|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() وذكرهم بأيام الله العاشر من محرم حسان أحمد العماري الخطبة الأولى الحمدُ لله إليه تصير الأمور، وبيدِه تصريفُ الدّهور، أحمده - سبحانه- وأشكره، عمَّ الخلائقَ فضلُه وإحسانه، ووسِع المذنبين عفوُه وغفرانُه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له، عظُم شأنه وعزّ سلطانه وجل ثناءه وتقدست أسماءه،... وأشهد أنّ سيّدنا ونبيّنا محمّدًا عبد الله ورسوله، بعثه ربه هادياً ومبشراً ونذيراً... يا خير من جاء الوجود تحية *** من مرسلين إلى الهدى بك جاؤوا بك بشر الله السماء فزينت *** وتوضعت مسكا بك الغبراء فإذا سخوت بلغت بالجود المدى *** وفعلت ما لا تفعل الأنواء وإذا عفوت فقادرا ومقدرا *** لا يستهين بعفوك الجهلاء وإذا رحمت فأنت أم أو أب *** هذان في الدنيا هما الرحماء... صلّى الله وسلّم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين، وعلى التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدّين، وسلَّم تسليمًا كثيرًا أما بعد: عباد الله: - لقد جعل الله الأحداث والوقائع والمناسبات وتاريخ الأمم والشعوب والأفراد وسيلة من وسائل التربية والتقويم وتصحيح المسار وأخذ العبرة والعظة للأفراد والأمم والشعوب التي تأتي بعدهم ليقيم الحجة على عباده قال - تعالى-: (قدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانْظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذَّبِينَ) [أل عمران 137].. وقال - سبحانه-: (أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) [الروم 9].. وقال عز من قائل: (كَمْ تَرَكُوا مِن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ * وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ * كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْماً آخَرِينَ) (الدخان25-28).. وقال شعيب -عليه السلام- لقومه مذكراً لهم حتى يرتدعوا عن طغيانهم ويستسلموا للحق الذي جاءهم من ربهم: (وَيَا قَوْمِ لا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ) [هود: 89]، فذكرهم بمصارع الماضين وبسنة الله في الغابرين، وكأنه يقول لهم: العاقل من وعظ بغيره ولقد كان لكم في مَنْ مضى عبرة لو كنتم معتبرين، فسنن الله - تعالى -لا تعرف المحاباة فمن يشاقق الرسل من بعد ما تبين له الهدى مصيره مصير من سبقه من الماضين، ولن تجد لسنة الله تبديلاً، والمتأمل في سير الأمم السابقة وأخبار الماضين يتبين ذلك جلياً... وأمر - سبحانه وتعالى - بتذكر وتدبر أحداث الأمم والشعوب والأفراد، فقال: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآياتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ) (إبراهيم: 5).. والمقصود هنا بتعبير (أيام الله) هي الأحداث الكبرى في حياة الناس بما فيها من النعم والنقم.. والعاشر من شهر محرم من أيام الله العظيمة والتي ينبغي للمسلمين أن يأخذوا الدروس والعبر من أحداثه.. فقد قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة فرأى اليهود تصوم عاشوراء فقال: (( ما هذا؟)) قالوا: هذا يوم صالح، هذا يوم نجَى الله بني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى، قال: (( فأنا أحق بموسى منكم، فصامه وأمر بصيامه)). [رواه البخاري 1865]، ولماذا نحن أحق بموسى - عليه السلام-؟ لأننا أمة من صميم عقيدتها أنها تؤمن بالله وتؤمن بجميع رسله قال - تعالى-: (آمَنَ ٱلرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبّهِ وَٱلْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ ءامَنَ بِٱللَّهِ وَمَلَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مّن رُّسُلِهِ) [البقرة: 285]... وإن صيام هذا اليوم له فضل عظيم عند الله عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: " ما رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يتحرى صيام يوم فضله على غيره إلا هذا اليوم يوم عاشوراء، وهذا الشهر يعنى شهر رمضان". [رواه البخاري 1867] ومعنى يتحرى أي: يقصد صومه لتحصيل ثوابه. وقال - صلى الله عليه وسلم -: (( صيام يوم عاشوراء، إني احتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله)) [رواه مسلم 1976]... وإن من السنة في صيام هذا اليوم أن يصوم المرء يوماً قبله ليخالف اليهود. أيها المؤمنون/عباد الله: - يقول - سبحانه وتعالى-: (إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ) [القصص: 2-4] ففي مثل هذه الأيام من شهر محرم نجا الله موسى - عليه السلام- وقومه من فرعون وجنوده بعد حياة طويلة عاشوا فيها الظلم والاستعباد والحرمان بكل صوره فمن كان يظن أن فرعون الذي كان يقول في تكبر وتجبر: (يٰأَيُّهَا ٱلْملاَ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مّنْ إِلَٰهٍ غَيْرِى فَأَوْقِدْ لِى يٰهَٰمَٰنُ عَلَى ٱلطّينِ فَٱجْعَل لّى صَرْحًا لَّعَلّى أَطَّلِعُ إِلَىٰ إِلَٰهِ مُوسَىٰ وَإِنّي لاظُنُّهُ مِنَ ٱلْكَٰذِبِينَ) [القصص: 38] وكان ينادي: (يٰقَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَٰذِهِ ٱلأَنْهَٰرُ تَجْرِى مِن تَحْتِي أَفَلاَ تُبْصِرُونَ) [الزخرف: 51] وكان يقول: (مَا أُرِيكُمْ إِلاَّ مَا أَرَىٰ وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلاَّ سَبِيلَ ٱلرَّشَادِ) [غافر: 29] من كان يظن أن كل هذا التكبر والتجبر سيأتي عليه يوم ويأذن الله بنهايته وزواله بل ويصبح فيما بعد عبرة للمعتبرين ودرساً للطغاة والظالمين قال - تعالى-: (فَأَخَذْنَٰهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَٰهُمْ فِي ٱلْيَمّ فَٱنظُرْ كَيْفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلظَّٰلِمِينَ * وَجَعَلْنَٰهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى ٱلنَّارِ وَيَوْمَ ٱلْقِيٰمَةِ لاَ يُنصَرُونَ * وَأَتْبَعْنَٰهُم فِي هَذِهِ ٱلدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ القِيَٰمَةِ هُمْ مّنَ ٱلْمَقْبُوحِينَ) [القصص: 40-42].. وهذه هي سنة الله يملي للطغاة والظلمة، ثم يأخذهم أخذ عزيز مقتدر وإنها لسنة الله أيضاً في حفظ أولياءه والتمكين لهم في الأرض قال - تعالى-: (وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ ٱلْمُؤْمِنينَ) [الروم: 47] وقال - تعالى-: (وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا ٱلْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ ٱلْمَنصُورُونَ * وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ ٱلْغَٰلِبُونَ) [الصافات: 171- 173].. فموسى - عليه السلام- كان ممن توعدهم فرعون بالقتل والتصفية الجسدية وما زال في بطن أمة فمكر فرعون وجنوده والله خير الماكرين، وولد موسى وألقت به أمه في البحر؛ خوفاً عليه من القتل وهل يعقل هذا؟ إنه كان يجب عليه إذا كانت تخاف عليه أن تضمه إلى صدرها.. لكنها الثقة بالله قال - تعالى-: (وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ) [القصص: 7].. فأخذه فرعون ليكون له ولد ولم يكن يعلم أنها مقادير الله وأن نهايته ستكون على يدي هذا الطفل الرضيع ولكنها إرادة الله إذا أراد شيئاً فإنما يقول له كن فيكون.. وإنها لعبرة وعظة لكل متجبر وظالم طغى في هذه الأرض. عباد الله: - إن حركة التغيير على مستوى الأمم والجماعات والأفراد لا تتوقف فإما أن تكون إلى الأحسن وإما أن تكون إلى الأسوأ فأما التي إلى الأحسن فتحكمها السنة القائلة: ( إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ) [الرعد/11] فما من أهل قرية ولا بيت ولا بلد كانوا على معصية الله ثم تحوَّلوا عنها إلى ما أحب من الطاعة إلا حوَّلهم الله عما يكرهون من العذاب إلى ما يحبون من الرحمة.. وأما التغيير إلى الأسوأ فتحكمه السنة القائلة: (ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) [الأنفال/53]. فاللهم أهدنا بهداك ولا تولنا أحداً سواك وخذ بنواصينا إلى كل خير... قلت ما سمعتم واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه. الخطبة الثانية: - عباد الله: - إن الله ليملي للظالم سوى كان فرداً أو مجتمع أو أمة ويغدق عليه من النعم والخيرات فيما يبدوا للناس حتى إذا كثر شره وزاد فسقه وانتشر ظلمه وغرته نفسه أخذه أخذ عزيز مقتدر قال - تعالى-: (ألَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِمْ مِدْرَاراً وَجَعَلْنَا الْأَنْهَارَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْناً آخَرِينَ) [الأنعام: 6].. وقال - تعالى -: (فَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُّعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَّشِيدٍ) [الحج: 45].. والله - سبحانه وتعالى- لا يأذن بزوال الظلم وأهله حتى يكون هناك من يقارع الظلم ويقف أمام الباطل ويصدع بكلمة الحق ولو كان ضعيفاً أو فقيراً أو وحيداً كما فعل موسى - عليه السلام- وغيره من الأنبياء وأصحاب الحق والعظماء في كل زمان ومكان لأن الله لا يتخلى عن عباده ولا يترك أولياءه بل ينظر إلى أعمالهم ويطلع على نياتهم فإذا ما وجد من الجهد المطلوب والنية الخالصة أذن بنصره وهلاك أعدائه قال موسى - عليه السلام-: (قَالَ رَبِّ إِنِّي لَا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي ۖ فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ) (المائدة: 25).. وهكذا هي سنة الله في هذه الحياة والتاريخ يشهد وأيام الله تترى علينا كل يوم تثبت هذه الحقيقة وتغرس في النفوس الإيمان والأمل والاستقامة وتقوم الاعوجاج وتصحح المسار وتوجه الانحراف في أخلاقنا وأعمالنا وسلوكياتنا كلما صدقنا في فهمها وتدبرها. عباد الله: ومن يتأمل المكر اليهودي والحقد الصليبي والتآمر على أمتنا اليوم وخاصة في فلسطين الحبيبة وغزة الصامدة ليدرك هذه السنة الربانية فمع قوة العدو وأمواله وعدته نجد الصمود والبطولة والفداء من الثلة المؤمنة المحاصرة منذ سنوات رغم القتل والتشريد والأسر والاغتيالات والتعذيب إلا أنهم صامدون ويسطرون من البطولات وتلقين العدو من الخسائر البشرية والمادية والنفسية ما عجزن عنه جيوش العرب والمسلمين جميعاً.. فصاحب الحق لا يتعب ولا يعتريه فتور ولا ييأس لأنه يأوي إلى ركن شديد وهو الله - سبحانه وتعالى - فأبشروا بأذن الله فإن نصر هذه الأمة قد انعقد غمامه وقد أقبلت أيامه فأحسنوا الظن بربكم واجمعوا مع الأمل حسن العمل، واعلموا أن الشدائد التي تمر بها الأمة هي أمارات ميلاد جديد بإذن الله فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا.. و لا تقولوا: زرع الزارعُ والباغي حَصَدْ. ذهب الأقصى وضاعت قدسُنا منّا وحيفانا ويافا وصَفَدْ. لا تقولوا: حارس الثَّغْر رَقَدْ. أنا لا أُنكر أنَّ البَغْيَ في الدُّنيا ظَهَرْ. والضَّميرَ الحيَّ في دوَّامة العصر انْصَهَرْ. أنا لا أُنكر أنَّ الوهمَ في عالمنا المسكون بالوهم انتشرْ. غيرَ أنَّي لم أزلْ أحلف بالله الأحَدْ. أنَّ نَصْرَ اللَّهِ آتٍ، وعدوَّ اللهِ لن يلقى من الله سَنَدْ. لن ينال المعتدي ما يبتغي في القدسِ.... ما دام لنا فيها وَلَدْ.. فاللهم نصرك الذي وعدت.. هذا وصلوا وسلموا رحمكم الله على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة؛ نبينا وإمامنا وقدوتنا محمد بن عبد الله، فقد أمركم الله بالصلاة والسلام عليه بقوله: ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) [الأحزاب: 56] اللهم صلِّ وسلم وبارك على نبينا محمد، وارضَ اللهم عن خلفائه الراشدين، وعن الصحابة أجمعين، وعن التابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بمنك ورحمتك يا أرحم الراحمين.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |