القفز فوق الأشواك .. وتعزيز القيم والمبادئ والأخلاق - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         درر وفوائـد من كــلام السلف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 15407 )           »          الثقافة والإعلام والدعوة في مواجهة الغزو الفكري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 17 )           »          أساليب نشر العلمانية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          سلوكيات غير صحيحة سائدة في حياتنا الأسرية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 5 - عددالزوار : 3619 )           »          الصوابية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          القوامة الزوجية.. أسبابها، ضوابطها، مقتضاها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 32 )           »          القواعد والضوابط الفقهية في الأعمال الخيرية والوقفية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 28 - عددالزوار : 11309 )           »          قناديل على الدرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 21 - عددالزوار : 5624 )           »          أهم تيارات التكفير والعنف ودور الدعوة السلفية في مواجهتها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 132 - عددالزوار : 76214 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-01-2020, 11:45 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,968
الدولة : Egypt
افتراضي القفز فوق الأشواك .. وتعزيز القيم والمبادئ والأخلاق

القفز فوق الأشواك .. وتعزيز القيم والمبادئ والأخلاق


د. خاطر الشافعي



ما كان حديثًا يُفتَرى؛ بل قول فصل لا يَعتَرِيه أبدًا مساوئ الهزل، تجدُ النفسُ فيه راحتَها، مهما أحاطتها الفتن، ويجد المؤمن فيه ضالَّته مهما كابد وقاسى، فيستحيل أن يَطِيب له عيش، أو تقرَّ له عين بعيدًا عن رحابه الطاهرة؛ فأرض ديننا خضراءُ يانعة، مهما تلبَّدت السماء بالغيوم، ومهما ادلَهمَّت ليالٍ طوال، يعانق فيها المؤمن قيمه ومبادئه، ويستغرق في إيمانه، فيجد اللذَّة في كنف الجهاد، فلا تكادُ نفسه - في البداية - تستصعبُ السير على الأشواك، حتى يجدَها في النهاية - مع استشعار سموِّه الروحي - تكاد تنطق: هل من مزيد؟!

إن سمو النفس عن الخطايا، واستشعارها قيمتها - في ظل محافظتها على قِيَمها - يدفعها للسعي دومًا نحو الفلاح؛ إذ إنها أدركت الحكمة من وجودها، وأن الدنيا ما كانت أبدًا دارَ قرار للمؤمن؛ بل هي مَعْبَر لجنَّة يحلمُ بها، وفي فلكِها تدور عجلة حياته، إلى أن يقضيَ الله أجله، فمهما كثرت الأشواك، لا يفترْ ولا يضعف، ولا يحبطه أبدًا ذاك الصراع الخفيّ بين ما يرى ويسمع، وبين ثوابته الدينية الراسخة، التي منها تنبثقُ منظومة قِيَمه ومبادئه، وتمثل خصوصيته في الحياة، غير ناقم على نفسه، وما تكابد من صعاب، وما يَعْتَرِيها من مَيْل للدَّعة والراحة، فمفهوم الراحة لدى المؤمن مرتبط بنفسه المطمئنة، وتوازنه النفسي الداخلي، بين ما يؤمن به، وبين ما يفعله، وهذا من حكمة الله المطلقة ﴿ وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا إِنَّهُمْ لَا يُعْجِزُونَ ﴾ [الأنفال: 59]، فمن يرى الغرب يظهر بمظهر القوي فيظن أنه السابق، فهو واهم، قصير النظر!


إن لذَّة المؤمن في طريق الطاعة لا توازيها لذة، فهو مهما رأى من مُغرِيات المعصية، ومن مظاهر الراحة في البعد عن الأشواك، فإنه ما يكاد يسير على الأشواك حتى يَهَبَه الله - مع التزام الطاعة - القدرةَ على القفز على الأشواك، فتصبح خُطَاه إلى الطاعة سابقة، فلا يكاد يشعر بجرح الأشواك، فهو مَن قد سَمَت روحه، فأصبحت تعانق سماء الطُّهْر، بعيدًا عن أرض الأشواك.

إن جمال خصوصية المسلم بقِيَمه ومبادئه وأخلاقه، تجعل من الأشواك جسرًا من حرير، يراه الكافر يضيق دائرة حريته، ويراه المسلم صقلاً لنفس يجاهدها حتى تستكين، التزامًا بأوامر رب العالمين.

اللهم آتِ نفوسنا تقواها، وزكِّها أنت خير مَن زكَّاها، وأنت سبحانك وليُّها ومولاها.

والحمد لله رب العالمين، وصلِّ اللهم وسلِّم على سيدنا محمد، وآله، وصحبه، ومَن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 45.43 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 43.80 كيلو بايت... تم توفير 1.63 كيلو بايت...بمعدل (3.58%)]