خطوات نحو جبر الانكسار - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4953 - عددالزوار : 2056026 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4528 - عددالزوار : 1323873 )           »          احمى أسرتك وميزانيتك.. دليلك الشامل لشراء أفضل اللحوم الطازجة والمجمدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 73 )           »          4 خطوات تقلل من شيب الشعر وتجعله صحيا وحيويا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          4 وصفات سموزي مناسبة للرجيم.. نكهات لذيذة لحر الصيف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 49 )           »          طريقة عمل الفراخ في المقلاة الهوائية بطعم حكاية.. السر في العسل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          وصفات طبيعية لتفتيح الأندر أرم.. تقشير آمن وترطيب للبشرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          4 أفكار مختلفة لتصميمات مطبخ عصري.. موضة 2025 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          خلصي بيتك من السموم في 5 خطوات.. أهمها تغيير أدوات الطهي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          7 خضراوات تحتوي على فيتامين سي أكثر من البرتقال.. هتنور وشك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29-07-2020, 02:20 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,481
الدولة : Egypt
افتراضي خطوات نحو جبر الانكسار

خطوات نحو جبر الانكسار

د. خالد رُوشه




لا تحزن ايها العبد المؤمن , ولا تتألم ايها المنكسر الضعيف , ولا تيأس ايها الوحيد الغريب , ولا تبك ايها الفقير المعوز , ولا تهتم ايها العائل المحزون , ولا تبتئس ايها المظلوم المحروم , فإن ربك هو الجبار سبحانه ..


سيذهب حزنك , ويجبر كسرك , ويزيل يأسك , ويؤنس غربتك , ويطمئن وحدتك .
سيغنيك بعد فقر , ويسترك بعد عري , ويسعدك بعد هم , ويقويك بعد ضعف , وينصرك بعد ظلم .


ويا أيتها الأمة الإسلامية المنكسرة المستضعفة , سيجبرك جبار السموات والأرض إن أنت اصلحت ونصرت وعدت إليه .


إنه هو الجبار سبحانه .. فابشر واستبشر بكل خير , " أنا عند ظن عبدي بي " , " العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون "


واسمه سبحانه الجبار يجمع ثلاثة معان هي الملك الذي يجبر كسر عبيده , والقهرفوق العباد , والعلوعلى الخلق , يقول الطبري : "الجبار يعني المصلح أمور خلقه، المُصَرِّفهم فيما فيه صلاحهم" , ويقول الخطابي : "الجبار هو الذي جبر مفاقر الخلق، وكفاهم أسباب المعاش والرزق" , ويقول السعدي : " هو بمعنى العلي الأعلى، وبمعنى القهار، وبمعنى الرؤوف الجابر للقلوب المنكسرة، وللضعيف العاجز، ولمن لاذ به ولجأ إليه "


فهو سبحانه جبار جبر قوة , يقهر الجبابرة ويغلبهم بجبروته وعظمته، فكل جبار فهو تحت قهر الله عز وجل وجبروته وفي يده وقبضته.


وهو سبحانه جبار جبر رحمة , يصلح حال عباده , فيجبر الضعيف و الكسير والحزين والفقير وغيرهم .


وهو سبحانه جبار جبر علو , فإنه سبحانه عال فوق خلقه وهو قريب منهم يعلم ما يسرون وما يعلنون .


فاسمه سبحانه الجبار يرجع إلى كمال القدرة والعزة والملك .


فجمع اسمه سبحانه بين القهر والقسر والإرغام , والإصلاح والرحمة , والعز والمنعة والعلو .


لذ كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في ركوعه مسبحا : " سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة " أخرجه أبو داوود والنسائي .


وكان يدعو بين السجدتين يقول : " اللهم اغفر لي وارحمني واجبرني واهدني وعافني وارزقني " أخرجه أحمد وابو داود


فلمن يذهب المكسور إلا لربه الجبار ؟ ولمن يشتكي المظلوم إلا للجبار الرحيم , ولمن يلجأ اليتيم الضعيف إلا للجبار ؟ ولمن يعود المريض الذي ضاقت به الحيل إلا إلى الجبار سبحانه ؟!


إنه سبحانه يجبر كسر القلوب كما يجبر كسر الابدان , إن هي آمنت به وافتقرت إليه ووثقت به وتوكلت عليه .


والحياة كلها آلام , وفرقة , وانكسارات , وابتلاءات , وصراعات , لكن الجبار سبحانه يرحم عباده , فيرأب الصدع ويلم الشمل ويغني الفقير ويجبر الكسير ويعطي المحروم ، لذلك فكلما جئته من باب الخضوع والتذلل والإنكسار جبر كسرك ولمَّ شعثك ورأب صدعك واعزك .


وهو المصلح إن جبر الفقير أغناه , وإن جبر المريض شفاه , وإن جبر الذليل أعزه , وإن جبر الضعيف قواه , وإن جبر الخائف أمّنه ، فالجابر هو المصلح والجبار كثير الإصلاح .


والجبروت بمعنى : الكبرياء والعز والعلو، وهو لله سبحانه وحده ، فالله قاهر الجبابرة بجبروته سبحانه , أما الخلق، فموصوفون بصفات النقص , بل قد توعد الله الجبابرة بالعذاب والشديد ، قال سبحانه :" وَاسْتَفْتَحُواْ وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ , مِّن وَرَآئِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِن مَّاء صَدِيدٍ , يَتَجَرَّعُهُ وَلاَ يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِن وَرَآئِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ" .



ولكن ماهي خطواتنا نحو استحقاق الجبر من الجبار سبحانه ؟


إن أول تلك الخطى : توحيده حق التوحيد , فلا يشرك به ابدا , وتطهير القلوب من شبهات الشرك , وإخلاص التوحيد له سبحانه , فهو سبحانه الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد , وهو سبحانه واحد لاشريك له ولا ند له ولاشىء مثله ولا شىء يشبهه , ولا إله غيره , لاتناله الأفكار, ولا تدركه الابصار , وهو الحي القيوم , واهب الحياة , القائم على خلقه وشئونهم , لاحول ولاقوة إلا به .


والثانية : التسليم لقضائه , والرضا بقدره , إذ لا معقب لحكمه , ولا راد لقضائه , فما شاء كان ومالم يشأ لم يكن , " قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون "


والثالثة : الفقر إليه سبحانه , والتبرؤ من الحول والقوة , " فلا حول ولاقوة إلا بالله " , فيعلم المؤمن قدره من الضعف والجهل والفقر والعوز , ويعرف قدر ربه سبحانه " وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون " , وكلما كان المؤمن أكثر افتقارا لربه كان أقرب إليه , " فاقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد "


والرابعة : اليقين الراسخ أن الحياة لا تصلح إلا بمنهجه سبحانه , الذي أنزله في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم ,وأن مناهج البشر كلها عوار ونقص وجهل وظلم , فالعدل كله والرحمة كلها والعلم كله والصلاح كله في منهج الله , " ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير " .


والخامسة : التسليم لشرعه , فهوسبحانه وتعالى، جبر خلقه على ما شاء من شريعة , فشرع لهم من الدين ما ارتضاه سبحانه وحكم به , فالمؤمن يجب ان يسلم له في ذلك , تسليما تاما ويرتضي ماارتضاه الله لعباده من شرائع , بيد أنه سبحانه جعل لهم الاختيار ولم يجبر أحدًا من خلقه على إيمان أو كفر، بل لهم المشيئة في ذلك , وكل ذلك تحت مشيئته , قال سبحانه : " وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ" , وقال سبحانه : " أَفَغَيْرَ دِينِ اللّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ"


والسادسة : الثقة في الله الجبار , وفي قدرته , وقوته , وعزته , ولطفه بعباده , وأنه يركن إلى ركن شديد , ويلجأ إلى الكبير المتعال , وأن نواصي العباد بيده , ماض فيهم حكمه , لا مبدل لكلماته , ولا مغير لسننه , الأرض جميعا قبضته , والسموات مطويات بيده , سبحانه , فالبشر جميعا لو اجتمعوا على أن ينفعوه بشىء أو يضره بشىء لن يحصل لهم ذلك إلا بما شاء الله وقدر , عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " تكون الأرض يوم القيامة خبزة واحدة يتكفؤها الجبار بيده كما يكفأ أحدكم خبزته في السفر نزلا لأهل الجنة .." متفق عليه



السابعة : اللجوء إليه عز وجل , والتوكل عليه , والاعتماد عليه , والاستنصار به , والدعاء له دعاء مخلصا , والتذلل له , والتضرع على بابه , والاكتفاء به حسب ونصير ووكيل , " الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل , فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم "


الثامنة : مع كل ما سبق يجب الأخذ بأسباب الجبر والنصر, فالإيجابية صفة المؤمن , والتوكل ينافي التواكل والسلبية , وقد استعاذ صلى الله عليه وسلم من هم وحزن مقعد عن العمل والإنجاز , فعلو الهمة تجاه الآخرة هو سبب من اسباب الصلاح والإصلاح , قال النبي صلى الله عليه وسلم "إن الله يحب معالي الأمور ويكره سفاسفها " صحيح الجامع .





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 53.82 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 52.19 كيلو بايت... تم توفير 1.63 كيلو بايت...بمعدل (3.02%)]