مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تعريف بكتاب المدخل إلى علم السيرة النبوية على صاحبها الصلاة والسلام: النظائر في السير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          جوانب من عظمة الرسول صلى الله عليه وسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          الهوية في حالة صيرورة وتشكّل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          تأملات مرتحل مسلم .. السفر محطة للإثراء الثقافي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          تأملات مرتحل مسلم .. الأسرة ومدرسة السفر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          كيف تتقلب النفس البشرية بين رغبة المدح وخشية النقد؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          الزينة في القرآن الكريم والكشف عن مفهوم الجمال الحقيقي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          تفنيد دعوى وجود رواة أعاجم رووا الحديث بالمعنى فأفسدوه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          حين يلتقي الجهل بالتعصب: كيف يولد التطرف الفكري؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          30 طريقة لإحلال الهدوء في فصول المرحلة الثانوية الصاخبة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 18-03-2020, 02:30 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,066
الدولة : Egypt
افتراضي مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى

الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم في سورة طه (1)


﴿ مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى


د. أحمد خضر حسنين الحسن

قال الله تعالى: ﴿ طه * مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى * إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى * تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى ﴾ [طه: 1 - 4].

أولًا: سبب نزولها:
قال البغوي: لما رأى المشركون اجتهاده في العبادة، قالوا: ما أنزل عليك القرآن يا محمد إلا لشقائك، فنزلت: ﴿ مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى ﴾ [طه: 2]؛ أي: لتتعنَّى وتتعب.

ثانيًا: تضمنت الآية بحسب ما ورد في سبب نزولها تعيير المشركين رسول الله صلى الله عليه وسلم بتركه لدين آبائه، وزعموا أن ذلك سبب شقائه أو عابوا عليه كثرة تعبده لربه، وما علموا أن ذلك بسبب شوقه للقائه.

ثالثًا: رد الله تعالى على أولئك العائبين على سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم بأحكم رد وأبلغه، وخفَّف عن نبيه صلى الله عليه وسلم بما يجعله يواصل فيما هو بصدده من الدعوة إلى ربه أو القيام بحق عبوديته، وذلك من خلال ما يأتي:
1- قال تعالى: ﴿ مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى ﴾ [طه: 2]، قال ابن عاشور رحمه الله تعالى: افتتحت السورة بملاطفة النبي صلى الله عليه وسلم بأن الله لم يرد من إرساله وإنزال القرآن عليه أن يشقى بذلك؛ أي: تصيبه المشقة ويشده التعب، ولكن أراد أن يذكر بالقرآن من يخاف وعيده.

2- أيضًا من معاني: ﴿ مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لِتَشْقَى ﴾؛ أي: ما أنزلنا عليك القرآن أيها الرسول الكريم لكي تتعب وتجهد نفسك همًّا وغمًّا بسبب إعراض المشركين عن دعوتك؛ كما قال تعالى: ﴿ فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا ﴾ [الكهف: 6]، وإنما أنزلناه إليك لتسعد بنزوله، ولتبلغ آياته، ثم بعد ذلك من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، فأنت عليك البلاغ ونحن علينا الحساب، وأنت لا تلام على كفر قومك؛ كقوله تعالى: ﴿ لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ ﴾ [الغاشية: 22]، ﴿ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ ﴾ [الأنعام: 107]؛ أي: ليس عليك كفرهم إذا بلغت ولا تؤاخذ بذنبهم.

3- ومن معانيها: أن هذه السورة من أوائل ما نزل بمكة، وفي ذلك الوقت كان عليه السلام مقهورًا بسبب أعدائه، فكأنه سبحانه قال له: لا تظن أنك تبقى على هذه الحالة أبدًا، بل سيعلو أمرك ويظهر قدرك، فإنا ما أنزلنا عليك مثل هذا القرآن لتبقى شقيًّا فيما بينهم، بل تصير معظمًا مكرمًا.

4- أوضح سبحانه أولئك المتعنتين من المشركين أن القرآن لم يُنزل ليكون سببًا في الشقاء، بل أُنزل ليكون تذكرة، فقال تعالى: ﴿ إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى ﴾ [طه: 3]؛ أي: أنزلناه من أجل أن يكون تَذْكِرَةً؛ أي موعظة تلين لها قلوب من يخشى عقابنا، ويخاف عذابنا، ويرجو ثوابنا، وما دام الأمر كذلك فامضِ في طريقك، وبلِّغ رسالة ربك، ثم بعد ذلك لا تتعب نفسك بسبب كفر الكافرين، فإنك لا تهدى من أحببت ولكن الله يهدى من يشاء؛ ووجه كون القرآن تذكرة أنه عليه السلام كان يعظهم به وببيانه، فيدخل تحت قوله: (لمن يخشى) الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لأنه في الخشية والتذكرة بالقرآن كان فوق الكل.

5- ختم الله تعالى الرد على من زعم أن القرآن سبب في الشقاء أن الأمر ليس كذلك، بل القرآن مصدر للسعادة، فقال: ﴿ تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى ﴾ [طه: 4]؛ أي: نزل هذا القرآن تنزيلًا ممن خلق الأرض التي تعيشون عليها، وممن خلق السموات العلى.

قال السعدي رحمه الله: إنه تنزيل خالق الأرض والسماوات، المدبر لجميع المخلوقات؛ أي: فاقبلوا تنزيله بغاية الإذعان والمحبة والتسليم، وعظِّموه نهاية التعظيم، وكثيرًا ما يقرن بين الخلق والأمر؛ كما في هذه الآية، وكما في قوله: ﴿ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ ﴾ [الأعراف: 54]، وفي قوله: ﴿ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ ﴾ [الطلاق: 12]، وذلك أنه الخالق الآمر الناهي، فكما أنه لا خالق سواه، فليس على الخلق إلزام ولا أمر ولا نهي إلا من خالقهم، وأيضًا فإن خلقه للخلق فيه التدبير القدري الكوني، وأمره فيه التدبير الشرعي الديني، فكما أن الخلق لا يخرج عن الحكمة، فلم يخلق شيئًا عبثًا، فكذلك لا يأمر ولا ينهى إلا بما هو عدل وحكمة وإحسان، فلما بين أنه الخالق المدبر، الآمر الناهي، أخبر عن عظمته وكبريائه.

فوائد:
1- خص من يخشى بالتذكرة؛ لأنهم المنتفعون بها وإن كان ذلك عامًّا في الجميع وهو كقوله: ﴿ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [البقرة: 2]، وقال سبحانه وتعالى: ﴿ تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا ﴾ [الفرقان: 1]، وقال: ﴿ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ ﴾ [يس: 6]، وقال: ﴿ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْمًا لُدًّا ﴾ [مريم: 97]، وقال: ﴿ وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الذاريات: 55].

2- قال الشنقيطي رحمه الله في قوله تعالى: ﴿ مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى ﴾ [طه: 2]، وجهان من التفسير، وكلاهما يشهد له قرآن:
الأول: أن المعنى: ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى؛ أي لتتعب التعب الشديد بفرط تأسفك عليهم وعلى كفرهم، وتحسُّرك على أن يؤمنوا، وهذا الوجه جاءت بنحوه آيات كثيرة؛ كقوله تعالى: ﴿ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ ﴾ [فاطر: 8]، وقوله تعالى: ﴿ فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا ﴾ [الكهف: 6]، وقوله: ﴿ لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ﴾ [الشعراء: 3]، والآيات بمثل ذلك كثيرة جدًّا، وقد قدمنا كثيرًا منها في مواضع من هذا الكتاب المبارك.

الوجه الثاني: أنه صلى الله عليه وسلم صلَّى بالليل حتى تورَّمت قدماه، فأنزل الله ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى؛ أي تنهك نفسك بالعبادة، وتذيقها المشقة الفادحة، وما بعثناك إلا بالحنيفية السمحة، وهذا الوجه تدل له ظواهر آيات من كتاب الله؛ كقوله: ﴿ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ﴾ [الحج: 78]، وقوله: ﴿ رِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ﴾ [البقرة: 185]، والعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.

3- وقال الشنقيطي أيضًا: يفهم من قوله: لتشقى أنه أنزل عليه ليسعد؛ كما يدل له الحديث الصحيح: "مَن يُرد الله به خيرًا يُفقهه في الدين".. ومنه قول أبي الطيب:
ذو العقل يشقى في النعيم بعقله *** وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم

ومنه قوله تعالى: ﴿ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى ﴾ [طه: 117].






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 67.69 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 66.01 كيلو بايت... تم توفير 1.68 كيلو بايت...بمعدل (2.48%)]