تفسير آية: ﴿ وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلَادِهِمْ شُ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الفقه القرآني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          قانون الديمومة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          حامل المسك ونافخ الكير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          فن التغافل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          كلمات في تزكية الأنفس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          ترك الصحابة لبعض المشروع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          كلمات في تربية الأولاد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          نعيــــمُ الجَــــنَّة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          الكلمة الخالدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          إليكُمْ يا مَعْشَرَ الشَّبَابِ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18-03-2020, 02:52 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,345
الدولة : Egypt
افتراضي تفسير آية: ﴿ وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلَادِهِمْ شُ

تفسير آية:


﴿ وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلَادِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ

الشيخ عبد القادر شيبة الحمد


قال الله تعالى: ﴿ وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلَادِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُوا عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ ﴾ [الأنعام: 137].


مناسبة هذه الآية لما قبلها: أنه لما بيَّن في الآية السابقة ما زيَّن لهم مِن الشرك في قسمة الأموال بين الله وآلهتهم، بيَّن هنا نوعًا آخر من التزيين، وهو ما زينه لهم شركاؤهم مِن قَتْل أولادهم.


والغرَضُ الذي سِيقَتْ له هو: التشنيع عليهم بأنهم صاروا لعبةً في أيدي شياطينهم، والإشارة في قوله: ﴿ وَكَذَلِكَ ﴾ راجعة إلى التزيين المفهوم مِن قوله: ﴿ وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ ﴾... إلخ؛ أي: وكما زين لهؤلاء أن جعلوا لله نصيبًا ولأصنامهم نصيبًا، كذلك زيَّن لكثير مِن المشركين... إلخ.


والكاف في ﴿ وَكَذَلِكَ ﴾ في محل نصب صفة لمصدر محذوف.


وقد قرأ الجمهورُ: ﴿ زَيَّنَ ﴾ بالبناء للفاعل، و﴿ قَتْلَ ﴾ بالنصب على المفعول به، و﴿ أَوْلَادِ ﴾ بالجر على الإضافة، و﴿ شُرَكَاؤُهُمْ ﴾ بالرفع على الفاعلية لزيَّن.


والتقدير: وزين لكثيرٍ مِن المشركين شركاؤهم قتلَ أولادهم تزيينًا كتزيين قسمة الأموال بين الله وأصنامهم.


وقُرِئ: ﴿ زُيِّنَ ﴾ بالبناء للمفعول، ورفع ﴿ قَتْلُ ﴾ نائبًا للفاعل، ونصب ﴿ أَوْلَادَهُمْ ﴾ على المفعول لـ(قَتْلُ)، وجر ﴿ شُرَكَائِهِمْ ﴾ على الإضافة لـ(قَتْلُ)، والتقدير: زُيِّنَ لكثيرٍ مِن المشركين قتلُ شركائِهم أولادَهم.

وإنما أُضيف القتل إلى الشركاء إما لأنهم هم الذين زيَّنوه، أو لأنهم هم القاتلون بالفعل.


وفي هذه القراءة الفصلُ بين المضاف والمضاف إليه بالمفعول، وقد استشهد له بقول الشاعر:
فَزَجَجْتُها بِمِزَجَّةٍ *** زَجَّ القلوصِ أبي مَزادهْ

وهي قراءة سبعية متواترة، وهي لابن عامر.
هذا، وعبدالله بنُ عامر هو أكبرُ القراء سنًّا، وهو تابعي جليل، قرأ على أبي الدرداء رضي الله عنه؛ فيما قطع به أبو عمرو الداني، وقرأ أبو الدرداء رضي الله عنه على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان يأتم به عمر بن عبدالعزيز، وجمع له عمر بن عبدالعزيز بين الإمامة والقضاء ومشيخة القراء بدمشق، ودمشق إذْ ذاك دار الخلافة، ومحطُّ رحال العلماء والتابعين؛ فأجمع الناس على قراءته إلا نفرًا مِن أهل مصر، فقد قرؤوا بقراءة نافع.


وقد قُرئ أيضًا ببناء (زُيِّن) للمفعول، ورفع (قَتْلُ) نائبًا للفاعل، وجر (أولادهم) على الإضافة لقَتْل، ورفع ﴿ شُرَكَاؤُهُمْ ﴾ فاعلًا بفعل محذوف؛ كأنه قال: زَيَّنَهُ شركاؤهم.


والمراد بالشركاء، قيل: شياطين الإنس، وقيل: شياطين الجن، وقيل: سَدَنة الأصنام.
وإنما كانوا يقتلون أولادَهم خوفَ الفقر أو العار.
ومعنى (يُرْدُوهُمْ): يُهلكوهم.


ومعنى (يَلْبِسُوا): يخلطوا ويغطوا ويعموا، والمراد بدينهم: شريعة إسماعيل عليه السلام، وقيل: دين محمد صلى الله عليه وسلم.


واللام للتعليل إن كان التزيين من الشياطين، وللعاقبة إن كان التزيين من السدنة، وجاز تعلُّق اللامينِ - لام (لكثيرٍ) ولام (ليُرْدُوهم) - بـ(زين) لاختلاف معناهما، فالأولى للتعدية، والثانية للتعليل.


ومفعول المشيئة محذوف، وتقديره: ولو شاء الله عدم فِعْلهم ذلك، والضمير المنصوب قيل: للقتل، وقيل: للتزيين، وقيل: لهما، والتقدير: ولو شاء الله ما فعل المشركون القتل، أو الشركاء التزيين، أو الفريقان ذلك.


و(الفاء) في قوله: ﴿ فَذَرْهُمْ ﴾ فصيحة؛ أي: إذا كان ذلك بمشيئة الله فذَرْهم وافتراءهم، و(الافتراء): الكذب والاختلاق.



ما تُفيده الآية مِن الأحكام:
1- أن قتل الأولاد من أكبر الكبائر.
2- لا يجوز تقليد الجاهل.
3- الرد على القدَريَّة.






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.48 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.85 كيلو بايت... تم توفير 1.63 كيلو بايت...بمعدل (3.29%)]