات بعيدًا يا أمي، حلمي تعدَّى أحلام الأرض، وبات موصولاً بسحائب السماء، لم أعد أحتاج إلى الصلاة محرابًا؛ فكلُّ الأرض محرابي، ولكن قِبلتي لم تتغيَّر يا أمي، وما زال عبير القرآن عطري، والحبر والدواة والسماء حياتي.



هنا يا أمي أَحيكُ شالي، وحين أُنهيه سأجعل ختمتَه من زخرف مطروز، وسألقاك يا أمي هناك، لعلَّ مجلسنا بقرِّب الأحبة، ولعل لقاءنا مطرَّز بالنور.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 47.38 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 45.75 كيلو بايت... تم توفير 1.63 كيلو بايت...بمعدل (3.45%)]