ليست كأي أنثى! - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         نباتات منزلية تمتص رطوبة الصيف من البيت.. الصبار أبرزها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          طريقة عمل برجر الفول الصويا.. وجبة سريعة وصحية للنباتيين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          4 وسائل علمية لتكون أكثر لطفًا فى حياتك اليومية.. ابدأ بتحسين طاقتك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          وصفة طبيعية بالقهوة والزبادى لبشرة صافية ومشرقة قبل المناسبات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          3 عادات يومية تزيد من تساقط الشعر مع ارتفاع درجات الحرارة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          6 خطوات فى روتين الإنقاذ السريع للبشرة قبل الخروج من المنزل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          تريندات ألوان الطلاء فى صيف 2025.. الأحمر مع الأصفر موضة ساخنة جدًا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          طريقة عمل كرات اللحم بالبطاطس والمشروم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          وصفات طبيعية لتقشير اليدين بانتظام.. من السكر لزيت جوز الهند (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          أبرز 5 تريندات ديكور منزلى في صيف 2025.. لو بتفكر تجدد بيتك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-02-2021, 02:49 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,655
الدولة : Egypt
افتراضي ليست كأي أنثى!

ليست كأي أنثى!


















أروى المرشدي






لم تكن تعلمُ وهي تحثُّ السير نحو عالم مجهول الهُوِيَّة والمكان أن عليها أن تكون الرقمَ الصعب، والمعادلة العصيَّة على الحلِّ!





كلُّ شيء حولها يوحي بالأصالة، من عمق العراقة أتتْ، يتبغْدَدُ حرفُها، ويمشي الخُيلاء، تخفي رقَّتها خلفَ جدران أزليَّة الصمت والحذر.





هكذا علّمها أبوها، أن تكون أنثى متفرِّدةً بخُلُقها، جلبابُها الحياء، شمَّاء في زمن الابتذال، حملت مآثر الأولين، ومجد تاريخ، وإيمانًا قلبيًّا راسخًا بأن الله يحميها.





وقدّمت لترميَ أمام الملأ آنيةَ وَجَعٍ، وتقول لهم: ذوقوا، هناك طبخوها وتجرّعنا مرارتها، والآن أبتْ نفسي إلا أن تشاطرَكم الوَجَع، مثلما شاطرتموها سعادتَها، واكتشفت أن لكم النصفَ مما ترك الآخرُ فيها!





إنها لا تنتقم، بل هكذا تسامحُ بطريقة عادلةٍ، فأوجاع التاريخ تحمِلُها على عاتقِها، وعَراقَتُها تأبى إلا أن تجعلَها تبتسم بوجه المارِّين ترفًا؛ وفي وطنها ينتظرون منها نصرًا ومؤازرة، فحرفها الجسور قادرٌ، وفكرها الفذُّ متَّقد على الدوام، وكل ما فيها يصرخ: يا وطن!





يغتالون صرختها، ويطالبونها بحقِّهم في وطنها المُستباحِ، المسلوبِ قهرًا، الهارب من بطش الأيام داخل تاريخ لم يرحمْه يومًا!





إنها تضمد الجرح بالجرح، وترمي الأحلام في غيابة الجُبِّ؛ علَّ سيَّارة يلتقطونها ويعيدونها لها، ذات أمل!





الوحدة هي، وهي الوحدة والحزن، لا فرقَ بينهما، غير أن الحُزْن يرافقُها حيثما حلَّت، والوحدة وطنُها المنتظر الوفي دائمًا.





هي تعلم أن قلمَها قابلٌ للكسر في أي لحظة، لكنها تعلم أيضًا أن فكرها لا قيود عليه، ولا سلطان آدميًّا يحكمه، صالت وجالت، وغزت به أكثرَ قبائل بني قومِها، لكن المغانمَ لم تتجاوز عبارة: ما أروعَ قلمَكِ!





إنها لا تبحث عن المديح تمقتُه كثيرًا هي أتَتْكم غازية لتأسِرَ ما تستطيع من خيبتِكم، وتسلب منكم قوت قلمها من مواقفَ تدفعه لأن يُقاوم ويتحدى جبروتَ عدوِّه.





حياتنا فاسدة، وعدوُّنا خبيث، وإخوتُنا جُبناءُ، وقادتُنا خَونةٌ، وكل شيء إلى زوال وإلى نهاية نفقٍ لا بصيصَ ضوءٍ آخرَه.





أزليَّة العِناد، سرمدية العشق لتراب وطنها، أتَتْ لتداهِم عالمًا غريبًا وضاربًا في عمق الغرابة، فوجدتْ مَن يريدها حبيبةً، أو رفيقةَ دربٍ!





إنهم لا يعلمون أنها لا تعترف بالحبِّ، ولن ترتضيَه لقلب شغله حبُّ الله، وسكَنَتْه صَيْحاتُ أهلِها.





إنهم لا يشعرون بآهاتها التي تودُّ سكبها على مائدة تَرَفِهم، إنهم يجمعونها بسلة واحدة.





ليست كلُّ أنثى مشروعَ حبٍّ رخيصٍ!


ليست كلُّ أنثى مشروعَ رذيلة!





رسمتْ صورتها على حجر أبيٍّ، وبه رمتْ العابثين على شواطئ اللهو، وصرخت بأرباب الرذيلة: حسْبُكم هذه صفيَّةُ!





يكفيها أن تجعل خديجةَ قدوتَها؛ لتكون بأمان، وتنجوَ من مخالب الذئاب المتربِّصة، وحسبها أنها تخرجت في مدرسة عائشة؛ لتلتقطَ كلَّ شاردة تمرُّ من أمامها، وتفهم ما يدور خلفها وحولها، وبين أزقَّتِها.





ويكفيها من ثبات أمِّ عمارة أن تنبهر لتقلِّدَها دون تفكير مسبق.





هكذا هي، وهذه مدرستها، وهذا طريقها المرسوم؛ فبأي حق تجمعونها مع الإناث بسلة واحدة؟!






إنها القادمة من عمقِ تاريخٍ لا يرتضي عن الإباء بديلا.





وبعد هذا أيها السادة؛ هل سنجد من يقول: أين هي، ولِمَ اختفت؟!


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 52.32 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 50.69 كيلو بايت... تم توفير 1.63 كيلو بايت...بمعدل (3.12%)]