شيخ شروه بثمن بخس - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         درر وفوائـد من كــلام السلف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 15407 )           »          الثقافة والإعلام والدعوة في مواجهة الغزو الفكري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 17 )           »          أساليب نشر العلمانية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          سلوكيات غير صحيحة سائدة في حياتنا الأسرية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 5 - عددالزوار : 3619 )           »          الصوابية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          القوامة الزوجية.. أسبابها، ضوابطها، مقتضاها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 33 )           »          القواعد والضوابط الفقهية في الأعمال الخيرية والوقفية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 28 - عددالزوار : 11309 )           »          قناديل على الدرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 21 - عددالزوار : 5624 )           »          أهم تيارات التكفير والعنف ودور الدعوة السلفية في مواجهتها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 132 - عددالزوار : 76214 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16-01-2020, 09:27 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,968
الدولة : Egypt
افتراضي شيخ شروه بثمن بخس

شيخ شروه بثمن بخس


بدر بن سعيد الغامدي




إنَّ أهلَ الجاه - بأطيافهم وأصنافهم - لا تَميل نفوسُهم لأهل العلم والفضل، وإلى العلماء والدُّعاة والصالحين الربانيين، إلا ما رحم الله.


وهذا ليس سرًّا يذاع، بل هو أمر يفرضه العقل والفطرة؛ إلاَّ ما رحم ربي، والعِلَّة: أنه ما من أحد يحطم كبر هؤلاء وغطرستهم مثل هؤلاء.
فالعالم والمسلم الصَّالح - حقيقة - لا يُغريه مال، ولا يشدُّه جاه، فيجعله ينافق ويقدم المحاباة على النُّصح، وهو وإنْ كان بلا كرسي يَحمله إلا أنَّه يَجلس جِلْسة الملوك على بساط ممزق، شهيقه عِزَّة وزفيره إباء، وهذا يَجعل أهل النَّهي والأمر في تواضُع عند مجالسة مثل هؤلاء، فما تغني عنهم الأموالُ والمناصب شيئًا، ولا تَجد أحدًا يفرح من أهل الجاه بمجالسة أهل العلم إلاَّ من كان مثلهم: ذا علم ودين ونِيَّة، قد عرف قَدْرهم، وتشوف لرأيهم، فتراه حينئذ بعِزَّة لا بكبر.
ورُبَّ (شيخ) ليس (بشيخ) قد التحفَ عباءته عند عتبة باب ذي الجاه يكنس الدَّراهم؛ ليفتي ويقول ما أراد؛ {وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ} [يوسف: 20]، وأيُّ دين، وأي خير فيمن يرى مَحارم الله تنتهك، وحدوده تضاع، ودينه يترك، وسنة رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - يرغب عنها، وهو بارد القلب، ساكتُ اللِّسان، شيطان أخرس؟! كما أنَّ المتكلم بالباطل شيطان ناطق، وهل بلية الدِّين إلاَّ من هؤلاء الذين إذا سلمت لهم مآكلهم ورياساتُهم، فلا مبالاة بما جرى على الدِّين وخيارهم الْمُتحزِّن الْمُتَلَمِّظ، ولو نوزع في بعض ما فيه غضاضة عليه في جاهِهِ أو ماله، بذل وتبذَّل، وجَدَّ واجتهد، واستعمل مراتب الإنكار الثَّلاثة بحسب وُسعه، وهؤلاء مع سُقُوطهم من عين الله، ومقت الله لهم، قد بُلُوا في الدُّنيا بأعظمِ بليَّة تكون، وهم لا يشعرون، وهو موت القلوب، فإنَّ القلب كلما كانت حياته أتم، كان غضبه لله ورسوله أقوى، وانتصاره للدين أكمل[1]، وكانس الدراهم بعمامته وبُردته لا ترى له مقامًا إلاَّ في المقامات النفاقية، أمَّا في ميادين النُّصح والبذل والعمل، فهو عارٍ منها، وهي بريئة منه.
ولم يَجنِ أحدٌ على الأمة مثل هؤلاء، أهل التزلُّف والنِّفاق، والمداهنة والغش، الذين يغشون عبادَ الله، ويسوغون لهم الباطل بدلاً من محض النُّصح، وإخلاص الدعاء بالتوفيق.
وتحت مطرقة (التيسير)، ومرزبة (التسامُح)، انحنت رؤوسٌ، وطأطأت أفكار، وذابت عقائد؛ {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ} [آل عمران: 187]، وأبت الجبال الرَّاسيات إلا الربانية والرُّسوخ، والبيان والتبيان؛ وفاءً بالميثاق، ونظرًا للآخرة، وتعاليًا على الدُّنيا، والكرسي، والمنصب، فخسر أولئك وفاز هؤلاء؛ {وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ} [ص: 88]، ولا يَمنع أهلَ الجاه قَبولَ النُّصح من الصادقين إلاَّ إساءةُ الظَّن في نُصحهم وغايتهم، وهذا ما يفسده المداهنون المرتزقة، والمنافقون الزنادقة.
فإنَّ المداهنين المرتزقة يُفسدون النُّصح الخالص، بتأويل الأقوال، والتشكيك في المسلمات الشرعية والفطرية؛ رغبةً في التزلُّف والقُربى؛ ((ومن ابتغى رضا النَّاس بسخط الله، سخط الله عليه وأسخط عليه النَّاس)).
فإنْ زدت على هذا ما يفعلُه المنافقون الزنادقة من الفُسَّاق وأهل المجون والأهواء من الوشاية بأهل الخير والصَّلاح عند كل ذي سلطان، فقد وضحت لك حقيقة الأمر، وهل هناك برزخ يحجز الإنسان عن قَبول الخير والنُّصح، مثل برزخ الشك في فساد النية، والظن بأن الناصح ما أراد إلاَّ العُلُوَّ في الأرض؟!
كما اتُّهم موسى وهارون؛ {وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الْأَرْضِ وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ} [يونس: 78].
اللهم أصلح الرَّاعي والرعية، ورد كيد الخائنين، من المبتدعة والمنافقين، ربَّنا لا تَمنع فضلك عن المخلصين، وأنزل عقوبتك العاجلة على من باع الدنيا بالدين.

ــــــــــــــــــــ
[1] من كلام ابن القيم في "إعلام الموقعين".

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 47.21 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 45.58 كيلو بايت... تم توفير 1.63 كيلو بايت...بمعدل (3.45%)]