|
ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() القرآن الكريم روضة المربِّين والدَّارسين محمد يوسف الجاهوش الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، وعلى جميع إخوانه من الأنبياء والمرسلين، وآل كلٍّ، وصحْبِ كلٍّ، أجمعين. وبعد،،، فقد بعث الله تعالى محمدًا - صلَّى الله عليه وسلَّم - مبشّرًا ونذيرًا، وداعِيًا إلى الله بإذنه وسِراجًا مُنيرًا، وأنزل عليه القرآن، معجزة خالدة مستمرة، ما تعاقب الليل والنهار، وتحدَّى به الثَّقَلين من الإنس والجِنّ، فأذعن لفصاحته بلغاؤهم، وانقاد لحكمته حكماؤهم، وانبهر بأسراره علماؤهم، وانقطعت حُجة معارضيه، وظهر عجزهم، كيف لا؟! وهو كلام الحكيم الخبير، الذي خلق الخلق بعلمه، وتَعَبَّدهم بِقُدرته، فأنزل إليهم ما فيه صلاحهم ونجاحهم في الدارين {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [الملك: 14]. فالقرآن كلام الله تعالى، أحكم آياته بإرادته، وحفِظه بقدرته، يسَّر ذكره للذاكرين، وسهَّل حفظه للدارسين، فهو للقلوب ربيعُها، وللأبصار ضياؤها، جعله الله تعالى نورًا، وإلى النور يهدي، وحقًّا، وإلى الحق يُرشد، وصراطًا مستقيمًا، ينتهي بسالكيه إلى جنة الخلد، لا تملُّه القلوب، ولا تتعب من تلاوته الألسنة، ولا يخلق على كثرة الردِّ. منزلة القرآن عند الله تعالى وعند رسوله - صلَّى الله عليه وسلَّم-: لقد أبرزت النّصوصُ القرآنية منزلة القرآن العُليا ومكانته الرفيعة ومدى العناية الإلهية بهذا الكتاب الكريم. وتجلَّى ذلك في جوانب متعددة، من أبرزها: 1- حِفظُ الله تعالى للقرآن الكريم من الضياع، ومن التحريف والتبديل، والزيادة والنقصان، قال تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر: 9]. 2- جَمْعُ الله تعالى القرآنَ في صدر النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - وتثبيتُه، فلا ينسى منه شيئًا أبدًا، قال تعالى: {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآَنَهُ * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآَنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ} [القيامة: 16-19]. 3- معارضةُ جبريل النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - بالقرآن: فقد كان جبريل - عليه السلام - يعارض النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - بالقرآن مرة كل سنة، وعارضه سنة وفاته مرتين؛ وذلك ليطمئن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - إلى ضَبْطه وحفظه، وعدم نسيان شيء منه. 4- الأمر بترتيب سور القرآن وآياته: فقد أوحى الله تعالى إلى رسوله - صلَّى الله عليه وسلَّم - بترتيب سور القرآن، وكذلك ترتيب الآيات داخل السور على الشكل الموجود في المصحف الذي جمعه سيدنا عثمان - رضي الله عنه. 5- أمر الله تعالى بتحكيم القرآن: قال تعالى: {وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ} [المائدة: 49]. عناية الرسول - صلى الله عليه و سلم - بالقرآن: أمَّا رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقد بيَّن لنا بأفعاله وأقواله رِفعة منزلة القرآن الكريم، وأنَّه - صلَّى الله عليه وسلَّم - كان شديد الحِرص على العناية به، وتوجيه المسلمين إلى العناية التامَّة بالقرآن تعلُّمًا وتعليمًا، وفَهمًا وتطبيقًا، ومن أبرز ذلك: 1- الأمر بكتابة القرآن، وعدم كتابة الحديث: فقد روى الإمام مسلم وغيرُه عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((لا تَكْتُبوا عنّي، ومن كتب عنّي غيرَ القُرآنِ فليَمحُه، وحدِّثوا عني ولا حرج، ومن كذب عليَّ متعمِّدًا فليتبوَّأ مقعده من النار)). وذلك في بداية تَنزُّل القرآن، ودام الحال حتى أصبح الصحابة على دِراية بأسلوب القرآن، ولم يَعد هناك خشية من التباس الأمر بينه وبين غيره من الكلام، عندها سمح - صلَّى الله عليه وسلَّم - بكتابة الحديث النبوي الشريف. 2- الحثّ على قراءة القرآن وبيان فضلها: فقد روى مسلم وغيره عن أبي أُمامة الباهلي أنه قال: "سمعت رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: ((اقرؤوا القرآن؛ فإنَّه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه، اقرؤوا الزَّهراوين: البقرة وسورة آل عمران؛ فإنّهما يأتيان يوم القيامة كأنَّهما غَمامتان، أو كأنهما غيايتان، أو كأنهما فرقان من طير صوافَّ، تُحاجَّان عن أصحابِهما، اقرؤوا سورة البقرة؛ فإنَّ أخذها بركة، وتَركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة))[1]. 3- الحث على حفظ القرآن واستظهاره: فقد روى الترمذي عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - أنه قال: "قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((من قرأ القرآن واستظهره، فأحلَّ حلاله، وحرَّم حرامه، أدخله الله به الجنة، وشفَّعه في عشرة من أهل بيته، كلهم وجبت له النار))[2]. 4- التَّزويج على حفظ القرآن: فقد كان - صلَّى الله عليه وسلَّم - يُزوِّج الرجل، ويجعل حفظه للقرآن، أو بعض سور القرآن بدلا من المهر، كما روى ذلك البخاري والترمذي. 5- الحث على تعلُّم القرآن وتعليمه: فقد حث - صلَّى الله عليه وسلَّم - المسلمين على تَعلُّم القرآن وتعليمه؛ وذلك لأنَّ القرآن الكريم هو المصدر الأول للدين الإسلامي، وقد روى البخاري وغيره عن عثمان بن عفان - رضي الله عنه - عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - أنه قال: ((خيركم من تعلَّم القرآن وعلمه)) [3]. 6- النهي عن حمل القرآن إلى أرض العدو: فقد نهى - صلَّى الله عليه وسلَّم - المسلمين عن حمل القرآن إلى أرض العدو؛ وذلك حفاظًا عليه من الإهانة أو العَبَث به، أو وضعه في مكان غير لائق به. روى البخاري وغيره: "عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - نهى أن يُسافَر بالقرآن إلى أرض العدو". 7- الوصية بكتاب الله تعالى: فقد أوصى - صلَّى الله عليه وسلَّم - المسلمين عند وفاتِه بالتَّمسُّك بكتاب الله - تعالى - والعمل به، فقد روى البخاري عن عبد الله بن أبي أوفى: "أن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - لم يُوصِ بمال ولا بغيره، وإنما أوصى بكتاب الله عز وجل". والمسلم مُطالَب - وليس له خيار - أن يكون هذا الكتاب الكريم دليل دربه، ودستور حياته، في خَلوته وجَلوَته، والأمة مطالبة - وليس لها خيار - أن يكون القرآن الكريم دستورها، ومصدر تشريعها، تصدر عنه في دقائق وجلائل الأمور، على كل مستوى، وفي كل مجال، بقوانينها وتنظيماتها الداخلية، وبتشريعاتها وعَلاقاتها الدولية؛ ويوم أن تفعل ذلك، تنتظر نصر ربها الذي وعد عباده المؤمنين. ما يربط المسلم بكتاب الله: والخُطوة الأولى التي تربِط المسلم بالقرآن وتفتح أمام دارسيه آفاقًا من النور والمعرفة، هيتلاوته: وقد استنبط أسلافنا - من نصوص الكتاب والسنة - ضوابط وآدابًا للتلاوة، تحقِّق مراعاتُها الغاية المَرجُوَّة منها. آداب تلاوة القرآن الكريم: 1- الإخلاص: وهو أن يقصد بقراءته وجه الله تعالى؛ فالإخلاص أساسُ قَبول كل عمل {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} [البينة: 5]، ومن كلام ابن عباس: "إنما يُعطى الرجل على قدر نيته". 2- طهارة البدن من الحدث الأكبر والأصغر، ومن الحيض والنفاس، ونظافة الثوب والمكان، وأن يستاك؛ ليكون فمُه نظيفًا؛ لأنه مجرى كلام الله - عز وجل - ومن كلام علي - رضي الله عنه-: "إن أفواهكم طرق للقرآن؛ فطيِّبوها بالسِّواك". 3- الاستعاذة بالله من الشيطان عند البدء: قال تعالى: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآَنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} [النحل: 98]، ثم يُسمي الله في أول السورة. ويرى الشافعيَّة أنه يُسمي الله إذا بدأ قراءته من وسط السورة كذلك. 4- التَّدبُّر والتفكُّر في معاني ما يَقرأ أو يَسمع، ولو اقتضاه هذا التدبر أن يُردِّد الآية مرات كثيرة؛ لأن هدف التلاوة إنما هو فَهم الخطاب الرَّباني، والوقوف عند أوامره ونواهيه، وقد بَيَّن لنا ربنا - عز وجل - أنه إنما أنزل القرآن من أجل تدبُّر آياته، والتفكُّر في معانيه ومقاصده؛ لتفقَه القلوب ما فيه من حقائق وتوجيهات، فتَصدُر عن وعي وإدراك، وتُطبّق عن فهم واطمئنان. ومن كلام عليٍّ - رضي الله عنه -: "لا خير في عبادة لا فقه فيها، ولا في قراءة لا تدبُّر فيها". وقال ابن مسعود: "من أراد علم الأوَّلين والآخرين، فليتدبر القرآن". كما ذمَّ الله - سبحانه وتعالى - من يغفل عن تدبر القرآن؛ فيُعرض عنه إعراضًا تامًّا، أو يتلوه وهو غافل لاهٍ عن التأمل والتدبر في نصوصه وأحكامه، قال تعالى: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [محمد: 24]. وقال تعالى: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} [ص: 29]. وصحَّ عن أبي ذر أن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قام بآية يردِّدها حتى أصبح، وهى قوله عز وجل: {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [المائدة: 118]. وعن عوف بن مالك - رضي الله عنه - قال: "قمت مع النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - ليلة، فقرأ سورة البقرة، لا يمر بآية رحمة إلا وقف وسأل، ولا يمر بآية عذاب إلا وقف وتعوَّذ"[4]. 5- أن يتذكر القارئ من واقع حاله ما هو موافق لما يطلبه ربنا عز وجل في كتابه، وما هو مخالف وقائم على غير هدى من كتاب الله؛ ليعمل على تدارك التقصير، ويزداد نشاطًا في فعل الخيرات، قال تعالى: {وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآَنِ لِيَذَّكَّرُوا وَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا نُفُورًا} [الإسراء: 41]. 6- أن يحرِص على النَّظر في المصحف ولو كان حافظًا مُتقِنًا؛ لأن النظر في المصحف ضَرْب من العبادة، روى البيهقي عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((أعطوا أعينكم حظَّها من العبادة)). قالوا: "وما حظُّها من العبادة؟" قال: ((النظر في المصحف)). 7- أن يتحرى أوقات حضور قلبه وخشوعه، فيستغلها بالتلاوة والتدبر، وأهمها: ما كان عقب الصلاة المفروضة، وفي هَدْأة الليل وسكونه، قال تعالى: {أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآَنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآَنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} [الإسراء: 78]. والنصف الأخير من الليل أفضل من الأول، والقراءة بين المغرب والعشاء محبوبة، وأفضل قراءة النهار بعد صلاة الصبح، ويُفضَّل من الأيام: الجمعة، والاثنين، والخميس، ويوم عرفة، والعشر الأواخر من رمضان، والعشر الأوائل من ذي الحَجة، ورمضان شهر القرآن "التبيان" للإمام النووي[5]. 8- وعلى سامع التلاوة الإنصات، وتأمل المعاني، ومتابعة القارئ، والابتعاد عن اللَّغو والكلام أثناء سماع التلاوة؛ فإن ذلك من أسباب نزول رحمة الله عز وجل، وقال تعالى: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآَنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}. [الأعراف: 204]. 9- ويستحب للقارئ وللسامع إذا قرأ أو سمع آية رحمة أن يسأل الله من فضله، وإذا مرَّ بآية عذاب أن يستعيذ بالله من الشر، أو من العذاب، سواء أكان يقرأ في الصلاة أم خارجها، ويستوي في ذلك المنفرد، والإمام، والمأموم[6]، فقد صحَّ عن حُذيفة بن اليمان أنه صلى خلف النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - ذات ليلة، فكان إذا مرَّ بآية فيها تسبيح سبَّحَ، وإذا مرَّ بسؤال سأل، وإذا مرَّ بتعوُّذ تعوَّذ[7]. 10- أن يتجنب القارئ قطع قراءته، فيبتعد عن الكلام والضَّحك أثناء القراءة، إلا كلامًا يُضطر إليه؛ فقد أخرج البخاري في صحيحه: "أن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - كان إذا قرأ القرآن لا يتكلم حتى يفرُغ مما أراد أن يقرأه"[8]. 11- تزيين الصوت وترقيقه، بما لا يُعَد تكلُّفًا؛ فإن رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - كان يُحب سماع القرآن من ذوي الصوت الحسن، وقد صحَّ عنه - صلَّى الله عليه وسلَّم - أنه قال: ((زيِّنوا القرآن بأصواتكم))؛ رواه أبو داود، والنسائي. وأثنى على أبي موسى الأشعري؛ لحُسن صوته بقوله: ((لقد أوتيت مِزمارًا من مَزامير آل داود))[9]. 12- وينبغي لقارئ القرآن أن يُرتل قراءته ويُجوِّدها؛ قال تعالى: {وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا} [المزمل: 4]. ولو قال قائل بوجوب الترتيل لكان أقرب إلى ظاهر ما يدل عليه النص القرآني؛ ولذا قال الزركشي: "على كل من قرأ القرآن أن يُرتله، وقد سئل علي - رضي الله عنه - عن الترتيل فقال: هو تجويد الحروف، ومعرفة الوقوف". وقد نعتت أم المؤمنين أم سلمة - رضي الله عنها - قراءة رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - بأنها كانت: "قراءة مفسَّرةً: حرفًا، حرفًا"[10]. عن ابن عباس: أن رجلاً قال له: "إني أقرأ المُفصَّل في ركعة واحدة". فقال له: "هذًّا كهذِّ الشعر؟! إن قومًا يقرؤون القرآن لا يُجاوز تراقيَهُم! ولكن إذا وقع في القلب فيرسخ فيه نفع". وقال أيضًا: "لا تنثروه نثر الدَّقَل[11]، ولا تَهذوه هذَّ الشعر، قِفوا عند عجائبه، وحرِّكوا به القلوب، ولا يَكن همُّ أحدكم آخر السورة". 13- خشوع القلب، وسكون الجوارح، واستحضار عظمة من أنزل القرآن - سبحانه وتعالى - والبكاء خوفًا من الله تعالى، ومحاولة التباكي إن لم يَتأتَّ له البكاء؛ فقد أثنى الله على أقوام لبكائهم عند سماع آياته: قال تعالى: {وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آَمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ} [المائدة: 83]. وقد روى ابن مسعود أنه قرأ على رسول الله، فلما وصل إلى قوله تعالى: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا} [النساء: 41]، نظر إلى رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فإذا عيناه تَذْرِفان[12]. يتبع
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |