|
ملتقى الحج والعمرة ملتقى يختص بمناسك واحكام الحج والعمرة , من آداب وأدعية وزيارة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() صفة الحج - اليوم الثامن ( يوم التروية ) الشيخ علي حسن الحلبي في يوم الثَّامن يُسمَّى يوم (التَّروِية)، وسُمي يوم (التَّروِية)؛ لأن الصَّحابة كانوا يجلبون الماء إلى (مِنى) حتى يكتفوا به في إقامتهم في (مِنى) أيام الحجِّ؛ ليرتووا به، ويُرَوُّوا به إخوانَهم ومَن معهم. في يوم (التَّروِية) -وهو اليوم الثَّامن-: يُستحبُّ الاغتسال والتطيُّب قبل الإحرام. طبعًا: نحن سنتكلم عن الحجِّ، أما (العُمْرة) فأظن أن الأكثرين يعرِفونها؛ فليست العُمْرة -من حيث العُموم- إلا الإحرام والطَّواف والسَّعي والحلْق؛ هذه هي أهم أمورِ العُمْرة، بينها سُننٌ -سنذكرها في معرض صِفة الحجِّ-. فـ(الحجُّ المُتمتِّع): في أي يوم يدخله مِن ميقاتِه، يعني: ينوي عُمرةً، ويُهلُّ بعُمرة، يقول: (لبَّيكَ اللهمَّ! بِعُمرةٍ، مُتمتِّعًا فيها إلى الحجِّ)؛ لأنه بعد أن ينتهي العُمْرة؛ سيتمتَّع بما أحلهُ اللهُ له مما كان قد حَرُم عليه قبل الإحرامِ -كالطِّيب والزَّوجة وغير ذلك مِن المباحات-. وله أن يقول: (اللهمَّ! مَـحِلِّي حيث حبستَني)، لا يقول: (مَحَلِّي) -بفتحِ الحاء-؛ وإنما يقول: (مَحِلِّي). ما الفَرق بين (المَحَلِّ) و(المَحِلِّ)؟ المَحَلُّ: هو المكان، و(المَحِلُّ): هو موضعُ الحِلِّ، الموضِع الذي يتحلَّل منه المُحرِم إذا أصابه بأسٌ، أو مرضٌ، أو ضيمٌ. فمَن قال: (اللهمَّ! مَـحِلِّي حيث حبستَني)، ثم لم يُكمِل حجَّهُ؛ لا يجب عليه دمُ الإحْصار: {فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الهَدْيِ} [البقرة: 196]، فالذي يشترط مثلَ هذا الاشتراطِ؛ ليس عليه ذنب، ويقطع حجَّه إلى أن يُيسِّر الله له الحجَّ الآخر. ثم يتوجَّه مُلبيًّا: (لبَّيكَ اللهمَّ! لبَّيكَ لا شريك لك لبَّيكَ، إنَّ الحمدَ والنِّعمة لك والمُلك، لا شريكَ لك)؛ هذه أشهر أنواع التَّلبيَة؛ لكن كان الصَّحابة يخلطون تلبيتَهم بالتَّهليل والتَّكبير -هذا من السُّنن التي لا نعرفها ولا يعرفها الكثيرون-: (اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ، لا إلهَ إلا اللهُ)، وأيضًا: كانوا يُلبُّون: (لبَّيكَ إلهَ الحقِّ)، (لبَّيكَ ذا المعارِج، لبَّيكَ ذا الفواضِل، لبَّيكَ ذا الكوامِل، لبَّيكَ وسَعدَيْك، والخيرُ في يَديْك، والرَّغباء إليكَ والعمل)؛ هذه كلُّها من ألفاظ التَّلبيَة المشروعة المسنونة الواردة عن النَّبي -عليهِ الصَّلاة والسَّلام-. فإذا وصل إلى بيت اللهِ الحَرام: يدخل -كما يدخل أي مصلٍّ- مُقدمًا الرِّجل اليُمنى، مُصليًّا على النَّبي -عليهِ الصَّلاة والسَّلام-، سائلًا ربَّه الرَّحمة، ثم إذا كان وقت صلاة؛ يُصلِّي مع المسلمين، إذا كان تَعِبًا يريد الرَّاحة؛ يُصلِّي ركعتين تحية المسجد ثم يجلس، {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} [الحج: 78]، لكن؛ إذا كان نشيطًا، ودخل ولم يجدْ وقتَ صلاة؛ لا يُسَن له أن يصليَ تحية المسجد؛ (هنا) قال الفُقهاء: (تحية البيت الطَّواف). (تحية البيت الطَّواف) في أي صورة؟ (تحيةُ البيت الطَّواف) في صورة واحدة: وهي صورة الدَّاخل إلى الحرَم ليبدأ بالطَّواف؛ فلا يقدِّم على الطَّواف شيئًا. لكن؛ إذا أراد الرَّاحة؛ يُصلي ركعتين تحية المسجد قبل الجلوس؛ " إذا دخل أحدُكُم المسجد؛ فلا يجلِسْ حتى يُصلِّي رَكعَتَيْن "، إذا دخل ووجد الجماعة قائمة؛ أيضًا: يُصلِّي -مباشرة- الفريضة، ولا ينتظر ولا يؤخِّر. أما ما يتوهَّمه بعض النَّاس: مِن أن كل داخل إلى المسجد الحرام؛ فإن تحيةَ البيت عنده هي الطَّواف دون تحية المسجد؛ فهذا خطأ! يتوجَّه إلى الحجَر الأسود، ويُشير بيده قائلًا: (بِسم الله، واللهُ أكبرُ)، ثم يبدأ بسبعة أشواط، فإذا انتهى منها؛ ذهب إلى زمزم ليشرب منها ويتضلَّع، والرَّسول -عليهِ الصَّلاة والسَّلام- يقول: " ماء زمزم لِما شُرب له "، ثم يصلِّي ركعتين خلفَ مقام إبراهيم، {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} [البقرة: 125] يقرأ في الرَّكعة الأولى: سورة {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ}، وفي الرَّكعة الثانية: "سورة الإخلاص". وبالمناسبة: هاتان السُّورتان تُسمَّيان: (سُورتي الإخلاص)، ليس -فقط- {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} الإخلاص؛ بل {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} مع الأخرى -بالتَّغليب اللغوي- تُسمَّيان: (سورتي الإخلاص). فإذا انتهى: يذهب مباشرةً إلى (الصَّفا)، فإذا اقترب من (الصَّفا) يقول: {إِنَّ الصَّفَا وَالْـمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 158]، ثم يصعد على (الصَّفا)، ويحاول رؤية الكعبة. في بعض الأماكن تُرى، وإلا -يعني- التَّوسعة الجديدة، وكثرة الأعمدة تمنع، لكن؛ في بعض المواقف إذا تحرَّاها؛ يَرى. هذا في (الصَّفا). في (المروَة) لا يمكن، لا تمكن الرؤية عند (المروَة). فإذا وقف على (الصَّفا): يدعو بأدعية -سنذكرها بعد قليل-، ثم ينزل إلى (المروَة)، ذهابه شوط وإيابُه شوط، حتى ينتهي إلى سبعة أشواط، يكون سابعها أين؟ عند (المروَة). بعض النَّاس يظنون أن كل ذهاب وإياب شوط! وليس كذلك! بل إن كل ذهابٍ شَوط، وكل إياب شوط آخر. فإذا انتهى من الشَّوْط السَّابع وقرأ الأذكار-كما قلت-التي سنكرِّرها الآن، وسنذكرها-بعد قليل-: فإنه مباشرة يذهب ليتحلَّل؛ حتى يكون ذلك حلالَه وتمتُّعه الشرعي. جاء رجل إلى النَّبي -عليهِ الصَّلاة والسَّلام- يَستفصله عن الحِلِّ؛ يعني: ماذا أحلَّ اللهُ لنا؟ وماذا حرَّم؟ قال النَّبيُّ -عليهِ الصَّلاة والسَّلام-: " الحلُّ كلُّه " أي: كل ما مُنعتَ منه قبل إحرامِك مما أحلَّه اللهُ لك؛ فهو مُباح عليكَ -الآن-. " الحِلُّ كلُّه ": قال بعضُ أهل العلم: " الحِلُّ كلُّه " تستلزم كل الأفعال المباحة، مستغرقةً الزمان كلَّه، والمكان كلَّه ضمن ما شرعه الله -تباركَ وتَعالى-. في يوم الثَّامن يكون المُتمتِّع حلالاً في ضُحى اليوم: يُحرِم: (لبَّيكَ اللهمَّ! بحَجَّةٍ) -انتهينا الآن من العُمْرة، الآن الحَج-يوم الثَّامن-؛ (لبَّيكَ اللهمَّ! بحَجَّةٍ)، ثم يقول: (اللهمَّ! مَحِلِّي حيث حبَسْتَني)، ثم يتوجه ملبيًّا إلى (مِنى). طبعًا -كما قلنا-: قبل الإحرام يُستحبُّ له الاغتسال والتطيُّب، لكن؛ يُشترط عند التطيُّب: أن لا يتضمَّخ بالطِّيب. ما معنى (التَّضمُّخ)؟ هو الإكثار مِن الطِّيب، يُستحبُّ له التطيُّب، لكن؛ مِن غير إكثار -أن يدَّهن في بَدَنِه، في كلِّ جسده، أو في شعرِه، أو في رأسه!- يعني: يأتي بالشيء اليسير. والسُّنَّة في الإحرام بالحَجِّ -بعد هذا الغُسل والتطيُّب-: أن يكون قبل الزَّوال؛ يعني: قبل الظُّهر؛ قبل أن تزول الشَّمس من كبد السَّماء. وأفضل ألفاظ التَّلبيَة: أن يقول: (لبَّيكَ اللهمَّ! بحجَّةٍ، لا رِياءَ فيها، ولا سُمعَة). أيضًا: إذا قالها عند العُمْرة: (لبَّيكَ اللهمَّ! بعُمْرة، لا رِياءَ فيها، ولا سُمعة)؛ يكون -لا شكَّ، ولا ريبَ- هذا هو الأفضل، وهذا هو الخير والأكمل -إن شاء اللهُ-تعالى-. لماذا نقول: (لا رياءَ فيها، ولا سُمعة)؛ لأن موضع الحجِّ -للأسف-؛ يعني صار في النَّاس موضع مُراءاة، كما قال ذلك الشاعر -رحمهُ اللهُ- الشَّيخ خير الدِّين وانلي: حجُّوا ولبُّوا وطافُوا كعبةَ الحرَمِ حجُّوا ليُحْصُوه كمْ حجُّوا أو اعْتَمَروا كأنما الحجُّ مَرمَى لُعبةِ القَدَمِ! يعني: (والله أنا حججت مرتين)! (لا، لا؛ أنا حججت أربع مرات)! صار مفاخرة!! إذا رجع من الحج، يرى أهله -وقد يكون ذلك بوصية منه-: (حجٌّ مبرور، وسعيٌ مشكور، أهلاً وسهلًا بالحاجِّ فلان الفلاني)! وهذا قد يكون طمعَه، وقد يكون رغبتَه! المسلم الذي يريد وجه الله والدار الآخرة يُطبِّق عملًا ما قاله بلسانِه قولًا: (لبَّيكَ اللهمَّ! بحجَّةٍ، لا رياءَ فيها، ولا سُمعة), ثم يقول: (اللهمَّ! مَحِلِّي حيث حبَسْتَني). ثم يُكثِر من التَّلبيَة -على الصفة التي ذكرناها-: (لبَّيكَ اللهمَّ! لبَّيكَ...)، ونقول: (لبَّيكَ ذا الفواضِل، لبَّيكَ ذا المعارِج) ، وأن نهلِّل، وأن نكبِّر، كل ذلك في يوم (التَّروِية) -وهو يوم الثَّامن-. فإذا وصل إلى (مِنى): يصلي الظُّهر والعصر، والمغرب والعشاء، والفَجر في (مِنى)، ويستمر مُلبِّيًا -طول اليوم- من اليوم الثَّامن حتى يوم (جمرة العَقَبة)؛ وهو (يوم العيد). إذًا: عندنا يوم ثمانية [الذي] هو يوم (التَّروِية)، ويوم تسعة -كاملًا- [الذي] هو يوم (عَرَفة)، إلى رمي (جمرة العَقَبة) وهو (يوم العيد)، وهو ثالث أيام الحجِّ. طبعًا: الصَّلاة تُقصَر؛ الرُّباعية -في أيام (مِنى)- تُقصَر ولا تُجمع. قد يقول قائل: لماذا؟ نقول: أولًا: " صَلُّوا كَما رأيْتُمونِي أُصَلِّي "، ثانيا: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [النِّساء: 65]. فكيف إذا كانت الصَّلاة -ها هنا- جزءًا مِن النُّسُك؟ لذلك: أهل مكة وهم مقيمون فيها، ومن كان قريبًا من (مِنى) ممن حجَّ مع رسولِ الله -عليهِ الصَّلاة والسَّلام-؛ صلَّى مع صَلاتِه؛ مع أنه ليس مسافرًا، قد يكون -هنالك- مُسافرون، كما قد يكون -هنالك- مُقيمون؛ الجميع صلَّوا صلاةً واحدةً؛ قَصرًا بلا جَمع. في أيام (مِنى) يتساهل بعض النَّاس؛ فتضيعُ منهم الصَّلاة؛ فالأصل: الحرصُ على صلاة الجماعة، وبخاصة أنها أيام مباركة: " ما مِن أيامٍ العملُ الصَّالح فيهنَّ أحب إلى اللهِ مِن عَشرِ ذِي الحِجَّة "، فكيف إذاوافقت شرفَ المكان، وشَرَف الزَّمان، وشرف العَمَل؟ ثلاث درجات مِن درجات العمل الصَّالح والأجر والمثوبة مِن الله -تباركَ وتَعالى-. أيضًا مما يتساهل فيه الناس -يقول لك: (أنا تعبان! أنا أريد أن أستريح)!-: (سُنة الفجر وصلاة الوتر)، والرَّسول -عليهِ الصَّلاة والسَّلام- حرص الحرص -كلَّه- أن لا يفوِّت ذلك -لا في حجٍّ ولا في غيره-، على خلاف في ليلة (مُزدَلِفة) -كما سنذكُره بعد قليلٍ -إن شاء الله-تعالى-. أيضًا: يُسَنُّ له أن يُكثر من الذِّكر، وتلاوة القرآن، وشُهود مجالس العلم، والسؤال عن العلم؛ هذا كلُّه مشروع ومَسنُون؛ بل مُستحبٌّ أن يفعله الحاجُّ. وكثيرٌ من النَّاس يتهاونون بالمبيت في (مِنى)؛ فنراهم يجلسون إلى السَّاعة الحادية عشرة.. إلى السَّاعة الثانية عشرة إلى منتصف الليل، ثم يغادرونها! المبيت: سُنَّة مؤكَّدة؛ بل ذهب بعض أهل العلم إلى الوجوب، حتى لو لم يكن معه نوم. المبيت لا يلزم منه النَّوم؛ أن تقضي ليلتك هنا؛ هذا مَبيت، لا يلزم معه أن يكونَ ثمةَ نومٌ، كما قلت: كثير من الناس يتهاون! وهذا غلط.
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
![]() لا اله الا الله
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |