|
ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() الحويني عالم أعاد سيرة كبار المحدّثين أسامة شحادة جريدة الغد الأردني 18/7/2008 خلال حديثي مع صاحبالبقالة المجاورة لمنزلي حول العلماء والدعاة الذين يظهرون على شاشة الفضائيات،فوجئت أنه متابع لدروس وبرامج العلامة أبي إسحاق الحويني، وأنه مستمتع بتعلم علممصطلح الحديث الذي يشرحه العلامة الحويني بسهولة بالغة في ثنايا برامجه ودروسه. أماتعجبي، فيعود إلى أنني اعتقدت أنه سيفضل الدعاة الذين يكثرون من القصص والمواعظالعامة. وقد ذكّرني هذا بما سمعته من بعض الأصدقاء عن دورة مكثفة في علممصطلح الحديث، قدّمها الشيخ الحويني في الكويت، قبل ظهوره على الفضائيات. فرغم أنهاكانت دورة علمية مكثفة وتوقيتها بعد صلاة العشاء، إلا أن كافة رواد المسجد منالعامة وخاصة من كبار السن كانوا من المداومين على حضور الدورة بجدية، وتراهميحملون دفاترهم وأقلامهم ويسجلون الفوائد والمعلومات التي يقدمهاالشيخ. وكما سجل للعلامة الشيخ المحدث محمد ناصر الدين الألباني في عصرناالحاضر شرف إحياء علم الحديث ونشره بين طلبة العلم والعلماء، ونجاحه -بفضل الله عزوجل- في مشروعه "تقريب السنة بين يدي الأمة" الذي كرّس جل حياته له، فإنه سيسجل -بإذن الله- للعلامة الحويني تبسيط علم الحديث والمصطلح وجعله علماً شعبياً، إن صحالوصف، ذلك أن الشيخ الحويني قد منحه الله القوة في علم الحديث بشهادة علماء العصرومنحه أيضاً القدرة على تبسيط المعلومة بطريقة محببة للجمهور العام، إضافة إلى أنأسلوب الشيخ القائم على ضرب الأمثلة من واقع حياة الناس، والتركيز على توظيف القصةالصحيحة الثابتة في الشرح، واستخدام وسائل الإيضاح في دروسه، حتى الفضائية منها، قدسهّلت وصول علم الحديث لعامة المسلمين. والتأصيل العلمي الذي تأسس عليهالشيخ الحويني، والذي يقوم بنشره عبر دروسه، هو الذي حفظ الشيخ من الانجرار فيتيارات التشدد والغلو التي كان ضعف التأصيل الشرعي فيها عموماً، وعلم أصول الفقهوالحديث خصوصاً، هو سبب انحرافها، ولذلك فإن تحصين الأمة بالعلم الشرعي ورفع درجةوعيها بأصول فهم الدين، هما السبيل لوقاية الشباب من قبول الأفكار الهدامة، سواءبالتفريط أو الإفراط. العلامة الحويني يزور الأردن هذه الأيام لتقديم بعضالمحاضرات، وقد سبقت له زيارة الأردن سنة (1407 هـ- 1987م) للقاء الشيخ الألباني. وقد كان فيما دونه وحدث به الشيخ الحويني عن لقائه بالشيخ الألباني، دروس وعبرتربوية، يجب على كافة طلبة الحديث وغيرهم التمسك بها، كما أن في الأشرطة المسجلةلهذه اللقاءات علما جماً. العلامة أبو إسحاق الحويني هو حجازي محمد شريف، منمصر، ولد في العام 1375 هجرية، وتخرج في كلية الألسن/ قسم اللغة الأسبانية، وكانالأول على دفعته في كل أعوامها، عدا السنة الأخيرة حيث كان الثاني على الدفعة. وكانقد بدأ طلب علم الحديث بعد أن طالع كتاب "مختصر صفة صلاة النبي صلى الله عليهوسلم"، وكتاب "سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة"، للشيخ الألباني، وذلك في سنة 1395 هـ، ثم حضر دروس الشيخ محمد نجيب المطيعي في الحديث والفقه الشافعي، وكانالمطيعي يشرح أربعة كتب، هي: صحيح البخاري، و"المجموع" للنووي، و"الاشباه والنظائر" للسيوطي، و"إحياء علوم الدين" للغزالي. ولمّا كان الشيخ الحويني في فتوته منالمتابعين للشيخ عبدالحميد كشك، رحمه الله، لما لديه من العاطفة الصادقة والأسلوبالممتع والإخلاص بإذن الله، فقد أدرك خطورة إيراد الأحاديث الضعيفة والموضوعة فيالخطب والمواعظ، حين تعلم علم الحديث وظهر له أن كثيراً مما سمعه من الشيخ كشك هوأحاديث ضعيفة، ولذلك تجد الحويني يركز في دروسه على بيان ما يشيع بين العامة منأمثال هذه المنكرات، وهو ما يجب على كل خطيب ومدرس أن يدقق فيما يورده للناس منالأحاديث والآثار والقصص، فلا يورد إلا الصحيح الثابت. وللعلامة الحويني 34كتاباً، ما بين رسالة صغيرة أو كتاب من عدة مجلدات، وصلت في مجموعها إلى 54 مجلداً. وهو من كبار رموز المدرسة السلفية المعاصرة، كما أنه من أهم المشتغلين بعلم الحديثفي زمننا هذا، لكنه تميّز عن غيره من أهل الحديث بأنه أعاد لنا سيرة كبار المحدثينمن أمثال الإمام أحمد ابن حنبل والإمام عبدالله بن المبارك، اللذين جمعا بين كونهماعلماء كباراً ورجال عامة أيضاً، فقد كان الإمام أحمد السد الذي حمى الله عز وجل بهالأمة من دكتاتورية المعتزلة، الذين فرضوا الاعتقاد بفكرة خلق القرآن، كما أنه كانرجل أمة اتبع الناس اجتهاده وجعلوه مذهباً لهم في الفقه، أما الإمام عبدالله بنالمبارك فقد كان عالماً كبيراً في الحديث ورجل أمة لا يتخلف عن الطليعة والقيادةوالتوجيه للناس، وما يزال الناس يتناقلون شعره للفضيل بن عياض: يا عابدَالحرمين لو أبصرتـَنا ... لعلمتَ أنَّكَ في العبادةِ تلعبُمَنْ كانَ يخضبُخدَّه بدموعِه ... فنحورنـا بدمـائِنا تَتَخْضّبُأوكان يتعبُ خيله في بـاطل ... فخيـولنا يوم الصبيحة تتعبُريحُ العبير لكم ونحنُ عبيرُنا ... رَهَجُالسنابكِ والغبارُ الأطيبُولقد أتـانا مـن مقالِ نبيِنا ... قولٌ صحيحٌصادقٌ لا يَكذبُلا يستوي غبـارُ أهلِ الله في ... أنفِ أمرئٍ ودخانُ نارٍتَلهبُهذا كتابُ الله ينـطقُ بيننا ... ليسَ الشهيدُ بميـتٍ لايكذبُوعلى هذا المنوال درج العلامة الحويني، فهو من علماء الحديث المشهودلهم، لكنه لم يقتصر على هذا، بل جعل علم الحديث باباً واسعاً للدعوة إلى الله،فالسنة شارحة القرآن ومفسرته والإسلام هو القرآن والسنة، فأنت تجد في سنة الرسولصلى الله عليه وسلم كل ما تحتاجه من دروس وعبر في الدعوة إلى الله عز وجل. ولقدأعاد الشيخ الحويني للمحدثين دورهم الحقيقي في إرشاد الناس لسنة النبي صلى اللهعليه وسلم، حتى يتحقق عملياً شعار "الرسول قدوتنا"، إذ كيف نقتدي بمن لا نعرف صفاتهولا أوامره؟! إن بذل علم الحديث للناس وإيصاله لهم سهلاً ميسراً بكل وسيلةمطبوعة أو مسموعة أو مرئية، هو حقيقة الدعوة للرجوع إلى الكتاب والسنة، وهو الدورالحقيقي لورثة الأنبياء في القيام بمهمة البلاغ المبين. |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |