البضعة النبوية - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4962 - عددالزوار : 2067109 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4538 - عددالزوار : 1336041 )           »          في آخر الزمان تصبح السنة بدعة والبدعة سنة (اخر مشاركة : عبد العليم عثماني - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          شرح زاد المستقنع في اختصار المقنع للشيخ محمد الشنقيطي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 606 - عددالزوار : 339555 )           »          فتح العليم العلام الجامع لتفسير ابن تيمية الإمام علم الأعلام وشيخ الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 379 - عددالزوار : 156471 )           »          {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ}ا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 394 - عددالزوار : 92524 )           »          السَّدَاد فيما اتفقا عليه البخاري ومسلم في المتن والإسناد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 64 - عددالزوار : 14143 )           »          الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-(سؤال وجواب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 68 - عددالزوار : 53409 )           »          شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 84 - عددالزوار : 47074 )           »          درر وفوائـد من كــلام السلف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 15494 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-11-2019, 02:51 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,002
الدولة : Egypt
افتراضي البضعة النبوية

البضعة النبوية


أحمد قوشتي عبد الرحيم



لا أدري كيف كانت مشاعر سَيِّدَة نِسَاءِ العَالَمِيْنَ فِي زَمَانِهَا، البَضْعَة النَّبَوِيَّة، فاطمة بِنْت سَيِّدِ الخَلْقِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، حينما دخلت على أبيها فأَقْعَدَهَا بجواره ثُمَّ سَارَّهَا، فَبَكَتْ، وبعد ذلك سَارَّهَا الثَّانِيَةَ، فَضَحِكَتْ ..... بكت في الأولى حينما أخبرها صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قد آن موعد رحيله لربه ، وضحكت في الثانية حينما بشرها بأنها أول أهله لحوقا به .
وليت شعري كيف كان حال قلبها ومكنون نفسها حينما ثَقُلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وجَعَلَ يَتَغَشَّاهُ المرض فقالت الابنة الملهوفة ، وَا كَرْبَ أَبَاهُ، فَقَالَ لَهَا: « «لَيْسَ عَلَى أَبِيكِ كَرْبٌ بَعْدَ اليَوْمِ» » ،
فَلَمَّا مَاتَ صلى الله عليه وسلم ، قَالَتْ: يَا أَبَتَاهُ، أَجَابَ رَبًّا دَعَاهُ، يَا أَبَتَاهْ، مَنْ جَنَّةُ الفِرْدَوْسِ، مَأْوَاهْ يَا أَبَتَاهْ إِلَى جِبْرِيلَ نَنْعَاهْ، فَلَمَّا دُفِنَ، قَالَتْ فَاطِمَةُ عَلَيْهَا السَّلاَمُ: يَا أَنَسُ أَطَابَتْ أَنْفُسُكُمْ أَنْ تَحْثُوا عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ التُّرَابَ .
نعم كيف طابت نفوس الصحابة وهم يدفنون رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويحثون عليه التراب ، وهو أحب إليهم من أنفسهم وأهليهم ومن الناس أجمعين ؟
وكيف لن يسمعوا منه القرآن بعد اليوم ؟
وكيف لن ينصتوا لمواعظه البليغة التي توجل منها القلوب وتذرف منها الدموع ؟ وكيف لن يستمتعوا بالنظر لوجهه الشريف صلى الله عليه وسلم ، الذي هو أبهى من الشمس والقمر ؟

لكن يا بنت رسول الله ! إنما حثا الصحابة التراب على أكرم جسد دفنت في القاع أعظمه ، لأن هذا أمر الله وأمر رسوله ، وكلهم ذاهل مثكول يود لو فدى رسول الله بنفسه ، ولو أعطاه بقية من عمره ، ومددا من حياته ، وعزاؤهم أن ما عند الله خير لرسول الله ، وهو قد اختار - حين خير- الرفيق الأعلى ، حيث الجوار الأكرم والنعيم الأعظم .
وتمكث فاطمة رضي الله عنها بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة أشهر ، تذوب نفسها – كما قال الذهبي- نصف سنة بطولها لا ترى فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو من ؟؟؟.... هو نبيها ورسولها ....ثم هو أبوها وقرة عينها ....وهو من بقي لها بعد وفاة أمها خديجة وبعد وفاة أخويها من الذكور القاسم وعبد الله ، وبعد وفاة أخواتها البنات رقية وزينب وأم كلثوم .
وهاهو الحزن يتجدد آنا بعد آن ، ومن فقدته فاطمة ليس أي أب ، بل هو الأب الشفيق الرحيم – بالأمة كلها فكيف بابنته – الحريص على الخلق جميعا فكيف بفلذة كبده .هو الأب الذي كان إذا رآها قام إليها وقبلها ، وكان يقول عنها " فَاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنِّي، يَرِيْبُنِي مَا رَابَهَا، وَيُؤْذِيْنِي مَا آذَاهَا "

وتمر الشهور الستة ، والحزن يفعل فعله ، ويبلغ مداه ، رغم قوة الصبر وصلابة الإيمان ، لكن المصاب برسول الله ليس كأي مصاب ، والرزء بفقده ليس له نظير .
وشاء الله أن تقبض فاطمة رضي الله عنها ، وهي في شرخ الشباب لم تصل الثلاثين بعد ، وإنما ماتت وهي بنت بضعة وعشرين عاما – لتلقى الأحبة : رسول الله ، وأهله وولده ، في مقعد صدق عند مليك مقتدر ، وحسن أولئك رفيقا .








__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 46.36 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 44.73 كيلو بايت... تم توفير 1.63 كيلو بايت...بمعدل (3.51%)]