البرامج العلمية تأهيل وتأصيل - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4960 - عددالزوار : 2066614 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4537 - عددالزوار : 1335497 )           »          فتح العليم العلام الجامع لتفسير ابن تيمية الإمام علم الأعلام وشيخ الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 379 - عددالزوار : 156372 )           »          {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ}ا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 394 - عددالزوار : 92404 )           »          السَّدَاد فيما اتفقا عليه البخاري ومسلم في المتن والإسناد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 64 - عددالزوار : 14115 )           »          الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-(سؤال وجواب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 68 - عددالزوار : 53275 )           »          شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 84 - عددالزوار : 46929 )           »          درر وفوائـد من كــلام السلف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 15435 )           »          الثقافة والإعلام والدعوة في مواجهة الغزو الفكري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 22 )           »          أساليب نشر العلمانية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13-02-2020, 12:15 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,998
الدولة : Egypt
افتراضي البرامج العلمية تأهيل وتأصيل

البرامج العلمية تأهيل وتأصيل

. عبدالله السعيد







حين كان العلم بحوراً زاخرهْ لا يدرك الطالب فيه آخرهْ
وهو بحر لا ساحل له ، وكلّما زادت الأمة شرقاً وغرباً وتوسعت مجالات تواصلها مع الأمم الأخرى ، زاد ما تقذف به المطابع إلى رفوف المكتبات .
وفي مقابل هذا يُجْمِعُ المراقبون على أن هِمَمَ طلاب العلم وقاصديه قد تغيرت تبعاً لتغيُّر الزمان وتراجع الأجيال باتجاه العدِّ التنازلي .
حين كان الأمر كذلك ، كان لا بد من استكمال خطوات بدأها أسلافنا ؛ من ترتيب طريق الطلب ، وتنظيم العلوم ؛ فالعلماء الأولون - عليهم رحمة الله – نظَّموا العلوم ورتَّبوها ؛ حتى يَسْهل على الطالب الترقي في درجات العلوم من غير تخبُّط ولا مزاجية في الانتقاء ؛ فألفوا المتون المختصرة ، كمبادئ للعلوم ودرجة أوَّلية يرتقيها الطالب إلى غيرها من المتون المتوسطة التي تزيد فيها المسائل ويتوسع فيها مؤلِّفوها أكثر من سابقاتها ، وتبعاً لهذا ترتفع لغة مؤلفيها وشارحيها؛ ليتأهل الطالب بعدها إلى المتون التي صُنِّفت للمنتهين .
وفيها تفريعات المسائل والغوص على العلل والترجيحات والرد والقبول والتأصيلات العلمية وما شابهها مما يناسب هذه الدرجة من المتعلِّمِين .
ومن ناحية أخرى فقد قسموا العلوم في الجملة إلى قسمين : علوم آلة ، وعلوم غاية .
فعلوم الآلة والوسائل هي التي يُتَوصَّل بها إلى علوم الغايات والمقاصد ، وما قام به العلماء - رحمهم الله تعالى - من هذه الجهود وغيرها هو الجزء الأعظم في تقريب العلم لسالكيه وطالبيه .
وبقي على أهل كل عصر أن يجتهدوا في تنزيل هذا العلم من خلال برامج وآليات تُناسب الواقع وتفي بالمقصود وتحقِّق المأمول .
إن في ما بدأ وبزغ فجره في مناطق مختلفة ؛ من برامج علمية تُثلِج صدور العاملين لدين الله ، وتعيد الأمل للأمة بتخريج طلاب علم جادِّين ، وصناعة قيادات علميَّة وَفْقَ رؤية شرعية سلفية مؤصَّلة ، دليل على تنامي الوعي الإسلامي بالحاجات والضرورات الداعمة لمسيرة هذه الأمة خصوصاً في المنعطفات المستقبلية التي تنتظر الأمة أو تنتظرها الأمة .
ولا شك أن هذه البرامج وإن كانت خطوة رائدة من بعض المؤسسات الدعوية والعلمية وبعض المهتمين بهذه الشؤون ، إلا أنها تحتاج إلى شيء من الترشيد والتوجيه ، حتى تؤتي ثمارها يانعة بإذن الله ، ولا أزعم أنني بهذه الكلمات أُوَجِّه أو أُرْشِد ، وإنما كتبت لاستدراج أقلام ، هي المعنيَّة بهذا الشأن ، وأصحابها سدنة العلم وأهله ؛ فلا يُفتى ومالك في المدينة .
ولعلِّي أُلمح إلى بعض المفردات والمتفرقات في هذا الشأن :
صياغة المناهج التعليمية : إذا علمنا أن أهل العلم - قديماً وحديثاً - قد بذلوا في هذا الجانب جهداً عظيماً وأصبحت طريقتهم جادَّة مسلوكة عند مَنْ جاء بعدهم ، وتربَّى عليها جهابذة من العلماء وأئمة المحقِّقِين الذين نفع الله بهم وبعلمهم .
فلماذا الحياد عنها ؟ ولا يعني هذا إيقافها وصيانتها من الاجتهاد والانتقاد ، ولكن يعني الإفادة منها والعناية بها على قدر الإمكان ، وما قد يظهر عند بعض المجتهدين من تعديلات على بعض الطرق والمناهج استلزمها الواقع أو الزمان ، فلا حرج في ذلك .
ولكن المهم ألاَّ تخرج عن المعالم العامَّة لمنهجية السلف - رضوان الله عليهم - ولعلَّ من أهمها :
- تربية الطلاب بصغار العلم قبل كباره ، فتلك الربانية كما تعلمون ، وهذه إجابة وافية شافية لمن سأل عن علَّة البداية بالمتون المختصرة ، ولمّا كانت هذه هي الربانية ، كان دارسوها كذلك ، وكان العلماء يربُّون طلابهم على هذه الشاكلة .
- الشمول والتكامل لجميع العلوم التي يحتاجها طالب العلم ؛ من علوم المقاصد وعلوم الآلة كلٌّ بحسبه ، فقد وُجِدَ في بعض البرامج من أغرق في علوم الآلة من اللغة والأصول والمصطلح ... وغيرها على حساب علوم المقاصد كالفقه مثلاً ، فلا يوجد إلا متن مختصر ، لا يفي بالمقصود في برنامج تزيد مدَّته على ثلاث سنوات .
وعلوم الآلة إذا أغرق فيها الطالب استنزفته قَبْلَ أن يصل إلى علوم المقاصد ،فالأَوْلى أن تتصاحب ، وإن تقدَّمت علوم الآلة قليلاً فلا بأس ؛ حتى يكون هناك فرصة للتطبيق والتمرين على ما درس في سابقاتها .
أهداف البرامج العلمية : إذا تم العزم على صياغة برامج علميَّة ، فليكن من أُولَى الأولويات الحديث عن أهداف هذه البرامج ؛ إذ ليس المقصود هو جمعَ مجموعة من الطلاب لشيخ يدرِّسهم متناً بعينه فحسب ، ولا حَصْرَ بعض المتون والشروح في جداول وتقسيمات .
وإن كان هذا وسابقه خيراً ، إلاَّ أننا في كل برنامج علميٍّ نصوغه ، ينبغي أن يتضح هدفنا ؛ لكي نرمي إلى نتائج واضحة لأسباب مرسومة .
فَمِنَ البرامج ما يرمي إلى تخريج المتخصِّصين ، ولذا قد تطول مدَّته وتَكْثُر متونه وعلومه وتتنوع آليات التنفيذ تبعاً لذلك كله .
ومنها ما يهدف إلى التأسيس فحسب ، وهذا له آليَّاته وطبيعته الخاصة ، والمهم من هذا كلِّه أن النتائج تقيَّم على أساس الأهداف ؛ فما لم يكن هدفاً فلا يصحُّ المحاسبة عليه ، وعندها تقاس النجاحات والإخفاقات بوضوح ، ويكون للتصحيح مجال خصب .
إدارة البرامج العلمية وتنظيمها :
- من المأمول أن يتقدم هذه البرامج اختبارات قبول ؛ يُحدَّد فيها مستوى الطالب فلا يُشتَرط أن يبدأ الطالب من أول مستويات البرنامج ؛ فقد يكون قد تجاوزها من فترات مضت ، ولو تحقق ذلك لكان في غاية الحُسْن ، وبهذا وغيره تتأهل البرامج لخدمة شرائح أكبر من طلاب العلم ، وقد لا يتأتى ذلك إلاَّ من خلال معاهد شرعية متخصِّصة ؛ تقوم بشؤون هذه البرامج وما يلزمها .
- ينبغي دراسة الفئات المستهدَفَة بهذه البرامج ؛ فقد يكون الواقع في حاجة إلى صياغة أكثر من برنامج علميٍّ لاختلاف الشرائح المستهدَفة بكل برنامج ؛ حتى يتسنى نَشْرُ العلم في أوساط المجتمع بطريقة أوسع وأكثر تنظيماً ؛ لرفع غياية الجهل عن مجتمعاتنا ؛ فللعامة برامج ، وللمتخصصين ، وللمبتدئين ... وهلمَّ جراً .
- ينبغي أن يتعاون كل من يعنيه الأمر في إنجاح مثل هذه المشاريع ، التي هي من أساسات صناعة الجيل ؛ فيتعاون المسؤولون والجهات الرسمية على تسهيل ما يعني هذه البرامج من قرارات وأنظمة ، وكذلك العلماء المتخصصِّون ؛ إذ هم فرسان هذا الميدان ، ولا ينبغي أن يتصدى غيرهم لشرح هذه المتون والمواد ، وإن كان ممن ينتسبون إلى العلم ، فالمتخصصون هم الذين يستطيعون بناء طلاب علم متمكِّنين يأخذون العلم بحقِّه ، فيُجيبون دعوة بلاد مختلفة للمشاركة في هذه البرامج العلمية .
وممن ينبغي تعاونهم كذلك لرعاية هذه البرامج وتقديم الدعم لها حتى تؤتي أُكُلَها وثمارها حلوة يانعة المؤسسات الداعمة والتجار والموسِرون .
وعلى طلبة العلم - وهم العامل الأهم في هذه المنظومة - أن يلتفُّوا حول هذه البرامج ويفيدوا منها ويعيدوا للأمة روح العلم والعلماء التي فُقِدَت في كثير من بلادنا ؛ والله المستعان .
لا يكن الحل هو المشكلة !
من الأهداف العظيمة التي قامت من أجلها هذه البرامج : تقنين منجزات المحاضن العلمية ، وترتيب التعليم الشرعي في المساجد ، وعلاج ضياع المنهجية وضَعْفِ هِمَمِ طلاب العلم ... وهذه أهداف نبيلة ولا شك .
ولكن الأمر المخيف هو أن يتخرَّج من هذه البرامج أنصاف طلاب العلم ؛ لأنهم عندما قضوا فيها بضع سنوات ، وحفظوا شيئاً من المتون وقرؤوا شروحها ضِمْن برنامج علمي منظَّم ؛ فقد يظن بعضهم أنه حاز العلم من أطرافه وجمع علم الأولين والآخرين ، وهذه الظاهرة عانت الأمة منها سنين عدداً ؛ فترى أحدَهم لا يثنيه عن أعضل المسائل ، إلاَّ عدم عَرضِها عليه أو عدم سماعه بها ، ولو دبَّ إلى أذنيه شيء من خبرها لصدرت الفتوى عنه وهم مصبحون ؛ فلا بد لهذه البرامج أن تسعى إلى تقليص مثل هذه الظواهر السلبية .
ومن الطرق المناسبة لعلاج مثل هذه الظاهرة أن يتصدى لشرح المتون خلال هذه البرامج مَنْ يرى فيهم الطلاب قدوة علميَّة عمليَّة صادقة ؛ يتربى معهم الطلاب ويتعلمون منهم العلم والعمل ، ولا يتصدى صغار طلاب العلم للشرح في مثل هذه البرامج بأي حجة كانت ؛ حتى لا يتجرأ القوم على العلم وأهله ، ويُظَنُّ أن من حمل شيئاً يسيراً من العلم تصدى وتصدر ، بل الأمر غير هذا ، ولَأنْ يتخرج الطالب يحتقر نفسه متواضعاً للعلم ولأهله ، خير من أن يتخرج وهو يرى ألاَّ فرق بينه وبين الذين شابت رؤوسهم في العلم .
كانت هذه نقاط بسيطة في ترشيد بعض البرامج العلمية القائمة .
بارك الله الجهود وسدد الخطى وأخلص النيات .



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.81 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.18 كيلو بايت... تم توفير 1.63 كيلو بايت...بمعدل (3.27%)]