خمْسونَ فائدة ً وفائدةًٌ من شرح ِ الطَّحاوية ِ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         فواصل للمواضيع . (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 15 - عددالزوار : 80 )           »          صورلأحاديث النبىﷺ تقربك من ربك وتعلمك دينك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 25 )           »          شرح حديث (اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ كُلُّهُ، اللَّهُمَّ لاَ قَابِضَ لِمَا بَسَطْتَ، و (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          هل تصلَّى التراويح مفردة أم جماعة ؟ وهل ختم القرآن في رمضان بدعة ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          مراعاة حال الضعفاء من كبار السن ونحوهم في صلاة التراويح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          الوصايا النبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 30 - عددالزوار : 10591 )           »          الفَرَحُ ما له وما عليه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 14 )           »          لا يستوون عند الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 680 )           »          أثر العربية في نهضة الأمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 4882 )           »          الابتلاء ورفع الدرجات وتكفير السيئات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14-11-2020, 08:31 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,887
الدولة : Egypt
افتراضي خمْسونَ فائدة ً وفائدةًٌ من شرح ِ الطَّحاوية ِ

خمْسونَ فائدة ً وفائدةًٌ من شرح ِ الطَّحاوية ِ
للشيخ / عبد الرحمن البراك

أبو الهمام البرقاوي




بسم الله الرحمن الرحيم , ثم الصلاة ُ والسلام ُ على أشرف ِ الأنبياء ِ والمرسلين .


وبعد .



فإني بدأتُ معتصما ً بالله مستهديا ً في شرح الطحاوية لابن أبي العز الحنفي , ثم ذكّرني أخ ٌ فاضلٌ لي , بشرح الشيخ عبد الرحمن البراك للطحاوية .


فرأيت الأفضل أن أقرأُ شرح َ الشيخ ِ البراك ليكونَ مقدمة ً لي على كتاب ِ ابن أبي العز – رحمه الله – فأنتقي من شرح العلامة ِالبراك الفوائد قبل انتقائي من ابن أبي العز الفرائد.


وقد قرأتُ شرحَ الشيخ ِ كاملا ً , فألفيته كتابا رائعا ً لمن بدأ في فنِّ العقيدة تبصرةً له , تذكرة ً لمن انتهى , مفيدا ً للعامة وطلاب العلم المبتدئين .


فقد سبك الشيخُ عبارات الطحاوية سبكا سهلا ً سلسا ً , وأسأل الله أن يشرحه الشيخ ثانية ً بسهولة الشرح هذا لكن بتوسع في شوارد المسائل والخلاف ِ فيها .



ترجمةُ الإمام ِ الطحاوي :


اسمه : أحمدُ بنُ محمد ٍ سلامة َ بن ِسلمة بن عبد الملك ِ الأزدي المصري أبو جعفر الطحاوي نسبة ً لقرية ِ " طحا" في صعيد ِ مصر .


َ
من شيوخِه : يونسُ بنُ عبد ِ الأعلى * والربيع بن سليمانَ المرادي * وخاله إسماعيل المزني .
رحلته : رحل إلى الشام سنة 268هـ ، ولقيَ القاضي أبا خازم عبد الحميد بن عبد العزيز ِ , وتفقه عليه , وتنقل بين مدن الشام وسمع من جماعة ٍ من المحدِّثين .

مذهبه الفقهي : كان شافعيّا ثم تحول إلى مذهب أبي حنيفة َ , وسببه : أنه كان يقرأ على خاله ِ المزني الشافعي , فمرت مسألة دقيقة لم يعقِلها أبو جعفر , فبالغ المزني في تقريبها , فلم يتفق ذلك , فغذب المزني وقال " لا والله جاء منك شيء " فغضب أبو جعفر وانتقل إلى مجلس القاضي الحنفي ابن أبي عمران .

من مؤلفاته : 1_ شرح ُ مشكلِ الآثار 2_ شرح معاني الآثار 3_ شرح الجامع ِ الكبير 4_ شرح الجامع الصغير 5_ الوصا 6_ أحكام القرآن 7_ الفرائض وغيرها .

من تلاميذه : أبو القاسم الطبراني * أحمد بن عبد الوارث الزجاج * يوسف بن القاسم الميانجي

كان –رحمه الله- ثبتا ً فقيها ً عاقلا ً حافظا ً جهبذا ً جليلَ القدر , فقيه البدن , بصير بالتصنيف , عالماً بالحديث ِ واختلاف العلماء , وفي مذهب أبي حنيفة وكان شديد العصبة فيه .

وفاته : توفي –رحمه الله – بمصر ليلة الخميس مستهل ذي القعدة سنة 321هـ



فوائدُ الشرح :


هذا ذكرُ بيان ِ عقيدة ِ أهل ِ السنّة والجماعة


1_ المرادُ بالعقيدة ِ أو الاعتقاد ِ : نفسُ عقد ِ القلب , وجزمه ويقينه , وتارة ً يُطلقُ الاعتقاد ُ على الشيء المعتقَد المعلوم , فيقال في الأول ( اعتقادُه قويٌّ وسليم ) وفي الثاني ( اعتقاد أهل السنة والجماعة في الإيمان بالله ِ وملائكتِه ) .

على مذهب ِ فقهاء ِ الملة ِ أبي حنيفة .....


2_ لو قال " على مذهب فقهاء الملة منهم : أبو حنيفة .. " لكان أولى , لأنَّ الإمامةَ ليست محصورةً فيهم . ولكنه نظرَ إلى كونِه منْتمِيا ً إلى فقه أبي حنيفة , وتفقه على فقهِه .

وما يعتقدون من أصول الدين , ويدينون به ربّ العالمين .


3_ مسائلُ الدّين نوعان ِ 1_ مسائلُ علميّة وله أصولٌ وفروعٌ 2_ مسائلُ عمليّة وله أصولٌ وفروعٌ كما حرَّرَ ذلك شيخُ الإسلام ِ ابن تيمية , وأنكر على من يجعل جميع مسائل الاعتقاد من أصول الدين .

إنَّ الله واحد ٌ لا شريك َ له


4_ الكافرُ الأصليُّ أو اليهوديُّ أو المشرك أو المرتد يدخلون في الإسلام بالإقرار ِ في الشهادتين ِ ( شهادة ِ أن لا إله إلا الله وأنّ محمدا ً رسول الله ) والالتزام ِ بالشرائع ِ الأخرى كالصلاة ِ والزكاة .
وقال بعضُ أهل ِ الكلام " إن أولَ واجبٍ هو النظر " وبعضهم تنطع فقال " بل أوّلُ واجبٍ هو القصدُ إلى النظر ِ " وأقبحُ من ذين من قال " إن أولَ واجب ٍ هو الشكُّ " أي أن يشكَّ الإنسانُ في وجود ِ الإله ثم ينظرُ بعدُ في الأدلة . وبئسَ ما قالوا وهي أقوال ظاهرةُ الفساد ِ والبطلان ِ " والنظرُ مشروعٌ لكن لا يقال " أول واجب " ! بل النظر من الأسباب ِ التي يقوى بها إيمانُ المؤمن , وأثنى اللهُ على أوليائه المتفكرين في المخلوقات " ويتفكرون في خلق ِ السموات والأرض ربنا ما خلقتَ هذا باطلا ً سبحانك فقنا عذاب النار "

لا شيءَ مثلَه ..


5_ يجبُ الإيمان بأن الله َ تعالى موصوفٌ بالكمال ِ , وإثابتُها التي وصفه بها نفسَه , ليستْ منَ التشبيه ِ في شيء ٍ خلافا ً للمعتزلة ِ والجهميَّة ِ ومن وافقهم , من زعم أنَّ إثباتَ الصفات ِ تشبيهٌ , وأصلُ هذه الشبهة ِ قولهم " المخلوقُ يوصَفٌ بأنه عليمٌ وسميع وبصير فلو أثبتْناها إلى الله ِ لكان مماثلاً للمخلوق ِ "
وردَّ عليهمْ أهلُ السنةِ فقالوا " يلزمكم أن تقولوا إنَّ وصفه تعالى بالوجودِ تشبيهٌ ,فالله تعالى موجود ٌ , والمخلوق موجود , ولكلٍّ منهما وجودٌ يخصه , وليس الموجودُ كالموجود ".

ولا شيء يُعجزه ..


6_ ودليلُه قولُه تعالى " وما مسّنا من لغوب " وقوله " ولا يؤوده حفظُهما " وكلُّ ما يوصَف اللهُ به من النّفيِ فإنه متضمنٌ لإثبات ِ كمال , هذه قاعدة , فاللهُ تعالى لا يوصفُ بنفي ٍ محض ٍ لا يدلُّ على ثبوت ٍ , فإنَّ النفيَ المحضَ ليس فيهِ مدحٌ , وإنما المدحُ في النفي المتضمِّنِ للكمال , فاللهُ موصوفٌ بالنفي والإثبات .
فنفيُ السَّنَةِ والنوم ِ متضمنٌ لكمال ِ حياتِه وقيّوميّته , وقوله " لا يعزُب عنه مثقال ذرة " يتضمن كمال العلم ِ وقولُه " ولا يظلمُ ربّك أحدا " يتضمن العدل , وأما المعطلةُ فإنهم يصفونه بالنفي المحض ِ كقولهم " إن الله لا يجهلُ " وقد يقولون " إن الله َ لا يعجز " لكنهم لا يُثْبِتُونِ الأضداد .

قديمٌ بلا ابتداء ٍ , دائمٌ بلا انتهاء ٍ , لا يفنى ولا يَـبيد ..


7_ القديمُ في اللغة : ضدُّ الحديث ِ كقوله " قال أفرأيتم ما كنتم تعبدون* أنتم وآباؤكم الأقدمون " وأصلُ القديم ِ المتقدِّم على غيره فيشمل " التقدم المطلق *و * التقدم النسبي " أما التقدُّمَ المطلقُ فهو لله تعالى سابقٌ في وجوده كلَّ شيء , ولا بداية لوجوده لذا قال المؤلف " بلا ابتداء " ويقال أزلي وهو الماضي لا حدّ له .
فالله أزلي أبدي , وليسا من أسمائه الحسنى التي يُثنى عليه بهما ويدعى بهما , فلم يردا في الكتاب ِ ولا السنة , إنما يصحُّ الإخبار بهما عن الله فتقول " الله موجود وشيءٌ وله ذاتٌ وقديم ٌ ودائمٌ "
ولكن ورد " الأول " والآخر" في القرآن الكريم ( هو الأول والآخر والظاهر والباطن )
وغلبَ على أهل ِ الكلام ِ إطلاق لفظ ( القديم ) على الله تعالى فيقولون : هذا يجوزُ على القديم ِ وهذا لا يجوز على القديم وهذا من أغلاطهم .
وأما التقدّم النسبي فهو للمخلوقاتِ " فبضعها متقدِّم على بعض "

ولا يكونُ إلا ما يريد ..


8_ الإرادةُ المضافةُ إلى الله ِ نوعان : 1_ إرادةٌ كونيَّةٌ 2_ إرادةٌ شرعيّةٌ . فمن شواهد الإرادة ِ الكونيَّة قوله تعالى ( ومن يردْ أن يضلَّه ) ( فمن يرد الله ُ أن يهديه ) وبمعنى المشيئة تماما( إن الله يفعل ما يشاء)
ومن شواهد ِ الإرادة ِ الشرعية قوله تعالى ( يريدُ الله ُ بكم اليُسْرَ ولا يريدُ بكم العسر )( يريدُ اللهُ ليبيِّنَ لكم)
والفرق بين الإرادتين من وجهين :
1_ أن الإرادة َ الكونية : عامةٌ لكل ما يكونُ , لا يخرجُ عن شيء ٍ , فيشمل ما يحبه الله وما يبغضه
2_ أن الإرادة َ الشرعية : مختصةٌ بما يحبّه الله عزوجل فالكونية لا تستلزم المحبة بخلاف الشرعية

3_ أن الإرادة َ الكونيّة : لا يتخلّف مرادُها أبدا ً
4_ أن الإرادةَ الشرعية : لا يلزمُ منها وقوع المراد
فتجمتع الإرادتان ِ في إيمان ِ المؤمن , وتنفرد الكونيةُ في كفر الكافر , فلا نقول " إن اللهَ شاء من أبي جهل ٍ الإيمان ِ " لا , لأن الشرعية لا تفسر بالمشيئة ِ بل نقول " إن الله أرادَ منه الإيمان " فالمشيئةُ كونيةٌ فقط
وفي هذا ردٌّ على المعتزلة ِ , فإنهم ينفونَ الإرداة َ الكونية , ومن أصولهم الباطلة ٍ ما يسمّونه بالعدل ِ ويدرجونَ فيه القدر , ومن نفيهم القدر : نفيهم عموم ُ المشيئة ِ فكلُّ أفعال ِِالعبادِ عندهم ليستْ بمشيئةِ الله

لا تبلغُه ُ الأوهامُ , ولا تدْركُه الأفهامُ ..


9_ فلا يبلغُ اللهَ الظنونُ والخيالاتُ , ولا يمكن للعباد ِ أن يُدركوا حقيقة ذات ِ الرب , ولا تدركه الأفهام : الإدراكُ فيه من معنى الإحاطة ِ ولم يقل " لا تعرفه الأفهام " لا , العباد يعرفونه لكنهم لا يُحيطون به علما ً
ويقول بعضُ المتكلمين : كلُّ ما خطرَ ببالك , فاللهُ تعالى بخلاف ذلك , وهذا من الألفاظ المبتدعة المجملة فلو أراد " كل ما خطر ببالك " الكيفيات فصحيح والله بخلاف ِ ذلك وليس كمثله شيء .
أما ما خطرَ ببالك من أنه فوق السماوات فهذا علمٌ وحقٌّ , وليس بخاطرٍِ , بل يجبُ الإيمانُ به .




لا شيءَ مثله , ولا يشبهُ الإنام َ ..


10_ الصواب هذه " ولا يشبِهُ الأنام " ولو كانت " ولا يُشبِهه الأنام " لم تختلف عن " ولا شيء مثله "

فالتمثيل الذي يحبُ نفيُه عن الله ِ نوعان ِ :
1_تمثيلُ الخالق ِ بالمخلوق , كما وصف اليهود اللهَ بالفقر والبخل فهما من خصائص المخلوق شبهوها بالخالق .
2_ تمثيل المخلوق ِ بالخالق ِ , كما فعل المشركون َ فقد اتخذوا مع الله آلهة ً أخرى ,فجعلوا للمخلوق ِ ما هو من خصائص الرب .
إذا ً فقول المؤلف " ولا شيء مثله " نفيٌ لتمثيل ِ المخلوق ِ بالخلف وقوله " ولا يشبه الأنام " نفي للماثلة الخالق ِ بالمخلوق ِ , وأفادت ِ الجُمْلتان ِ نفي التشبيه ِ أو التمثيل بنوعيه , وهو الظاهر من كلام المؤلف.

أنواع الصفات وموقف المعطلة منها


11_صفاتُ الله ِ نوعانِ : صفات ذاتية ,وهي: اللازمة لذات ِ الرب –التي لا تنفكُّ عن الذاتِ- كالعلم , والسمع والعزة والقيومية , وصفاتُ فعلية مثل : الاستواء على العرش ِ والنزول ِ والمجيئ ِ والغضب ِ , فكلُّ ما تستطيعُ أن تقولَ فيه
" ما زال " فهي ذاتية , وهناك صفات ذاتية فعلية مثل : الكلام والخلق ِ والزرق ِ
وضابطُ الصفاتِ الذاتية والفعلية ( أن الذاتية لا تتعلق بها المشيئة خلاف الفعلية ) ونفى الجهمية كلَّ الصفات ِ , ولم يثبتوا إلا ذاتاً مجردةً , وتبعهم المعتزلة في ذلك .
وهناك َ طوائف لفقوا واضطربوا أخذوا من هذا في جانب , ومن هذا في جانب مثل : الكلابية الذين ينفون الصفات الفعليى وهي المتعلقة بالمشيئة , وكذلك الأشاعرة ينفون كثيرا من الصفات ِ- الذاتية والفعلية- فيقولون إنه تعالى لا تقومُ به الأفعال الاختيارية .
12_ الأفعال الاختيارية هي : المتعلقةُ بالمشيئة ِ مثل : النزول –فعل اختياري- يفعلهُ الله بمشيئته , والاستواء –فعل اختياري – وكذا الغضب والرضا والحب , ونفاة الأفعال ِ الاختيارية بنو على مذهبهم شبهةٌ باطلةٌ فقالوا ( إنه تعالى منزه عن حلول الحوادث) فيقال لهم هذا لفظ ليس موجودا في القرآن ولا السنة , وهو لفظٌ مجملٌ يحتملُ حقاً وباطلا ً , فإن قصد َ " أن الله منزّه أن يحلَّ فيه شيء من المخلوقاتِ فهو حق " وإن قصد " أن الله منزه أن تقوم به الأفعال الحادثة التي تكون بالمشيئة " فباطل .
13_ في تسلسل ِ الحوادث ِ ( يعني هل يمكن أن يكونَ ما من مخلوق ٍ إلا قبلَه مخلوق , وقبله مخلوق , وقبله مخلوق إلى ما لا نهاية َ له فهل هذا ممتنع ؟ ) ثلاثةُ مذاهب :
1_ قال جهم ٌ : بامتناع ِ دوامِ الحوادث ِ في الماضي والمستقبل ِ , فجنسُ الحوادث ِ عنده له بدايةٌ , ويمتنعُ دوامها في المستقبل , ولهذا قال بفناء ِ الجنة والنار .
2_ جمهورُ المتكلِّمين قالوا : بامتناع ِ دوام ِ الحوادث ِ في الماضي , وجوازه في المستقبل .
3_ الصواب هو : جواز دوام الحوادث في الماضي والمستقبل لأنه ممكن لا مانعَ منه , فإذا كان الرب لم يزل على كلِّ شيء ٍ قديرا ً , فلم يزل ِ الفعلُ ممكنا ً , ومن يقول : إنه لم يخلق في الأزل ِ فعليه بالدليل .

خلقَ الخلق َ بعلمه , وقدر لهم أقدارا ً , وضربَ لهم آجالاً , ولم يخفَ عليه شيءٌ قبل أن يخلقهم , وعلم ما هم عاملون قبل أن يخلقهم .


14_ العلمُ من صفات ِ الله تعالى , أما الجهمية فإنهم ينفون أسماءَ اللهِ وصفاتِه , ويقول " إضافتها إلى الله مجاز " , والمعتزلةُ ينفون الصفات ويقولون " اسمه عليمٌ بلا علم ٍ " فليس العلمُ صفةً قائمةً به , والحق الذي عليه أهل السنة والجماعة ِ ومن اتبعهم بإحسان ٍ أنه عليمٌ بعلم ٍ , وأن العلم صفته سبحانه وتعالى , قال تعالى " أنزله بعلمه " وقال " ولا يحيطون به علما ً " وعلمه تعالى علمٌ أزليٌّ لا يتجدد
ومعنى قوله " وضرب لهم آجالاً " أي أن الله ضرب لعباده آجالاً يموتون , فالمقتولُ ميت بأجله , هذا عند أهل ِالسنة .
وعند المعتزلة " إن القاتلَ قد قطع َ على المقتول ِ أجلَه , فيمكن أنه سيعيشُ مائة سنةً , لكن اعتدى القاتِلُ فقتله وهو ابنُ عشرين سنة ً , فضيَّع عليه القاتل ثمانين سنة " نعوذ بالله ِ من الجهل والضلالة , بل المقتولُ ميّت بأجله , وجعل الله لانقضاء الآجال ِ أسبابا ً فمن الناس ِ من يموتُ بأسباب ٍ سماوية ٍ لا دخلَ لأحد ٍ من الناس , ومنها ما له سبب كالقتل!! .
فالآجال والأعمار مقدرة بيد الله ِ , وقد تطولُ وقد تنقص , لأسباب ٍ كوينة وشرعية فأما الشرعية: كبر الوالدين وصلة ِ الرحم , ويكون البر والصلة مكتوباً عند الله عزوجل , فيطيلُ الله عمره , وفي الحديث " من أحب أن ... وينسأ له في أثره فليصل رحمه " وفي الحديث " ولا يزيدُ في العمر ِ إلا البر "



وجوبُ الإيمان ِ بالقدر


وأمرهم بطاعتِه , ونهاهم عن معصيتِه ....


15_ قول المشركين " لو شاءَ الله ُ ما أشركْنا " يتضمن أنهم يقرون بالقدر وبمشية ِ الله , لكنها –كلمةُ حقٍّ أريدَ بها باطلٌ -! فهم يقولون ذلك معارضة ً لما جاءت به الرسل من الأمر بعبادة ِ الله , ونهيهم عن الشِّرك .
والجبريّة –المنستبون للمسلمين- يقال لهم " مشركية " لأنهم بمنهجهم شابهوا المشركين الذين قالوا " لو شاء الله ما أشركنا"
16_ الهدايةُ المضافةُ إلى الله ِ المتعلِّقة ِ بالمكلف ِ نوعان :
1_ هدايةٌ عامة –للمؤمن والكافر- وهي :هدايةُ الدلالة والبيان ِ والإرشاد ِ لسبيل ِ الخير والشر كما قال تعالى " وهديناه النجدين " وقال " وأما ثمود فهديناهم " أي دلهم .
2_ هدايةُ التوفيق : لقبول ِ الحق , وإلهامِ الرشد , وشرح الصدر قال تعالى " فمن يريد اللهُ أن يهديَه يشرح صدره للإسلام فهاتان ِ هدايتان ِ : الأولى ( هداية عامة ) والثانية ( هدايةٌ خاصة ) وهي التي لا يملكها إلا الله , وأما الأولى فقد جعلها الله للرسل ِ , كما قال تعالى " وإنك لتهدي إلى صراط ٍ مستقيم ٍ "
وأنكرت ِ المعتزلةُ( هداية التوفيق ) لأنهم أخرجوا أفعال العباد ِ عن مشيئة ِ الرب سبحانه وتعالى , وإنما أثبتوا الهداية العامة .

الفرق بين النَّبيِّ والرسول :

17_ الفرق المشهور " أن النبي أوحي إليه بشرع ٍ جديد ولم يؤمر بتبليغه " والرسول " من أوحي إليه بشرع ٍ جديد ٍ وأمر بتبليغه " وهي غير مستقيم , لأنه يشعر أن النبيَّ الموحى إليه بشرع ٍ جديد هو المكلَّف فقط ! وهذا خلاف قوله تعالى " إنا أنزلنا التوراة َ فيها هدى ً ونورٌ , يحكم بها النبيون الذين أسلموا "




والصواب: أن كلَّ نبيٍّ رسولٌ مأمورٌ بالتبليغ ِ , لكن الإرسال على نوعين :
1_ الإرسالُ إلى قوم ٍ مؤمنين ,بتعليمهم , وفتواهم , والحكم بينهم , وهذه وظيفةُ الأنبياء .
2_ الإرسالُ إلى قوم ٍ كفار مكذبين , لدعوتهم إلى الله , وهذه وظيفة ُ الرسل .
وهو الذي اعتمده شيخ الإسلام ِ في " النبوات " .
وقالت ِ المعتزلة : إن النبوّة لا تثبتُ إلا بالمعجزات ِ , مثل : عصا موسى ويده , وانشقاق ِ القمر لمحمد عليه الصلاة والسلام . وهذا باطل , فإن من الأنبياء لم تذكر آياتُهم وقال النبي عليه الصلاة والسلام " ما من الأنبياء ِ نبيٌّ إلا أعطيَ ما مثله آمنَ عليه ِ البشر " فالنبوة تثبتُ بغير ِ المعجزات ِ .

هل من الجنِّ رسلٌ ؟


18_ اختلف أهلُ العلم في ذلك , فجمهورُ أهل ِ العلم ِ أنَّ الرسلَ من البشر ِ , وأما الجنُّ فمنهمْ دعاةٌ ونذرٌ , وقال تعالى
( وما أرسلنا من قبلكَ إلا رجالاً نوحي إليهم من أهلِ القرى )
واستدلَّ أهلُ القول ِ الثاني بقوله ( يا معشر َ الجنِّ والإنس ِ ألم يأتكم رسلٌ منكم يقصّون عليكم ءاياتي وينذرونكم لقاء َ يومِكم هذا ) فخاطب الجميع : الجنَّ والإنسَ بقوله ( ألم يأتكم رسلٌ ) . وقال الجمهور : إن الآية محتملة, وليس صريحةً
والأمر في هذا سهلٌ , والمقصود : أن الجن والإنس مكلفون ,وخلقهم الله لعبادته , وأقام الحجة عليهم , منهم الصالح والطالح . ومن أنكرَ وجودَ الجنِّ فقد كفر !!!
19_ فائدة لغوية : يشترطُ في كونِ المصدر ِ مؤكِّدا ً , أن يكون من لفظ ِ الفعل ِ كـ قمت قياماً , أو بمعناه كـ قمت وقوفا ً .

وإنَّ القرآنَ كلامُ الله ِ , منه بدا لا كيفيَّة ٍ قولا ً ....وكلام الله تعالى بالحقيقة ِ ليس بمخلوق ٍ ..


20_ القول بخلق ِ القرآن ِ قولٌ مبتدع باطلٌ مبنيٌّ على باطل , فهو مبني أن الله لا يقومُ به كلامٌ , وهذا قولُ الجهيمة والمعتزلة ِ .
وأما الأشاعرةُ فمذهبهم في القرآنِ ملفقٌ , فيثبتونَ الكلامَ لله ِ , ويقولون : إنه تعالى متكلمٌ , والكلام يقومُ به , وهو معنى واحدٌ قديمٌ قائم به لازمٌ لذاتِه , لا تتعلق به المشيئة , لا بحروف وأصوات , ولا يسمع من الله , هذا تحريرُ مذهبِهم .!
وهم يقتربون من الجهمية والمعتزلة ِ , فليسَ بينهم كبيرُ فرق ٍ .
وأهلُ السنَّة ِ والجماعة ِ عندهم : أنَّ القرآن كلامُ الله ِ على الحقيقة ِ كيف ما تصرف : مكتوباً , ومحفوظاً ,ومسموعاً , ومتلوّا ً.
فإن سمعتَ حديث " إنما الإعمال بالنيات " قلتَ : هذا قول رسول الله , وإن سمعت بيتا لامرئ القيس قلتَ : هذا كلامُ امرئ ِ القيس .
\


يتبع ...!!



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 14-11-2020, 08:32 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,887
الدولة : Egypt
افتراضي رد: خمْسونَ فائدة ً وفائدةًٌ من شرح ِ الطَّحاوية ِ

خمْسونَ فائدة ً وفائدةًٌ من شرح ِ الطَّحاوية ِ
للشيخ / عبد الرحمن البراك

أبو الهمام البرقاوي

إثباتُ رؤية ِ المؤمنين لربهم في الآخرة .


21_ الآية ُ الأولى ( وجوهٌ يومَئِذ ٍ ناضرةٍ * إلى ربِّها ناظرة ) وقال ( كلَّا إنَّهم عن ربهمْ لمحْجُوبون ) أي الكفار فلم يستوِ المؤمنونَ معهم !!...وفي الحديث ( فإنكم ترون ربَّكم يومَ القيامة ِ كذلك ) وفي دعاء النبيِّ عليه الصلاة والسلام ( أسْألكَ لذَّة َ النظرِ إلى وجهك ) ومع هذا قد عميَ الجهمية والمعتزلةُ ومن وافقهم في إثباتِ ذلك , لأن نفيَ الصفاتِ مستلزمٌ لنفيِ الذات ! ومن شبهاتِهم عن هذا بقوله تعالى ( لا تدركُهُ الأبصار ) أي لا تراه !
وأجيب : بأن قوله ( لا تدركُه الأبصار ) نفيٌ للإحاطة ِ , ونفيُ الأخصِّ لا يَسْتَلْزمُ نفيَ الأعمِّ !!
وقيلَ في تفسيرِ هذه الآية " لا تدركه أبصارُ الكفار " وقيل " لا تدركه الأبصار في الدنيا " وهما مرجوحان لسببين:
1_ أن الإدراكَ أخصُّ من مطلق ِ الرُّؤية ِ , وليسَ المنفيَّ الرؤيةُ
2_ على هذا التفسير ِ لا بدَّ من التقييد والتخصيصِ ,أما على التفسيرِ الأوَّل فالآية ُ على إطلاقِها .


معانيْ " نظر"ِ


22_نظر في اللغة العربيَّة ِ يأتي على وجوه ٍ :
1_ متعدياً بنفسهِ , فيكونُ بمعنى الانتظار ِ قال تعالى ( هل ينْظُرونَ إلا تأوِيْلَه ) أي : هل يَنْتظرُونَ إلا تأويله .؟!
2_يأتي متعدِّيا ً بـ " في " فيكونُ بمعنى التفكر قال تعالى ( أوَلمْ يَنْظروا في مَلكُوتِ السماوات ِ والأرضِ ) ؟!
3_ يأتي متعدِّيا ً بـ"إلى " فيرادُ به نظرُ العين ِ قال تعالى ( أفلا يَنْظُرونَ إلى الإبل ِ كيفَ خُلِقَت ) ؟!




قاعدةٌ مهمةٌ


23_ قاعدة(النفيُ الذي منْ صفات ِ الله ِ تعالى , لا بدَّ أنيتضمَّن ثبوتا ً ،فأمَّا النَّفيُ الَّذي لا يتضمَّنُثبوتا ً , فلا يدخلُ في صفاتِه تعالى , بل كلُّ نفي ٍ فيصفاتِه فإنَّه متضمِّنٌ لإثبات ٍ , فنفيُ إدْراك ِالأبصار ِ له يتضمَّنُ إثباتَ كمال عظمته سبحانه , فلكمال ِ عظمته لا تدركُهالأبصار) وقال شيخُ الإسلام –رحمه الله-( ومعلومٌ أنَّ كونَ الشيءِ لا يُرى ليس صفةَ مدح ٍ , لأنَّ النفيَ المحضَ لا يكونُ مدحا ً إن لمْ يَتضمَّنْ أمراً ثبوتيَّا ً , ولأنَّ المعدومَ لا يُرى , والمعدومُ لا يُمدحُ , فعُلِمَ أنَّ مجرَّدَ نفي ِالرُؤية ِ لا يكونُ مدحاً!!


معاني التأويل لشيخِ الإسلام !


لا ندخلُ في ذلك متأوِّلينَ بآرائنا , ولا متوهمين بأهوائنا


24_ قال الإمامُ ابنُ تيمية –رحمه الله - : فإن التأويلَ صارَ مستعمَلاً في ثلاثة ِ معان ٍ :
1_ التأويلُ في اصطلاحِ كثير ٍ من المتأخرين المتكلمين في الفقه ِ وأصوله : صرفُ اللفظ ِ الاحتمال الراجح ِ إلى احتمال ٍ مرجوح ٍ لدليل ٍ يقترنُ به .
2_ التأويل بمعنى : التفسير ِ , وهذا هو الغالب في على اصطلاحِ المفسرين . قلتُ "وأكثرَ من ذلك ابنُ جرير الطبريَّ"
3_ التأويلُ بمعنى : الحقيقةُ التي يؤولُ إليها الكلام .اهـ


مذهبُ أهل ِ السنَّة ِ في إثبات ِ الصفات ِ


وسطٌ بين المعطلة والمشبِهة !! 138


25_


الحدودُ والغاياتُ والأركانُ


والأعضاءُ والأدواتُ 142


26_


هل كانَ الإسراءُ والمعراجُ


بجسدِ النبي أم بروحه ؟! 149


27_


هل لفظُ " مخيَّر , ومسيّر "


صحيحانِ إطلاقاً ؟ 165


28_


ما العلم الموجود ؟


وما العلمُ المفقود ؟


29_



التقادير الأربع !! 180


30_


أنواعُ علوِّ الله ِ


جلًّ وعلا !! 193


31_


من هم أهلُ القبلة ؟ 207


32_


لمن نشهدُ بالجنة ؟


وذكر المذاهب الثلاثة !! 219


33_


طرقُ القرآن الأربع في تقرير


ِ إمكان البعث !! 242


ومن ينكر البعث ؟ 301


34_


ما تعريفُ الكبيرة ؟


وما تكفيرها ؟ 254


35_


الحب على ثلاثة ِ أقسام !! 276


36_


ما حقيقةُ الروح ؟


والأقوال فيه ! 290


37_


الاستطاعةُ نوعان ! 326


38_


هل أفعالُ العباد مخلوقة ؟330


39_


هل ينتفعُ الأمواتُ بالأحياء ؟


أم أن ليس للإنسانِ إلا ما سعى ؟ 342


40_



لوازمُ من يُدْعى ؟


ويستجيب الدعاء ! 347


41_


هل يغضبُ اللهُ ويرضى ؟ 352


42_


هل هناكَ تلازمٌ بين المحبة


والمشيئة ؟ 355



43_


هل الصحابةُ متساويون في الفضل ؟


أما متفاتون ؟ 385


44_


من الأفضل ؟ عثمان أم علي ؟


رضي الله عنها 368


45_


من الأفضل ؟ خديجةُ أم عائشة ؟


رضي الله عنهما 376


46_


أقسام الشيعة ! 379


47_


انقسامُ الناس ِ في العلماء !


إلى ثلاثة 384


48_


أقسامُ أقوال ِ الأئمة !


في قبولها وردِّها 386


49_


الرد على الملاحدة ِ والصوفية!


وطبقتا أولياء ِ الله 392


وإثبات ِ كرماتهم


50_


أصولُ المعتزلة ِ الخمسة !! 420




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 81.72 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 79.63 كيلو بايت... تم توفير 2.09 كيلو بايت...بمعدل (2.56%)]