شهر العسل

[طالبة الفردوس]

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين أما بعد:

يحرص الإسلام على أن يكون المسلم فى أصفى حالات الرضا والسعادة،


وأن يستمتع بالطبيعه والجمال وفقا لما أمر الله

" قل من حرم زينه الله التى أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هى للذين أمنوا فى الحياة الدنيا خالصه يوم القيامه كذلك نفصل الأيات لقوم يعلمون"سورة الأعراف(32)



وكلما أقترب المسلم من المنهج الإسلامى فى الحياة والسلوك

،أزداد طمأنينيه ورضا وسكينه ، لأن الإسلام يضع منهجه
موافقا للفطرة الأنسانية ومقتضياتها ويستجيب لمطالبها
وطبيعتها فلا يحبط معها إلى حضيض الأنفلات التردى ولا
يقذف بها إلى عالم الحرمان والتزمت والبعد عن المنهج
الإسلامى فى الحياة والسلوك يوقع فى مشكلات كثيرة منها
غضب الله وبؤس الحياة ولو كان من يعيشها أغنى الأغنياء
وأشهر الناس


** دعونا نقص هذه الحكايه التى نشرت فى جريدة الأهرام فى22/2/2009م

فقد تم عقد قران "محمود" أبن واحد من كبار رجال الأعمال والصناعة ، وتم زفافه فى أبسط حفل

حضرته أسرتا العروسين فى عشاء بسيط وأصر العريس على التبرع بتكلفه "الفرح" للفقراء ولأنه الأبن الوحيد على خمس بنات كان والده يصر على أقامه حفل كبير يدعو فيه الكبار والمشاهير،



ويقدم ما لذ وطاب وغلا من الأطعمة والمشروبات ووسائل الترفيه والسرور ……

إلا أن الشاب لقن أباه درسا هادئا مؤدبا حين جلس يشرح له أنه في ظل الأزمة الاقتصادية التي تمر بالبلاد والعباد لايجوز أن يقام مثل هذا الفرح الذى يريده الأب الحانى بل إن فرحه محمود وعروسه ستتضاعف لوأنه تم التبرع بتكلفه العرس للفقراء.

أستجاب الأب لرغبه أبنه الشاب وسلمه قيمه تكاليف العرس ليتصدق بها كما أراد ،

وعلى عكس ما يحدث من سفر العروسين لقضاء شهر العسل على شواطئ ماليزيا وهاواي وتايلاند ومنتجعات أسبانيا،

فإن العريس "محمود" وعروسه أصرا على قضاء شهر العسل فى المدينة المنورة لبدء حياة زوجيه مباركه ومستقرة بمشيئة الله تعالى.

ورأى محرر الجريدة أن هذا النموذج
الصالح قليل
في زمن عزت فيه القدوة والنماذج الطيبة وشاعت
فيه النماذج المشوهة التي تعدى جيلا بأكمله نسأل الله العافية.




وللأسف فإن شيوع التقاليد الغربيه فى المجتمعات
الأسلاميه أخذ يحفر مجرى عميقا فى واقع الحياة
الأجتماعيه ويأخذ شكلا أكثر أسرافا وبذخا وشناعه
مع أن الغربيين فى مجملهم يقيمون أفراحهم داخل
الكنائس فى أحتفالات بسيطه ودون تكاليف باهظه



لماذا نبحث عن عن الأفراح فى الصورة والشكل ولا نبحث عنها فى أعماق قلوبنا والنفوس؟

يجب أن نضىء أرواحنا من الداخل بالأمل والأمن
والرضا والقناعه وقبل ذلك بالإيمان واليقين
بالخالق سبحانه وتعالى ….هذا هو الفرح الحقيقى
فى داخلنا وليس بالمظاهر الخارجيه الوقتيه التى تزول سريعا وتخلف وراءها فى الغالب كدرا وهما
وغما وفشلا ذريعا.


إن شهر العسل الحقيقى يتمثل فى مرضاه الله تعالى
وطاعته وليس فى الخروج عن تعاليمه والدخول
فى زمرة السفهاء والمبذرين إخوان الشياطين
" إن المبذرين كانو إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا "سورة الإسراء 27







هذا المقال منقول من مجله الوعى الأسلامى "مجله كويتيه شهريه جامعه العدد(525)" للدكتور حلمى محمد القاعود