الحروب في تاريخنا للدفاع عن الدعوة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         دور السنة النبوية في وحدة الأمة وتماسكها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          الافتراء والبهتان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          الشهوات والملذات بين الثواب والحسرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          (المنافقون) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          التأثير المذهل للقرآن على الكفار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          ما يلفظ من قول... إلا لديه رقيب عتيد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          نهاية الرحلة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          من غشنا فليس منا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          وقفات مع اسم الله العدل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          تبرؤ المتبوعين من أتباعهم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25-02-2020, 11:31 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,827
الدولة : Egypt
افتراضي الحروب في تاريخنا للدفاع عن الدعوة

الحروب في تاريخنا للدفاع عن الدعوة


أ. د. عبدالحليم عويس






لم تكن حروبُ الإسلام لإقامة إمبراطوريات، أو لفرض الإسلام على الناس؛ بل كانتْ حروبًا فرضها الأعداءُ على المسلمين؛ فقد عذَّبوهم وأخرجوهم من ديارهم، وتربَّصوا بهم، ومع ذلك عفا المسلمون عنهم!

وكان المسلمون يفرِّقون بين حروب الدعوة وحروب الدولة، ويريدون أن حروب الدولة قد لا تكون في مصلحة الإسلام حتى مع الانتصار، فالعبرة بمصلحة الدعوة للإسلام.

فعندما رأى عمر بن عبدالعزيز (99 - 101هـ) أن الفتوحات أصبحتْ معارك (دولة) على حساب (الدعوة) أوقفها؛ لأن الدعوةَ هي الهدف، وبدون الدعوة تصبح الحروب وسيلةَ تدمير لجميع الأطراف!

لقد شاع لدى كثيرٍ من المؤرِّخين أن عمر بن عبدالعزيز أوقف الجهادَ، وأمر الجند كله بالقفول، بحجة أن الجهاد تحوَّل إلى تجارة، في حين أن النبي - صلى الله عليه وسلم - (رحمة مهداة)، وأنه بُعِث (هاديًا) لا جابيًا، وكان من نتائج ذلك تأخر فتح القسطنطينية، كما كان من نتائجه توقف تقدُّم الإسلام في أواسط آسيا لأكثر من نصف قرن.

ومع ذلك فإن المؤرخين لم يَعِيبوا على عمر بن عبدالعزيز هذا السلوك؛ ثقة منهم في أنه كان يعمل لمصلحة الدعوة، وقد دخل الناس في الدين في عهده أفواجًا، على الرغم من هذا الموقف الذي من شأنه التقليل من هيبة الدولة ومكانتها، وعلى الرغم من مآخذ بعض المؤرخين، لكن الدعاة لم يستسلموا لمفهوم الدولة عن الحروب، بل قاوموه واستخدموا التجربة التاريخية للنبي - صلى الله عليه وسلم - والخلفاء الراشدين لدعم وجهة نظرهم في الدعوة، وفي أن الجهاد بأشكاله المختلفة مستمرٌّ إلى يوم القيامة لحساب الدعوة وحدها.

وعندما فَشِل الفقهاء والدعاة، وانتصر مفهوم (حروب الدولة) بعد عمر بن عبدالعزيز (101 - 132هـ)، كان من الطبيعي أن تترنح الدولة الأُمَوية آيلة للسقوط!

ومثل ذلك وقع في الأندلس؛ فلقد انتصر المنصور بن أبي عامر (366 - 392هـ) في سبع وخمسين غزوة ضد نصارى الشمال الإسباني، ولم يُهزَم في معركة قط، وقد جلب الخير الكثير لشعبه؛ لدرجة أنه سمي (الجلاب)، لكن ما أن مات المنصور حتى ترنَّحت الأندلس، داخلة في عصر من أسوأ عصور الأندلس، وهو عصر الفتنة (399 - 422 هـ)، وكان السبب الرئيسي أن هذه الحروب كانتْ حروب دولة، ولم تكن معارك اقتضتْها مسؤولية الدعوة.

وهكذا كان الفقهاء المسلمون والدعاة إلى الله واعين بأهداف الحروب الإسلامية، وبأنها ينبغي أن تكون للدفاع عن الدعوة؛ حتى يتبيَّن الرشدُ من الغَيِّ دون إكراه في الدين، ولا يجوز أن تسمى حروبًا إسلامية وهي لتحقيق مجد سلطان من السلاطين، أو دولة من الدول، أو لجلب الغنائم والأموال، إن مثل هذه الحروب لا تحسب على الإسلام، وهي ليست خالصة لوجه الله، بل هي للرياء والسمعة!


هذا في الوقت الذي جاءت كل الحروب الأوروبية والأمريكية لفرض السيطرة والهيمنة السياسية والاقتصادية، وحرمان الشعوب من ثرواتها ومن عقائدها وثوابتها، بعيدة عن كل أهداف نبيلة، أو غايات دينية أو إنسانية، والدينُ من حروبهم براء.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 46.70 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 45.08 كيلو بايت... تم توفير 1.63 كيلو بايت...بمعدل (3.49%)]