وقود الدعاة إلى الله في الفتن - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         صلاة ركعتين عند الإحساس بالضيق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          زكاة الأرض المعدة للتجارة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          أسباب تقوية الإيمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          من أحكام اليمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          براءة كل من صحب النبي في حجة الوداع من النفاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          الثمرات اليانعات من روائع الفقرات .. (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 23 - عددالزوار : 5891 )           »          ميتٌ يمشي على الأرض! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          لا تشددوا على أنفسكم فيشدد الله عليكم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          احفظ الله يحفظك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          كلمات فواصل في استخدام وسائل التواصل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-08-2019, 02:03 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,720
الدولة : Egypt
افتراضي وقود الدعاة إلى الله في الفتن

وقود الدعاة إلى الله في الفتن
محمد بن مشعل العتيبي




تدلهم الفتن، وتكثر الخطوب، ويحار العقل، وتطمع النفوس، يسقط أناس، ويضطرب آخرون، وتبقى ثلة ثابتة، لا تهزها رياح الفتن.
يستغرق طلبة العلم كثيرا في التفسيرات والتحليلات، ويصبح النظر للأحداث نظر مادي تحليلي.
ويستغرقون كذلك في مناقشة الأفكار، والرد على أصحابها، وبيان شبههم.
وينشغل المحتسبون بمدافعة المنكرات، ومناصحة المسؤولين.
كل ذلك حسن، ومطلوب شرعا، بل ربما يصل إلى حد الوجوب العيني على البعض.
لكن المؤسف حقا، أن نغفل عن المحرك الأساسي لكل هذه الأعمال، وأن ننسى مكمن النجاح، ومدرج الفلاح، فيما نقدم عليه من أمور هي اليوم من الجهاد في سبيل الله - جهاد اللسان والحجة والبيان-.
أعني بذلك: حسن القصد لله - عز وجل -، الإخلاص.
قد يستغرب أحبتي من طرح هذا الموضوع وربطه بما ذكرت من بعض واجبات الحال.
ولكن هذا الاستغراب أزعم أنه سيزول إذا نظرنا إلى بعض الظواهر السلبية التي أحذر نفسي وإخواني منها، خذ مثلا:
طالب علم ضيق العطن، غليظ العبارة، تجده هينا لينا فإذا ما انتقد شخصه تحول كالأسد الثائر؟!
طالب علم لم يترك منبرا إلا لمع نفسه، ومشاركاته، ومقالاته، ولقاءاته، وربما أزرى بشيء من جهود إخوانه؟!
طالب علم ينظر إلى جهده اليسير بعين الرضا، ويزعم انه بلغ به المنتهى؟!
طالب علم تنكب طريقه ومنهجه، وأصبح ناقما على منهج السلف، تلميحا وتصريحا؟!
طالب علم تساهل، وتنازل لبعض المطالب، ووضع لنفسه العلل والمبررات؟!
طالب علم انشغل بتزيين جهده لدى أهل المناصب، وأصبح يغشاهم ليل نهار، ويمدحهم ليل نهار؟!
وقل غير ذلك من الظواهر.
لتجنب تلك الظواهر أسباب كثيرة، لكن أساس السلاح هو حسن المقصد لله - عز وجل -، وفي ظني أن كثير من الأسباب تبع له.
ينبغي على كل طالب علم أن يسأل نفسه قبل كل عمل يعمله: من رد أو مقال أو احتساب أو محاضرة أو مؤلف: ما المقصد من هذا العمل؟
أهو وجه الله - عز وجل -، أم ركوبا لموجة الصراعات والتحديات، أم غير ذلك من المقاصد والنيات؟!
رحم الله السلف، ما كان شيء أشد عليهم من معالجة نياتهم، ونحن نفاخر بسلامة النيات والمقاصد. كان الواحد منهم لا يقدم على عمل إلا نظر إلى قلبه ومقصده من هذا العمل، فإن كان لله أمضاه.
حينما يكون مقصد المرء وجه الله - عز وجل -، فإنه سيتسامى عن سفاسف الأمور، وعن دواخل النيات السيئة، وسيهضم ذاته، ويحتقر عمله، ويرى أنه لازال بحاجة ماسة لتقديم الكثير لهذا الدين.
حينما يكون مقصد المرء وجه الله - عز وجل -، فإن هذا سيدعوه إلى إتقان عمله، وتكثيف جهده.
حينما يكون مقصد المرء وجه الله - عز وجل -، فإنه سيحرص على لم الشمل، والتعاون مع إخوانه، فإن المقصد واحد، والسفينة واحدة.
حينما يكون مقصد المرء وجه الله - عز وجل -، فإنه سيقاوم كل أنواع الهجوم، والفتن، والمطامع، والتنازلات، لأنها لاشيء أمام ما عند الله - عز وجل -، وما عند الله خير وأبقى.
كم نحن بحاجة وسط هذا الركام الهائل من التغيرات السريعة والكبيرة إلى معالجة نياتنا، وتصحيح مسيرتنا، وإلا كنا كالفارس الذي ينزل أرض المعركة بسيف من خشب، سرعان ما يتحطم أمام الأعداء.
قال شيخ الإسلام - رحمه الله -: "والأعمال الظاهرة لا تكون صالحة مقبولة إلا بتوسّط عمل القلب، فإن القلب ملكٌ، والأعضاء جنوده، فإذا خبث خبثت جنوده، ولهذا قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((إنّ في الجسد مضغة..))الحديث.
قال سهل بن عبد الله: "الإخلاص أن يكون سكون العبد وحركاته لله - تعالى –خاصة".
وقال آخر: "المخلص هو: الذي لا يبالي لو خرج كل قدر له في قلوب الناس من أجل صلاح قلبه مع الله - عز وجل -، ولا يحب أن يطلع الناس على مثاقيل الذر من عمله".
وقبل هذا وذاك تأمل قول الله - عز وجل -: (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُور ُ)
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.18 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.52 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.39%)]