|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() أكره حياتي أ. شروق الجبوري السؤال تزوجت صغيرة منذ ربع قرن تقريبًا، والآن أعيش حياةً أكرهها، أكره بيتي وأولادي! أحس أنِّي غريبة عنهم، أحس أنِّي متضايقة دائمًا، أعاني مِن الاكتئاب، أحبُّ العزلة والانطواء، أجلس على (النت) لساعاتٍ طويلة، لا أتمتَّع بأي شيء، لا أريد أن أسمع أي شيء، دائمة البُكاء لا أشعر بشيءٍ، وكلما آكل أي شيء أدخل الحمام وأضع يدي في فمِي وأتقيَّأ، وكثيرًا مِن الأوقات أبقَى أيَّامًا بلا أكْل حتى صاحباتي لا أذهب عندهنَّ، وعندما يطلبنني بالهاتف أقول لهن: إني غير موجودة، لا أعرِف ماذا أريد؟! الجواب بسم الله الرحمن الرحيم أختي الكريمة، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. يُسعدنا انضمامُك إلى شبكة الألوكة، ونسأل اللهَ تعالى أن يُسخِّرنا في تقديمِ ما ينفعك وينفع جميعَ المستشِيرين. أختي الحبيبة، يَبدو واضحًا مِن مُجمل رِسالتكِ، أنَّك تعيشين لحظاتِ غضَب وعدَم رضا عن ذاتكِ وعن واقِعكِ، جعلكِ تَجدين في انفصالكِ وعزلتكِ عنه ملاذًا مريحًا لك، فجعلتِ الاكتئاب والانسحاب مِن المحيطين دفاعًا نفسيًّا منك تُجاهَ هذا الغضب! وقد يَزيد مِن شدَّة هذا الغضب وعدم الرِّضا، قيامُكِ بردودِ أفعال تلومكِ عليها نفسُكِ؛ مثل: التقصير في التزاماتِكِ تُجاهَ أسرتِكِ، أو أي سلوك آخَر لا تَقبله ذاتُكِ فتوبِّخكِ عليه؛ إذ إنَّ مِثل تلك الردود تَتسبَّبَ في صِراعٍ نفْسي للإنسانِ يَزيد مِن حالته النفسيَّة تعقيدًا. وقد يكون لزواجِكِ المبكِّر جدًّا أثر فيما تَشعرين به الآن، لا سيَّما وإنِّي استنتجتُ مِن رسالتكِ أنَّ أُولى رُدود أفعالك كانتْ تُجاهَ أولادِك وبيتِكِ، فقدْ تشعرين يا عزيزتي، بأنَّكِ مُتعبة ومجهَدة مِن مسؤولياتٍ تحمَّلتِ أعباءَها منذُ أمدٍ طويل لم تكوني مؤهَّلةً لها، وبأنَّك غيرُ قادرة على الاستمرارِ في مواصلتها، مع رغبةٍ جِديَّة منك في استمرارِ حياتِكِ العائلية والحِفاظ عليها، فقادَكَ هذا التضاربُ بيْن الإرادتَين إلى ظهورِ مشاعرِ الحزن والاكتئاب والانسحاب مِن المحيط. ولذلك، فإنِّي أنصحُكِ يا عزيزتي، أولاً بمراجعةِ رُدود أفعالك تُجاهَ هذه المشاعِر، تلك الردود التي لا تَقبُلها نفسُكِ، وإيقافها لأنَّها سببٌ يَزيد في توتُّركِ ولا يخفِّف منه، ويُمكنك - بدلاً مِن تلك الردود - أخْذُ هُدنة من التزاماتك تتَّفقين بها مع أُسرتك. ويُمكن أن تكونَ هذه الهدنة في شكلِ رِحلة تقومين بها مع زوجِكِ لمدَّةٍ مناسبة، أو بصيغة أخرى تتوافقين بها مع أفراد أُسرتكِ بشكلٍ لا يُثير انزعاجهم؛ حتى لا يكونَ هذا الانزعاج مصدرَ قلقٍ وتوتُّر لكِ فيما بعدُ. كما أنْصَحُكِ بالتخفيف حاليًّا من أدائك الالتزامات اليوميَّة، بتقديم ما هو ضَروري منها وتعطيل غير الضروري، فإنَّ الإكثارَ مِن أداء الأعمال الروتينيَّة يؤدِّي بصاحبها إلى ما تُعانين منه الآن؛ لأنَّه يشعر بأنَّه يدور في حلقة مفرَغة، دون أن يستشعرَ عَظمةَ ما يؤدِّيه لأنَّه يُكرِّر أداءَه بشكل نَمَطي ورُوتيني. وبعدَ أخْذك تلك الإرشادات، أنصحُكِ باستثمار انعزالكِ عن المحيطين، بتأمُّل واقعِكِ بشكل إيجابي، مِن خلال الالتفاتِ إلى ما تمتلكين مِن نِعم، وأن تقومي بإجراءِ مقارنات لها مع غيرِكِ ممَّن لا تمتلكها من النِّساء اللاتي تَعرفينهنَّ، فلو أخذتِ مثلاً نِعمة الأولاد كمحورٍ للتأمُّل، تخيَّلي نفسك أنَّك غير قادرةٍ على الإنجاب، واستبطني تلك المشاعِرَ؛ لتعيشي واقعًا صعبًا أنتِ في نِعمة بمنأًى عنه، وهكذا دَاومِي على تلك الجلساتِ بنِعمٍ أخرى، حتى تُصبح نهجَكِ كلَّما اعتزلتِ الآخرين. وبذلك فإنَّك ستستبدلِين بالأفكار السلبية والتي تُثير حزنك واكتئابك أخرى إيجابية، تجدِّد في نفسَكِ الدافعيَّة والرغبة في مواصلةِ الحياة باستبشارٍ ورِضًا كبيرَيْنِ - بإذن الله تعالى. وأخيرًا، أختم بدعاءِ الله تعالى أن يَشرحَ صَدرَكِ، ويُصلح حالَكِ، ويَنفع بكِ، وفي انتظار أن نسمعَ أخباركِ الطيِّبة مجددًا.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |