عودة إلى التربية القرآنية .. المحكم والمتشابه - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ}ا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 387 - عددالزوار : 92360 )           »          السَّدَاد فيما اتفقا عليه البخاري ومسلم في المتن والإسناد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 64 - عددالزوار : 14107 )           »          الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-(سؤال وجواب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 68 - عددالزوار : 53233 )           »          شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 84 - عددالزوار : 46872 )           »          درر وفوائـد من كــلام السلف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 15425 )           »          الثقافة والإعلام والدعوة في مواجهة الغزو الفكري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 19 )           »          أساليب نشر العلمانية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          سلوكيات غير صحيحة سائدة في حياتنا الأسرية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 5 - عددالزوار : 3620 )           »          الصوابية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          القوامة الزوجية.. أسبابها، ضوابطها، مقتضاها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 39 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير > هيا بنا نحفظ القرآن ونرضى الرحمن
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

هيا بنا نحفظ القرآن ونرضى الرحمن قسم يختص بحفظ واستظهار كتاب الله عز وجل بالإضافة الى المسابقات القرآنية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30-12-2020, 01:25 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,986
الدولة : Egypt
افتراضي عودة إلى التربية القرآنية .. المحكم والمتشابه

عودة إلى التربية القرآنية .. المحكم والمتشابه


محمد العبدة

ليس هذا المقال لبحث موضوع المحكم والمتشابه من جميع جوانبه ، ولكن للتركيز على شأن محدد فيه وهو إرجاع المتشابه إلى المحكم في موضوع المشيئة الإلهية التي يتكرر ذكرها في القرآن الكريم ، وإذا رجعنا إلى الآيات التي تتحدث في هذا الشأن نجد إشارة إلى أن القرآن الكريم كله محكم { كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير} ( هود: 1)
أي هو في غاية الإحكام وقوة الاتساق ، فأخباره كلها صدق وأحكامه كلها عدل ، ولا يتطرق الضعف إلى ألفاظه ، ومن جهة أخرى وصف القرآن كله بالمتشابه { الله نزل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً } ( الزمر:23) فهو متشابه في الحسن والهدى والنفع والبلاغة والإعجاز ، ومن جهة ثالثة وصف بأنه يتضمن المحكم والمتشابه ( منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات ، فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله ….) (آل عمران: 7) وأم الكتاب أي معظم الكتاب ، فالمحكم هنا هو ما يدل على معناه بوضوح لا خفاء فيه ، ولا يعرض فيه شبهة من حيث اللفظ ولا من حيث المعنى ، والمتشابه هو ما لا يستقل بنفسه إلا برده إلى غيره ، وهو مما يتعلق به أهل الزيغ ابتغاء الفتنه ، والراسخون في العلم يردون المتشابه المحتمل إلى المحكم الصريح ، ويزيلون ما فيه من شبهة أو غموض ، ولا يسمى أحد راسخاً إلا بأن يعلم من هذا النوع بحسب ما قدر له ، وإذا خفي عليه شيء يقول: ( كل من عند ربنا ) فيصير كله محكم .
فإذا قرأ المسلم هذه الآيات { ولله ملك السماوات والأرض يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء ، وكان الله غفوراً رحيما } (الفتح 14) أو قرأ : { أفمن زين له سوء عمله فرآه حسناً ، فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء } (فاطر: 8) أو قرأ {ولو شاء الله لجعلهم أمة واحدة ، ولكن يدخل من يشاء في رحمته ، والظالمون ما لهم من ولي ولا نصير } (الشورى :8 ) .
وظن أنها خلاف الحكمة ، أو أن هدايته وإضلاله جزافاً بغير سبب ـ معاذ الله ـ ، فلا بد أن يرجع إلى الآيات التي توضح هذا الإشكال وهي أن هدايته لها أسباب يفعلها العبد { يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام } (المائدة: 16) وأن اضلاله لعبده له أسباب وهو تولي هذا العبد للشيطان{فريقاً هدى وفريقاً حق عليهم الضلالة إنهم اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله} (الأعراف: 30 )
وقوله تعالى { إنا جعلنا على قلوبهم أكنّة أن يفقهوه } (الكهف :57) أي لئلا يفقهوه ، وذلك عقاباً لهم بسبب إعراضهم واستكبارهم كما في قوله تعالى { وإذا تتلى عليه آياتنا ولى مستكبراً كأن لم يسمعها } وقوله تعالى { إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون ، ولوعلم الله فيهم خيراً لأسمعهم ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون } ( الأنفال / 22 ــ 23 )
وقوله تعالى } أن تكفروا ، فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر ، وأن تشكروا يرضه لكم { فاتباع الناس لآبائهم ، وإعراضهم واستهزائهم هو السبب في هلاكهم . { ذلك جزيناهم بما كفروا ، وهل نجازي الاالكفور } (سبأ: 17 ) { كذلك يضل الله من هو مسرف مرتاب } ( غافر: 34 ) .{ما يفعل الله بعذابكم ان شكرتم وآمنتم ، وكان الله شاكراً عليماً } ( النساء : 147 )
قال ابن عطية في تفسير قوله تعالى ( اشتروا الضلالة ) لما تركوا الهدى وأعرضوا عنه ، ولازموا الضلالة وتكسّبوها مع أن الهدى ممكن لهم ميسر ، كان ذلك كبيع وشراء (1) وقد أخبر سبحانه وتعالى أنه لا يضل إلا الفاسقين ، ومن آثر الضلال على الهدى ،قال الشيخ اليماني ( وفي القرآن آيات كثيرة في أن الله تعالى لا يهدي الكافرين ، والمراد بهممن استحكم كفرهم ، وليس كل كافر ، فقد هدى الله من لا يحصى من الكفار (2) .
ومن الآيات المحكمات التي يرجع إليها قوله تعالى ( إنا خلقنا الانسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعاً بصيراً ، إنا هديناه السبيل إما شاكراً وإما كفورا } (الإنسان : 2 ــ 3 ) هديناه السبيل ، وضحنا له الطريق ، وهو الذي اختار . وكذلك قوله تعالى {ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها }.
ولكن الإنسان رغم ما أعطي من القدرة على الاختيار إلا أنه يبقى تحت تصرف مشيئة الله ، وحتى لا يظن أنه خارج عن مشيئة الله المطلقة ، وهي مشيئة حكيمة مدبرة ، خلقت أسباباً ومسببات وسنناً كونية ، والإنسان يحيا ضمن هذه السنن فالأيات التي تذكر { يهدي من يشاء ويضل من يشاء } إنما تأتي للدلالة على انفراده سبحانه وتعالى بخلق الأشياء وتدبير جميع الأمور ، ليتعلق رجاء العبد به وحده ، يقول ابن القيم رحمه الله معلقاً على هذا الموضوع : ” فلو سلك الدعاة المسلك الذي دعا الله ورسوله به الناس لصلح العالم صلاحاً لا فساد فيه فالله سبحانه أخبر ، وهو الصادق الوفي أنه يعامل الناس بكسبهم ، ويجازيهم بأعمالهم ، ولا يخاف المحسن لديه ظلماً ولا هضماً ، ولا يخاف بخساً ولا رهقاً ، وإذا أوقع عقاباً أوقعه بعد شدة التمرد والعتوّ عليه كما قال تعالى عن أهل النار ( فاعترفوا بذنبهم فسحقاً لأصحاب السعير ) فالجهّال بالله وأسمائه وصفاته يبغضون الله إلى خلقه ، ويقطعون عليهم طريق محبته والتودد إليه بطاعته من حيث لا يعلمون ، وذلك حين يقررون أن الله سبحانه لا تنفع معه طاعة ، وأن العبد ليس على ثقة ولا أمن من مكره ، ويتلون قوله تعالى ( لا يسأل عما يفعل ) وقوله ( أفأمنوا مكر الله ، فلا يأمن مكر الله الا القوم الخاسرون ) ( الأعراف : 99 ) وأنه يجوز عليه أن يعذب أهل طاعته ويُنعّم أهل معصيته (3) والذين يقصدهم ابن القيم أرادوا إثبات المشيئة المطلقة لله ، وكل هذا من قبيل العناد وردة الفعل تجاه المعتزله ، الذين تطرفوا وبالغوا في حرية الإنسان وإرادته بعيدة عن إرادة الله ومشيئته ، يقول الشيخ محمد عبدالله دراث : وإذن فبدلاً من أن يؤكد الأشاعرة
القدرة الإلهية الكاملة التي غاب عن المعتزلة تأكيدها ، وبدلاً من أن يجعلوها في مقابل الحكمة التي حاول المعتزلة إبرازها ، نجدهم وبدافع الحمية وقلة الحكمة النظرية ، قد ألغوا تقريباً الحكمة من أجل القدرة ”( 4)
ويتعجب الإنسان من هذا الجدل بين الأشاعرة والمعتزلة مع أن الأمر واضح ، ولكنه الجدل والعصبيات والمماحكات النظرية ، ويوضح هذا الأمر الشيخ ابن سعدي ” وهذه الآيات التي تضاف فيها الأعمال إلى العباد حسنها وسيئها اذا اشتبهت على القدرية ، فظنوا أنها منقطعة عن قضاء الله وقدره ، وأن الله ما شاءها منهم ولا قدرها ، تليت عليهم الآيات الكثيرة الصريحة على تناول قدرة الله لكل شيء من الأعيان والأعمال ، فالطاعات والمعاصي واقعة منهم بقدرتهم وإرادتهم ، والله تعالى خالقهم وخالق قدرتهم وإرادتهم ”( 5)
إن الذين وصفهم الشيخ دراز بقلة الحكمة النظرية ردوا النصوص الصريحة الدالة على ثبوت الأسباب شرعاً مقدراً كقوله تعالى ( بما كنتم تعملون ) ( بما قدمت أيديكم ) ردوا ذلك بالمتشابه ( هل من خالقٍ غير الله ) ( فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم ) إن ّ الله سبحانه وتعالى أودع سنناً في الكون ، مثل شروق الشمس وغيابها ، ووجود السحاب ونزول المطر ، وحدوث الزلازل ، والعلماء اليوم يتوقعون نزول المطر في يوم كذا ، ولكن من الذي وضع هذه السنن في الكون ، إنها إرادة الله الكونية وقد أودع الله في فطرة الإنسان قوة تعينه على تمييز الحق من الباطل ، وتهيب به إلى المبادرة إلى الحق ، ومجانبة الباطل ، هذه القوة هي التي قال الله عنها ( فطرة الله التي فطر الناس عليها )وتقارعها قوة أخرى تسوقه إلى الباطل ، وتزين في نظره الكذب ، فإذا أناب الإنسان إلى الله ، تجلى له الطريق الذي يتوصل به إلى الله ، وإذا استكبر ولم يشعر بحاجة للإنابة ، فلن تأخذ الكلمة إلى قلبه سبيلا قال تعالى : { وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجاباً مستورا ، وجعلنا على قلوبهم أكنّة أن يفقهوه ، وفي آذانهم وقراً } (الإسراء : 45 ) .
إنّ الله سبحانه وتعالى أمر بتدبر القرآن مطلقاً ، وأخبر أنّ القرآن هدى وشفاء ، فلا بد أن تكون جميع نصوص القرآن مفهومة ، وقد فسر السلف جميع القرآن ( مجاهد عن ابن عباس ) وأخبر تعالى أن المحكمات هن أم الكتاب وعمدة ما فيه ) والمتشابه هو امتحان للعباد كي يرده العلماء إلى المحكم فتسميتهم راسخين يقتضي بأن يعلمون غير المحكم .
(1) تفسير ابن عطية 2 / 75 .

(2) عبد الرحمن المعلمي اليماني : ايثار الحق على الخلق/16 .

(3) الفوائد / 208 .

(4) دستور الأخلاق في القرآن / 99 .

(5) القواعد الحسان / 69 .




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.92 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.29 كيلو بايت... تم توفير 1.63 كيلو بايت...بمعدل (3.21%)]